الاحتلال يحول فرحة "لينا" لرؤية والدها بعد 19 عامًا إلى حزنٍ كبير

الساعة 02:44 م|30 ديسمبر 2020

فلسطين اليوم

قهرٌ وحزنٌ يلف قلب الفتاة "لينا" ووالدها الأسير مالك ناجح بكيرات، بعدما نغصت قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهما فرحة الحرية واللقاء بعد رحلة شوق استمرت 19 عامًا في السجون، بإعادة اعتقاله فور الإفراج عنه.

ليلة طويلة من الانتظار والترقب والمشاعر المختلطة مرت بها "لينا"، وكأنها 19 عامًا بأيامها ولياليها التي غيبت والدها خلف القضبان، وحرمتها من احتضانه ولو لمرة واحدة في حياتها أو طفولتها، ليتعمد الاحتلال قتل الفرحة في صباح الحرية التي انتظرته لوالدها.

تنغيص الفرحة

وكان من المقرر أن تفرج قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء، اعتقال الأسير المقدسي مالك ناجح بكيرات، فور الإفراج عنه من سجن "النقب".

وأفادت عائلة الأسير بكيرات، بأن قوات الاحتلال أعادت اعتقال ابنها الأسير، ومنعت أهله من مصافحته، بعد أن أمضى في سجون الاحتلال 19 عاما.

وأضافت العائلة أن سيارة لشرطة الاحتلال حضرت على الفور ونقلته للمسكوبية، وطلبت من أهله التوجه إلى مركز التحقيق بهدف التنغيص عليهم وعدم الاحتفال بالإفراج عنه، كما وداهمت قوات الاحتلال ومخابراته منزل الأسير.

وتتعمد قوات الاحتلال خلال الفترات الأخيرة، استخدام سياسة اعتقال الأسرى فور الإفراج عنهم، في إطار الحرب النفسية ضد الأسرى، وفي محاولة لسلب الفرحة من بيت الفلسطيني الذي أفنى سنوات طوال في سجون الاحتلال.

"لينا" وسنوات الحرمان

اعتقل الأسير المقدسي مالك ناجح بكيرات بتاريخ 31-12-2001، بُعيد زواجه بعدة أشهر وترك خلفه زوجته الحامل والتي أنجبت طفلته الوحيدة لينا.

ومن خلف قضبان الأسر وبعد عدّة أشهر رزق مالك بمولودته الوحيدة " لينا" فتربت في أحضان جدتها لأبيها وبإشراف أمها إلى أن بلغت الـ4سنوات، وقد أجبرت وقتها الأم على الانفصال عن زوجها الأسير مالك وهكذا بقيت لينا في حضانة جدتها لأبيها التي قامت على رعايتها.

عاشت لينا 19 عاما من حرمان سند الأبوة، وحنان الوالد، حاولت خلالها أن تبقي رأسه مرفوعا، فاجتازت مرحلة الثانوية العامة بجدارة والتحقت بإحدى الجامعات الفلسطينية.

ورغم سنوات الحرمان إلا أن سلطات الاحتلال تصر على سرقة فرحة لينا بلقاء والدها خارج قضبان الأسر، فتعيد اعتقاله فور الإفراج عنه صباح اليوم، وتداهم منزله الذي تزين لاستقباله.

سيرة مشرفة

والأسير مالك ناجح بكيرات من مواليد القدس يوم 8/7/1979، وكبر وترعرع في ظل أبوين ملتزمين، وأسرة مسلمة محافظة على شرع الله، فوالده هو شيخ الأقصى الشيخ ناجح بكيرات الّذي أمضى جلّ عمره في خدمة المسجد الأقصى.

تلقى مالك علومه الابتدائية في قريته صور باهر جنوب القدس، وأكمل دراسته الإعدادية والثانوية في المعهد العربي في أبو ديس وأنهى دراسة الدبلوم في التربية الرياضية في جامعة خضوري في مدينة طولكرم، ليعمل مدرسا في أحد المدارس، ثم ليتزوج من إحدى بنات قريته.

تنقل الأسير مالك في أكثر من سجن منذ بداية اعتقاله وتعرض لظروف صحية ونفسية صعبة، وفي فترة سجنه في سجن بئر السبع بدأ يعاني من البهاق على يديه ووجهه وذلك بسبب الجو السيء في السجن ووجود البكتيريا في أجواء السجن.

وقد عانى بكيرات كثيرا للحصول على العلاج اللازم من خارج السجن حتى لا يزيد وضعه سوءا ولكن تعنت ادارة السجن فاقمت وضعه الصحي إلى أن استطاعت والدته أن تحضر له اسم دواء عن طريق طبيب وإدخاله له حتى تحسنت حالته ولكن علامات المرض ما تزال ظاهرة على يديه وتحت عينيه.

يُشار إلى أن قوات الاحتلال كثفت من سياسة اعتقال الأسرى لحظة حريتهم، لا سيما في القدس، حيث ينتهج هذه السياسة بحق غالبية الأسرى المقدسيين، عدا عن أن هذه السياسة تُنفَّذ بحق العشرات من المعتقلين الإداريين قبل موعد الإفراج عنهم بأيام.