سكان "خربة سمرا" بالأغوار يواجهون سياسة الحصار والتعطيش "الإسرائيلية"

الساعة 04:00 م|07 يناير 2021

الاغوار

يواجه سكان خربة سمرا في الأغوار الشمالية سياسات الاحتلال الإسرائيلي الإجرامية من الحرمان والتضييق والنهب والتعطيش في محاولات للتهجير بشتى الطرق، في سبيل الحفاظ على فلسطينية الأغوار.

وتقع خربة السمرا بين معسكرين تابعين لجيش الاحتلال ومستوطنة، أحدهم يطلق عليه اسم معسكر "سمرا" ويقع إلى الجهة الغربية من الخربة، وتعيش فيها اليوم 5 عائلات فقط بعد أن كانت تضم 50 عائلة نتيجة لمحاولات التهجير المستمرة، كما يبلغ عمر الخربة أكثر من 150 عام.

يعتاش سكان خربة "سمرا" على تربية الماشية والزراعة البعلية نظراً لحرمانهم من قبل سلطات الاحتلال من الشرب من خطوط المياه التي تمر من خلال التجمع.

تعطيش الأغوار

يحاول الاحتلال تعطيش سكان الأغوار وخاصة في خربة سمرا فيحرمهم من حقهم في الوصول إلى مصادر المياه ويمنعهم أيضاً من حفر الآبار أو استصلاح القديمة منها، مما يدفع السكان إلى شراء الماء يومياً بتكلفة عالية تصل إلى 250 شيقل للـ10 أكواب أي ما يعادل 75$ تقريباً.

ومما يزيد قهر سكان الخربة، أن الآبار وخطوط المياه تمر من بين منازل وأراضي الفلسطينيين المملوكة لتغذي المستوطنات، بينما لا يحق لهم أن ينعموا بقطرة ماء منها، الأمر الذي يضطرهم إلى نقل المياه من مسافات بعيدة تصل إلى حوالي 25 كم.

ويستمر المستوطنين من سكان البؤر الاستيطانية المجاورة في مضايقة الأهالي بشتى الطرق من خلال حرق الأراضي والخيام وقتل المواشي والأبقار والتهجم عليها وعلى المواطنين بالسكاكين والاعتداء على مصادر المياه الخاصة بالفلسطينيين.

خطر التدريبات

ويستخدم الاحتلال معسكر "سمرا" لأغراض التدريب العسكري بالمدفعية والآليات الثقيلة والتي تشكل خطراً مستمراً على حياة المواطنين في التجمع والتجمعات المجاورة.

ويجبر الاحتلال سكان الخربة على إخلاء خيامهم باستمرار لإجراء تدريباته العسكرية التي قد تصل لأيام، وفي حالات أخرى يمنعهم من مغادرة خيامهم لنفس السبب.

ولا تنتهي معاناة سكان الخربة مع التدريبات العسكرية عند الاخلاء فقط، بل تتواصل مع مخلفات الأسلحة الخطيرة التي تتسبب بحرائق، وأدت إلى استشهاد 4 فلسطينيين من الأغوار وإصابة أكثر من 26 مواطنا ونفوق مواشي بسبب الألغام في السنوات الثلاث الأخيرة فقط.

حصار وتهجير

ويحاصر الاحتلال أهالي خربة سمرا في مساحة لا تتجاوز الـ500 دونم، بعد أن كان أهالي خربة سمرا والتجمعات المجاورة يتحركون بمساحة 30 ألف دونم بكل حرية، تم تقليصها لصالح بؤرة استيطانية.

وفي المقابل يعيش 15 مستوطنا في بؤرتين استيطانيتين في منطقة السويدا وخلة حمد، يسيطرون على 25 ألف دونم يتحركون فيها بمواشيهم بحرية وتتوفر لهم الخدمات كلها من المياه والطرق وغيرها.

ويذكر أن أبقار المستوطنين خرّبت يوم أمس، محاصيل المواطنين في خربة "سمرا" بالأغوار الشمالية، بعد أن أطلقها المستوطنون في للرعي في المنطقة.

ولم تسلم خربة سمرا من إخطارات الهدم التي قد تنفذ في أي لحظة، والتي تهدد بخلو 30 ألف دونم في الأغوار من الوجود الفلسطيني رغم امتلاك السكان هناك أوراقاً ثبوتية "طابو" تثبت ملكيتهم لتلك الأرض.

ويشار إلى أن مجموعة من المستوطنين سيطروا على تلة مطلة على خربة "سمرا"، وهي عبارة عن بقايا أنقاض خربة فلسطينية تدعى خربة "المزوقح"، والتي تم تشريد أصحابها عشية حرب عام 1967، والتي دمر الاحتلال الإسرائيلي خلالها 36 خربة وقرية في احتلاله للأغوار.

وتعتبر الأغوار سلة فلسطين الغذائية وهي أكثر المناطق تضرراً من مشروع الضم الذي سيلتهم عشرات آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية.

كلمات دلالية