خبر عندما تقولين لا -هآرتس

الساعة 10:25 ص|10 مارس 2009

بقلم: أسرة التحرير

فقط الصدفة هي التي بدت توفر اقترابا زمنيا لاحداث كهذه: قرار المستشار القانوني للحكومة ميني مزوز رفع لائحة اتهام ضد رئيس الدولة السابق موشيه قصاب بجرائم جنسية خطيرة، بما فيها الاغتصاب، بالذات في يوم المرأة العالمي.

ينبغي الان ترك المحكمة هي التي تقرر اذا كان لنا هنا مغتصب في مقر الرئيس، ولكن القرار الدراماتيكي والشجاع الذي اتخذه مزوز يجب أن يشكل للمجتمع الاسرائيلي بأسره فرصة للتوقف وفحص موقفه من النساء. الجرائم التي يشتبه بها قصاب ليس حالة خاصة ولمرة واحدة. فقد نبتت على ارضية اتاحتها وتوجد لها صلة اجتماعية اوسع بكثير؛ لم يعد ممكنا تجاهلها وكبتها.

منذ السنوات الاولى لقيامها وحتى اليوم تطورت اسرائيل لتصبح مجتمعا رجوليا متعصبا. بدءا بالعبرية التي على السنتنا وحتى نزعة الامن، عبر فوارق الاجور وانعدام المساواة في الفرص – كل شيء يقول بالتفوق الرجولي. وعلى المستوى التمثيلي ايضا الصورة مشابهة: صحيح انه على رأس السلطة القضائية تقف امرأة، وامرأة وقفت على رأس السلطة التشريعية وامرأة كانت مرشحة لرئاسة الوزراء؛ الا أنه في كل حكومات اسرائيل حتى اليوم، لم تكن هناك سوى عشر نساء، في الكنيست الـ 18 سيكون 21 امرأة فقط، ضعف ما كنا في الكنيست الـ 14 – ولكن لا يزال الحديث يدور عن تمثيل دون.

القيادة الاقتصادية، الاكاديمية، السياسية، الاعلامية وبالطبع الامنية لا تتضمن تقريبا سوى الرجال – مع بضع نساء في مواقع اساس كورقة تين تستر العورة. النساء اللواتي يلعبن ادوار النجوم في البرامج التلفزيونية ملزمات بان يكن شابات وملتصقات بالمرآة، خلافا للرجال، وحتى "اتحاد المعلمين" الذي يوجد فيه اغلبية ساحقة للمعلمات، تسمى بالاسم الذكوري. ولكن المشكلة اعمق بكثير: المجتمع يواصل النظر الى المرأة بنظرة دون، يتاجر بجسدها وتهان كرامتها.

الطريق الى الاصلاح لا تزال طويلة، وان كان قد جرى غير قليل في هذا الاتجاه. التحرشات الجنسية اصبحت جريمة فيها وصمة عار والرجال باتوا يحذرون اكثر بالسنتهم. لا يكفي ذلك. محاكمة قصاب يجب أن تصبح بالتالي فرصة للنظر في المرأة مباشرة. تعبير "عندما تقولين لا" القديم والسيء يجب أن يستبدل بـ "الرفيقة تقول لا". لا للاستغلال، لا للتحرشات الجنسية ونعم – للمساواة الحقيقية.