خبر جثامين شهداء وجرحى وأسرى وركام منزل..هدايا الفلسطينيات في يومهن العالمي

الساعة 11:10 ص|08 مارس 2009

فلسطين اليوم- غزة (تقرير خاص)

شهيد تزيًن بالوشاح الأبيض.. ومصاب مازال جرحه ينزف.. وأسير يحلم بالحرية والعودة لدياره.. وركام منزل كان يجمع بين حطامه ذكريات عائلة.. هدايا خاصة لا تقدم إلا للنساء الفلسطينيات في يوم المرأة العالمي الذي مازال شاهداً على معاناة الفلسطينيات اللاتي يعتبرن حالة لا تتكرر في العالم لهن كل التقدير والاحترام.

 

ففي الثامن من آذار الذي تحتفل فيه المرأة بيومها العالمي ، يبدو هذا اليوم كما رصدته شبكة "فلسطين اليوم "مختلفاً بالنسبة إلى المرأة الفلسطينية، التي تعيشه بطعم خاص يمتزج برائحة الموت ولون الدم الأحمر وقيود السجان.. فهي زوجة وابنة وأم للشهداء والجرحى والأسرى والمفقودين.

 

ومازالت المرأة في فلسطين تتكبد المعاناة والألم وتسطر صموداً وتضحيات جسام أمام الممارسات الإسرائيلية التعسفية، ليسقط منهن حتى نهاية العام الماضي، 330 شهيدة منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 حتى نهاية عام 2008، بالإضافة إلى الآلاف من النساء الجريحات وذلك على طريق تحقيق النصر والحلم الذي لن تهنأ إلا بتحقيقه وهو إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

 

أما السجون الإسرائيلية فلم تكن أرحم من الآليات والطائرات المقاتلة، حيث مازالت أكثر من 60 أسيرة من بين ما يقارب 10 آلاف أسير يقبعن خلف القضبان الحديدية، 68 % منهن محكومات وتتوزع الباقيات على مراكز التوقيف والاعتقال الإداري يواجهن ظروفا اعتقالية قاسية جداً.

 

ودعا الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، كافة المنظمات النسائية في العالم العربي عامة وفي فلسطين خاصة، إلى اعتبار هذه المناسبة يوماً للتضامن مع الأسيرات القابعات في سجون الاحتلال الإسرائيلي والتأكيد على حقهن بالحرية.

 

وأضاف أن من بين الأسيرات أمهات أنجبن داخل الأسر، أو تركن أطفالهن دون رعاية، ومنهن زوجات وأزواجهن أو أشقائهن معتقلين في سجون أخرى، وبعضهن طالبات وفتيات قاصرات دون سن الـ18 عاماً، فيما بينهن من يعانين من أمراض خطيرة وبعضهن قد صدر بحقهن أحكاماً بالسجن الفعلي لسنوات طوال وصلت للمؤبد لمرة واحدة أو لعدة مرات.

 

ولا تطلب المرأة الفلسطينية الكثير سوى توفير الحماية لكافة أبناء شعبنا خاصةً النساء في وقت الحروب والنزاعات، وتشكيل لجان للتحقيق في الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، وتقديم مرتكبيها من القادة الإسرائيليين للمحاكمة.

 

مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان تقول :" إن العالم يحتفل في هذا اليوم كل عام عرفاناً بدور المرأة في المجتمعات ودعماً لنضالها من أجل المساواة وضد كل أشكال التمييز بحقها فيما تأتي المناسبة هذا العام ولا تزال المرأة الفلسطينية تدفع ثمناً باهظاً نتيجة لاستمرار ممارسات قوات الاحتلال بحقها".

 

وأضافت الضمير، أن معاناة المرأة الفلسطينية تزداد نتيجة لاستمرار الحصار المفروض على القطاع، حيث تحولت حياة النساء الفلسطينيات إلى معاناة مستمرة ومتنوعة لم تدفع المجتمع الدولي ومؤسساته الوقوف أمامها والانتصار للمرأة الفلسطينية".

 

زوجة الشهيد أحمد عابد لا ترى أن للمرأة الفلسطينية حق في الاحتفال بهذا اليوم، متسائلةً" كيف لي أن أحتفل أو أتذكر هذا اليوم في حين أنني فقدت زوجي كما افتقده أبنائي الذين لا يصدقون كيف أنهم سيكبرون بدونه"، لتضيف أن النسوة في فلسطين كتب عليهم الحزن والألم ليكون رفيقهن في الأعياد والمناسبات والاحتفالات.

 

وتقول عايد:" يوم المرأة هنا في فلسطين هو عيد لصمودها وقدرتها على مواجهة العدو الإسرائيلي ووقوفها بجانب الرجل في الوصول إلى ما يصبو إليه ومشاركته في المقاومة والنضال، بالإضافة إلى تربية جيل قوي قادر على تحدي المحتل والتصدي لكل أشكال العدوان والحصار الظالم.

 

الشابة منى القطاوي ترى أن نضال المرأة وتضحياتها لا تقل عن دور الرجل في المجتمع الفلسطيني حيث تعرضت للقصف والتدمير والاعتقال فضلاً عن فقدانها لأحبائها، مطالبةً بضرورة مساندة المرأة ودعمها ورعايتها، ومشاركتها السياسية على جميع الأصعدة والدفاع عن قضاياها الهامة.

 

وشددت القطاوي على ضرورة أن تُعطى المرأة حقوقها ويتم حمايتها من الظلم الذي تتعرض له حتى تأخذ دورها في البناء والتطوير كالرجل، ودعم المشاريع الخاصة بها.

 

أما الناشطة ختام جابر فعبرت عن أملها بأن يكون يوم المرأة فرصة لكي يتم القضاء بشكل نهائي على كافة أشكال الانتهاكات والعنف الجسدي الذي تتعرض له على مر السنوات خاصةً فيما يتعلق بجرائم القتل التي تتعرض لها النساء بما يسمى على خلفية الشرف.

 

وطالبت جابر، كافة المؤسسات المعنية بالمرأة بالعمل على تقديم الدورات التثقيفية للنساء في كافة المناطق الجغرافية خاصةً المهمشة منها، ومساعدتها على تخطي العقبات التي تواجها على كافة الأصعدة خاصةً الاقتصادية منها والاجتماعية، وتقديم الدعم الكبير للنساء اللاتي يرأسن بيوتاً وليس لديهن معيل سواهن.

هذا ويرمز يوم الثامن من آذار الذي أعلنته الأمم المتحدة عام 1977 يوماً عالمياً للمرأة إلى تاريخ نضال المرأة الطويل من أجل المساواة في الحقوق وهو يشكل تقليدياً مناسبة لوضع حصيلة لظروفها في العالم والتنبيه إلى الخطوات اللاحقة الواجب اتخاذها.‏