خبر الأموال المعلنة للفلسطينيين عبر المؤتمرات الدولية مكررة .. غامضة ودعائية

الساعة 05:52 ص|09 مارس 2009

فلسطين اليوم : قسم المتابعة الإخبارية

خلال خمسة مؤتمرات عقدها المانحون الدوليون في باريس وبرلين وأنابوليس والضفة الغربية وشرم الشيخ، على مدى الأشهر الـ15 الماضية، تعهدوا بتقديم 12 مليار دولار من الحكومات وملياري دولار من مستثمرين إلى السلطة الفلسطينية، لكن العديد من التعهدات التي قطعت ضمن هذه المبالغ القياسية، والتي لم تصل إلى هذا الحد طوال 14 عاماً منذ اتفاق "أوسلو"، إما حُسبت أكثر من مرة أو لم تتحقق بعد أو بدت غامضةً بدرجة لا يعتد بها.

يشدد دبلوماسي غربي بارز على أن الأرقام الكبيرة التي تتصدر عناوين الصحف من جانب مانحين يريدون أن يبدوا متعاونين، والمتزامنة مع الافتقار للشفافية أصبحت سخيفة، نظراً إلى أن السلطة الفلسطينية ما زالت تجد صعوبة في دفع الأجور الكاملة لموظفيها في مواعيدها.

فقد تعهد المانحون في مؤتمر شرم الشيخ الأخير الذي عقد في مصر، بتقديم 4,481 مليارات دولار لمساعدة الاقتصاد الفلسطيني وإعادة إعمار غزة، هنا، يتساءل دبلوماسي غربي آخر حضر المؤتمر أنه كم من مبلغ 4,5 مليارات دولار هي تعهدات جديدة فعلاً، ويوافقه دبلوماسيون ومحللون، مشيرين إلى التباين الكبير بين ما طلبته السلطة في شرم الشيخ وهو 2,8 مليار دولار على مدى عامين، وبين ما تم الإعلان عنه كمؤشر على أن البيانات غير واقعية.

وزير التخطيط الفلسطيني سمير عبد الله يتجاهل الشكوك بشأن المبالغ ويصر على أن معظم التعهدات التي قطعت في شرم الشيخ "جديدة ولا تتداخل مع تعهدات سابقة"، غير أن دبلوماسياً غربياً بارزاً قدمت حكومته تعهدات كبيرة في المؤتمر يقول "إنها الأموال نفسها... الأمر أصبح سخيفاً".

وتفيد تقديرات السلطة الفلسطينية بأنه تم صرف 2,4 من 7,7 مليارات دولار كان تعهّد بتقديمها مؤتمر باريس الذي عقد في كانون الأول عام 2007 للفلسطينيين على مدى ثلاث سنوات، ومعظمها بعد المواعيد المقررة لصرفها، حتى اضطر رئيس حكومة السلطة برام الله سلام فياض لتأجيل صرف رواتب الموظفين وطلب تمويلاً طارئاً.