عين الهوية في حوسان.. إرث تاريخي وزراعي يهدده الاحتلال

الساعة 09:55 م|02 يناير 2021

فلسطين اليوم

 يسعى الاحتلال جاهداً للاستيلاء على مصادر المياه كافة في الضفة الغربية وتحويلها إلى المستوطنات، مقابل حرمان الفلسطينيين من حقهم في هذه المياه وتحديد نسب استفادتهم منها في بعض الأحيان.

 بيت لحم واحدة من مدن الضفة التي تضم العديد من الآبار التي تحتوي على كميات كبيرة من المياه، يسيطر عليها الاحتلال بالكامل، وتحديداً في بلدة حوسان التي تشتهر بكثرة الينابيع وعيون المياه فيها.

 وتعد عين الهوية أحد أشهر معالم بلدة حوسان وأكبر عيون المياه التي يبلغ عددها 25 عينا وينبوعا موزعة على مناطق مختلفة في وسط وأطراف البلدة، وجزء منها يخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة لوجودها في منطقة "ج".

مخاوف وتحذيرات

 وعلى الرغم من وجود عين الهوية في وسط البلدة إلا أنها تصنف بمنطقة "ج" حسب اتفاقية أوسلو، مما يثير مخاوف الأهالي من سيطرة الاحتلال عليها في أي لحظة.

وعبر محمد السباتين رئيس مجلس قروي حوسان عن خشيته من سيطرة الاحتلال على هذه العين لوجودها على موقع السياحة الاسرائيلية مما يشي بمحاولة الاحتلال تحويلها إلى منطقة اسرائيلية بحتة.

وأكد السباتين تردد مئات المستوطنين إلى المنطقة وممارسة طقوسهم الدينية فيها.

وقال:" الأسبوع الماضي كان هناك أكثر من 200 أو 300 مستوطن ترددوا على هذه المنطقة وقاموا بالسباحة ومارسوا الطقوس الخاصة بهم والرياضة".

ويستفيد المزارعون في بلدة حوسان من عين الهوية في ري عشرات الدونمات المزروعة خلال العام الواحد كما تستخدم أيضا في الصناعة.

وقال السباتين: "في هذه المنطقة لدينا أكثر من 25 دونم أراضي مروية تعود لكافة عائلات البلدة ولدينا نسبة لا يستهان بها من المواطنين الذين يعتاشون ويترزقون من هذه الأراضي التي نراها امامنا سواء كانت زراعة صيفية أو شتوية".

تاريخ عريق

 تعود الينابيع في بلدة حوسان إلى الفترة الرومانية وبالتالي لها مكانة تاريخية وأثرية ويتردد عليها السياح الفلسطينيين من مدن الشمال والجنوب.

وأشار رئيس المجلس القروي إلى أن الاحتلال ليس بحاجة لسبب أو مبرر للسيطرة على المنطقة وخاصة أنها تصنف "ج" فمن السهل أن يقوم بذلك علماً بأنها قريبة من منطقة صناعية قادمة يتحدث عنها الاحتلال.

يذكر أن استيلاء الاحتلال على عين الهوية سيشكل خسارة كبيرة لسكانها العاملين بالزراعة والصناعة.

وأوضح المواطن رامي من بلدة حوسان أن عين الهوية تعتبر شريان الحياة في المنطقة والمزارعون يروون أراضيهم منها.

وأضاف: "يستفيد الأهالي منها ماديا من الخضار وإذا زاد المحصول يتم بيعه، فهي مصدر رزق لعدد كبير من المواطنين وهي أراضي خصبة ومنتجة باستمرار خاصة للخضار الصيفية وحتى الشتوية".

وأكد رامي أن وجود المستوطنين وجنود الاحتلال باستمرار في المنطقة سيشكل ضربة قاسية على السكان في حال تم الاستيلاء عليها.

ومن الجدير ذكره أنه إذا تمكنت من الدخول إلى داخل العين ستجد نفقا طوله 30-35م في آخره غرفة تتدفق منها مياه عذبة جدا من كل مكان، وبفعل استمرار نزول وتدفق المياه شكل الصخر صواعد ونوازل نتيجة عوامل التجوية في مشهد فني جميل.

كلمات دلالية