خبر هذه لنا، وتلك ايضا.. معاريف

الساعة 12:35 م|09 مارس 2009

بقلم: عاموس غلبوع

في بؤرة الجدال بين تسيبي لفني وبنيامين نتنياهو تقف مسألة "دولتين للشعبين". لفني تدعي بان جوهر مفهومها السياسي هو "دولتين للشعبين". ومسيرة سياسية حسب اعلان انابوليس في تشرين الثاني 2008؛ اما بيبي بالمقابل فامتنع عن القول الصريح بانه هو ايضا يتبنى صيغة "دولتين للشعبين" ومسيرة انابوليس. ولما كان هكذا، فان لفني ستذهب الى المعارضة.

الوضع الجغرافي – السياسي الراهن هو انه يوجد عمليا ثلاث دول، وليس اثنتان. واحدة هي دولة غزة لحماس مع حكومة ومحافل سلطة خاصة بها؛ والثانية دولة فتح لابو مازن في يهودا والسامرة مع حكومة ومحافل سلطة خاصة بها. ماذا سيكون في المستقبل؟ توجد ثلاث امكانيات: واحدة، الوضع الراهن يبقى كما هو الى هذا الحد او ذاك، مع حماس اضعف او حماس اقوى. الثانية، سيكون اتحاد فيدرالي ما في شكل حكومة وحدة حماس وفتح، فيما تواصل حماس السيطرة في غزة؛ الثالثة، تقوم دولة فلسطينية واحدة مع حكم واحد وجيش واحد بسلطة حماس او فتح، او ربما قوة سياسية جديدة لا نعرف في هذه اللحظة طبيعتها. بتعبير آخر، المسألة الجغرافية – السياسية للدولتين لا تزال بعيدة عن الحل الدائم المستقر.

شيء آخر يتعلق بمسألة عن أي شعبين يدور الحديث؟ واضح ان الحديث يدور عن الشعب الفلسطيني، ولكن هل يدور الحديث عن الشعب اليهودي؟ وبالفعل، في المفاوضات التي جرت في اثناء 2007 بين اولمرت ولفني وبين ابو مازن ورجاله، تكبد الجانب الاسرائيلي عناء تحصيل اعلان مبادىء قبل مؤتمر انابوليس يقال فيه صراحة الامر المفهوم من تلقاء نفسه، فان الحديث يدور عن دولة قومية للشعب الفلسطيني ودولة قومية للشعب اليهودي. ابو مازن وعصبته نهضوا على اقدامهم الخلفية وعارضو ذلك بكل حزم. وكل العالم العربي (ذاك الذي اصدر من تحت يديه "المبادرة العربية") ساندهم: محظور باي حال من الاحوال الاعتراف بان دولة اسرائيل هي دولة قومية للشعب اليهودي! في نهاية المطاف لم يكن هناك اعلان مبادىء وفي اعلان انابوليس قبل عمليا الموقف العربي "دولتين للشعبين" دون الاشارة الى ان الحديث يدور عن الشعب اليهودي. اولمرت ولفني تنازلا، لسبب ما.

وعليه، فان التساؤل الاول يتعلق بالمحادثات التي ادارتها لفني مع ابو علاء على مدى اكثر من سنة بعد انابوليس. ما الذي طرح هناك بالضبط في المحادثات نحن لا ندري. ولكن هل في مرحلة ما طرح هناك المطلب الذي لا لبس فيه بالاعتراف بالدولة القومية للشعب اليهودي؟ واذا ما طرحت وابو علاء عارض، فماذا كان المعنى من مواصلة طحن المياه.

والتساؤل الثاني يتعلق ببيبي. لماذا لا يقبل الصيغة الواضحة لـ "دولتين للشعبين: دولة للشعب اليهودي ودولة للشعب الفلسطيني"؟ أولم يتحدث بوش عن دولة يهودية؟ اوباما ايضا تحدث؛ وفي صيغة كلينتون في العام 2001 ورد ان الاتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين "سيعترف باسرائيل كالوطن التاريخي للشعب اليهودي". فضلا عن ذلك، بيبي يضع، وعن حق، التحدي الايراني كتحدٍ اعلى يستوجب رص كل القوى والمصادر. واذا كان هكذا هو الحال فان اعتباره الايراني هو الذي ينبغي أن يستعبد الاعتبارات الاخرى، بما فيها الاعتبار الفلسطيني.

دولة اسرائيل ستحتاج قريبا الى كل بارقة مساعدة من الولايات المتحدة واوروبا، بقدر ما تفشل المساعي الدبلوماسية لمنع النووي الايراني، فلماذا إذن الدخول في مواجهات زائدة معهم في المسألة الفلسطينية بل وحول صيغة يمكنها أن تكون في صالحنا.