حماس فى المنظور الجهادى.. بقلم د. احمد المدلل

الساعة 02:52 م|14 ديسمبر 2020

فلسطين اليوم

نبارك للأخوة فى حركة حماس الانطلاقة المجيدة الثالثة والثلاثين وهى مسيرة جهادية طبعت بصمة قوية فى ميدان الصراع مع الاحتلال الصهيونى ومثّلت إضافة نوعية على طريق الثورة والنضال الفلسطينى قدمت حماس خلالها قافلة طويلة من القادة والكوادر شهداء وجرحى ومطاردين ومعتقلين على مذبح الحرية والكرامة وفى مقدمتهم   الشهيد القائد أحمد ياسين شيخ الانتفاضة والمقاومة وشيخ فلسطين الذى مثّل رمزاً يفتخر به الفلسطينيون أينما كانوا وقد كان تعبيراً حقيقياً للارادة الفلسطينية المعجزة بالرغم من الجسد النحيف المشلول والامراض المزمنة التى أصابته إلا أن ذلك لم يؤثر على عطاءه ومسيرته الجهادية.

لقد استطاعت حماس ومعها فصائل المقاومة على ارض فلسطين أن تُشعل جذوة الصراع على ارض فلسطين  بأشكال ومراحل نضالية مختلفة والتى مثلتها انتفاضة الحجارة وانتفاضة الاقصى وثورة السكاكين والمواجهات البطولية فى ميدان القتال وانتفاضة القدس ومسيرات العودة والعمليات العسكرية النوعية وأن تزرع الأمل فى قلوب الفلسطينيين بإعادة إحياء المشروع الفلسطينى المقاوم أمام حالة الانهيار التى كادت مسيرة المفاوضات العبثية أن تصيب بها شعبنا الذى قدم التضحيات الجسام من أجل نيل حقوقه وحريته والعودة إلى دياره التى هُجّر منها قصراً بسبب الجرائم الفظيعة التى ارتكبتها العصابات الصهيونية عام ١٩٤٨م ضد أبناء شعبنا.

كان لا بد من نهضة فلسطينية ثورية جديدة تعيد رتق المشروع الوطنى الفلسطينى ورافضة لمشروع التسوية الذى يريد تثبيت اركان دولة الاحتلال على ارض فلسطين، ولقد فاجأ هذا المشروع  المقاوم الذى مثلته حماس وفصائل المقاومة العالم كله عندما أحيا  القضية الفلسطينية من جديد بعد محاولات حثيثة لتصفيتها وقد أعاد الصراع مع العدو الصهيونى إلى أبعاده الحقيقية العقدية والحضارية واستطاع تكريس حالة ثورية مقاومة لا تنضب.

وما يسجل أيضاً للأخوة فى قيادة حماس هو سعيهم المستمر للبحث عن المشترك الوطنى الذى يلتقى عليه الفلسطينيون جميعا بالرغم من اختلاف أفكارهم ومواقفهم السياسية ومطالبتها المستمرة بالشراكة الوطنية واستعادة الوحدة ، وهذا ما تشهده اللقاءات المستمرة بين قيادات حماس وباقى المجموع الوطنى.

اما العلاقة الاستراتيجية بين حماس والجهاد الاسلامى تؤكدها وحدة المشروع الاسلامى المقاوم على ارض فلسطين والتنسيق المستمر فى المواقف السياسية التى تقوم على أساس الحفاظ على الثوابت والحقوق  عنوان الصراع الحقيقى مع العدو الصهيونى كما التنسيق المستمر فى كافة المجالات الميدانية، وستبقى حماس والجهاد الاسلامى صنوان المقاومة على ارض فلسطين لا يضيرهما عواصف الاغتيالات والاعتقالات والملاحقة والحصار ولا المفاوضات والتنازلات والمساومات والتطبيع الذى لن يغير من واقع الصراع على أرض فلسطين شيئاً ولن يؤثر على مسيرة المقاومة وتطور أدواتها التى تقض مضاجع العدو الصهيونى وتصنع له هاجسا وجودياً وأمنيا على الدوام.

كلمات دلالية