خبر الاقتصاد الغزي « يلفظ أنفاسه » الأخيرة

الساعة 07:30 ص|11 مارس 2009

فلسطين اليوم-غزة

يسعى المواطن "سمير كامل" جاهداً للبحث عن فرصة عمل تمكنه من جلب بعض النقود لشراء المستلزمات الضرورية لأسرته التي باتت تفتقد إلى ابسط مقومات الحياة في ظل ارتفاع الأسعار الذي بات يشكل "غولا " يلاحق الغزيين في كل اتجاه.

 

 ويعاني القطاع من نقص حاد في الكثير من المواد الأساسية نتيجة الحصار المشدد على قطاع غزة منذ ما يزيد على عامين لاسيما بعد أحداث حزيران من العام 2006 وسيطرة حركة حماس على غزة.

 

كما أدى انخفاض عمل الأنفاق جنوب قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل إلى ارتفاع حاد في الأسعار ، ويزيد معدل الفقر بسبب توقف المشاريع إضافة إلى زيادة نسبة البطالة حيث يعد القطاع من أكثر الأماكن فى العالم التي تعاني من البطالة .وتسيطر على سمير كامل (50) عاما علامات الغضب مع استمرار فشله في الحصول على ما يمكنه من توفير أدنى متطلبات أبنائه حيث لم يعد بمقدوره مواصلة البحث في ظل إغلاق الأبواب أمامه ، معرباً عن تخوفه من اختفاء الكوبونة في ظل الإغلاق المشدد.

 

ويعرب الغزيون عن تخوفهم من الارتفاع المتواصل في غلاء الأسعار وتدهور الأوضاع الاقتصادية المتردية جراء تقليصها ، وانخفاض مستوى التهريب عبر الأنفاق.

 

ويضيف كامل انه طرق كل الأبواب و ينتظر حتى نهاية اليوم من اجل الذهاب إلى الأسواق عله يجد ولو الشيء القليل من الخضروات التي تقترب من التلف لجلبها لأبنائه،لافتا إلى أن حياته تقترب من النهاية لان الفقر يزداد يوما بعد يوم.

 

وحذر خبراء اقتصاديون من تدنى مستوى الأمن الغذائي بدرجات مرتفعة مطالبين المؤسسات الدولية والمحلية ذات العلاقة بوضع خطة اقتصادية من اجل النهوض بواقع الأسر الفلسطينية.

 

كما يواجه العاملون في قنوات التهريب التي تعد اليوم المنفذ الأساسي للبضائع صعوبات كبيرة، لا سيما سلسلة الضربات الموجعة التي وجهتها أجهزة الأمن المصرية للأنفاق الحدودية بين مصر وقطاع غزة، مؤكدين أن تهريب البضائع على جانبي الحدود "تلفظ أنفاسها الأخيرة"، خاصة مع استمرار القصف الإسرائيلي للشريط الحدودي جنوب مدينة رفح.

 

وذكر شهود عيان في مدينة رفح المصرية أنه خلال الأسبوعين الأخيرين أغلقت سلطات الأمن المصرية ثلاثة من أهم الشرايين الحيوية في عالم الأنفاق المجهول، كانت تقع على مسافات قريبة في منطقة حي البراهمة شمال معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة.

 

ويعيل كامل الذي يعمل سائقا اسرة مكونة من "11" طفلا وقال:" منذ ما يزيد على خمسة أشهر لم يتمكن من توفير ولو "فرخة" واحدة لأسرته لا سيما وان سعر كيلو الدجاج " 28" شيكل أي ما يعادل 7دولارات.

 

ويشتكي المواطن حسن عبد الرؤوف (45 عاماً) من صعوبة الحياة التي يعيشها في ظل اشتداد الحصار، صاباً جام غضبه على السلطات المصرية التي تحارب العمل في الأنفاق وتمنع وصول المتطلبات الأساسية للمواطن في ظل غيابها بسبب إغلاق المعابر.

 

ويعرب عن أمله أن تتفق حركتي فتح وحماس بتشكيل حكومة فلسطينية موحدة تستطيع رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة، والتخفيف عنه بعد معاناة طويلة مع الحصار وتبعها أثار الحرب المدمرة التي أتت على البنية التحتية للقطاع.

 

وكان المجلس التنسيقي للقطاع الخاص الفلسطيني قد افاد نهاية شباط الماضي تضرر 700 منشأة اقتصادية في قطاع غزة خلال الهجوم الإسرائيلي المدمر في الفترة من 27 كانون الأول حتى 18 كانون الثاني الفائت .

 

وقدر المجلس في دراسة له خسائر القطاع الخاص الفلسطيني في القطاع بأنها بلغت 140 مليون دولار جراء الهجوم الإسرائيلي ونسبة المنشآت المتضررة كليا 38 في المئة وخسائرها أكثر من 98 مليون دولار.

 

وأشارت الدراسة إلى أن نسبة المنشآت المتضررة جزئيا بلغت نحو 62 في المئة بقيمة مالية تجاوزت 40 مليون دولار، مؤكدة أن القطاع الصناعي كان من أكثر القطاعات تضررا.

 

واجمع عدد من الغزيين على ان حياتهم أصبحت قاسية جراء الوضع الاقتصادي المتدهور وانها باتت تنحصر في رغيف الخبز وحبة " البندورة" ان وجدت مؤكدين أنهم فقراء وان الفقر ينهش فيهم ليل نهار .

 

وأعربوا عن أن شبح الموت جراء فقدان الغذاء وارتفاع الأسعار بات رفيقهم ليل نهار هنا في غزة مؤكدين أنهم ضحية لغياب السياسة الاقتصادية الحكيمة الهادفة إلى إنقاذ حياة مليون ونصف المليون مواطن.

 

وأشاروا إلى أن التجاذبات السياسية وراء تردي الأوضاع الاقتصادية وغلاء المعيشة داعين وعلى " حماس" و" فتح" إلى توحيد الجهود ، والعمل على بناء مشاريع تساهم من التخفيف عنهم بدلا من التناحر الذي نهايته كارثة ، وفق أقوالهم.

 

من جانبها قالت المواطنة نيللي المصري "23" عاما ان ارتفاع الأسعار يتطلب من المسئولين الوقوف أمام مسؤولياتهم وتلبية احتياجات المواطنين حيل لاعلاقة لهم بالتناحر السياسي الذي ولد هذه الحالة.

 

وتشير المصري إلى أن الكثير من المواد الغذائية بات يسمع عنها دون التمكن من شرائها مشيرة إلى أن الدجاج لم يعد يعرف عنوان منزلهم .