السلطة أكثر الفئات تضرراً

تحليل الدولار يهبط: موظفو الأونروا والخاص يتضررون والأسعار يفترض أن تنخفض

الساعة 10:54 ص|03 ديسمبر 2020

فلسطين اليوم

يواصل سعر الدولار الأمريكي تراجعه حتى وصل إلى أدنى مستوى له أمام العملات الرئيسة، ليهبط أمام الشيكل "الإسرائيلي" إلى أدنى مستوى في أكثر من 12 عاماً، حتى وصل حاجز الـ3.27 شيكل.

ويرتبط الدولار الأمريكي، بالخزينة العالمية وأداء العملة الأمريكية أمام سلة العملات الرئيسية الأخرى، فتأثرت بشكل ملحوظ في فلسطين التي يعد الدولار فيها عملة رئيسية متداولة بالإضافة لعملتين أخرتين هي الشيكل والدينار.

ولم يعد تأثير هبوط الدولار على أصحاب المال قط، بل تعداه لكل من يتقاضى راتباً، حيث تختلف نسبة التأثر إما بالسلب أو الايجاب نسبةً للعملة التي يتقاضى راتبه منها، وهو الأمر الذي يثير عدة تساؤلات حول سبب الهبوط الكبير ومدى الاستفادة أو التضرر من ذلك.

الخبير والمختص المالي والاقتصادي سمير أبو مدللة عزا في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، سبب هبوط الدولار، إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودولة "إسرائيل"، حيث تعاني الأولى من أزمة حقيقية لها علاقة بفيروس كورونا والتي أدت لركود اقتصادي كبير، مما خفض حركة التجارة الصناعة وانخفض الدولار الأمريكي مقابل سلة العملات الأخرى في أدنى مستوى وصل له منذ عام 2018، مقابل اليورو والدولار الأسترالي والمارك والعملات الأخرى.

ولفت إلى أن هذا الهبوط له علاقة بوقف القطاعات المنتجة، كما له علاقة بتوجه المستثمرين نحو المضاربة في البورصة، حيث لم يعد القطاعات الإنتاجية "آمنة" وبالتالي ذهبوا إلى ملاذات أخرى كسوق الأوراق المالية، التي تأثرت بالانتخابات الأمريكية.

أما فلسطينياً، فأوضح أبو مدللة، أنه كون الاقتصاد الفلسطيني مرتبط بـ"الإسرائيلي"، فالاقتصاد "الإسرائيلي" يعاني من ركود كبير منذ بداية العام الحالي، حيث أن هناك إغلاقات كاملة لمدن، ووضع اقتصادي سيء جداً، أدى لتراجع الدولار مقابل الشيكل.

وأكد أن "إسرائيل" تضررت اقتصادياً حيث أن صادراتها للخارج ستقل، لأنه ستكون أسعارها مرتفعة بالشيكل، أما المستوردين فسيكونوا مستفيدين.

ولفت إلى أن هناك استفادة فلسطينية من المستوردين من الجانب "الإسرائيلي" وهذا يجب أن ينعكس على الأسعار في السوق المحلي.

أما المتضررون، فأوضح أبو مدللة فأنهم سيكونون من موظفي الأونروا والقطاع الخاص ممن يتلقون رواتبهم بالدولار، فيما سيستفيد المستأجرين والمقترضين من البنوك، حيث يقترضون بالدولار وسيدفعون بالشيكل، وكل من يتسلم راتبه بالشيكل من القطاعين العام والخاص والشؤون الاجتماعية .  

وبين أبو مدللة، أن السلطة ستكون أكثر المتضررين جراء هبوط الدولار حيث أن كل المساعدات التي تتلقاها من الدول الأجنبية تكون بالدولار فيما تدفع رواتبها بالشيكل.

كذلك، يؤدي تراجع الدولار أمام الشيقل إلى انخفاض كلفة الاستيراد من الخارج، ما ينعكس على الأسعار انخفاضا، خصوصا ان فلسطين تستورد الغالبية العظمى من احتياجاتها من الخارج، بما في ذلك سلع أساسية.

يشار إلى أن الشيكل "الإسرائيلي" يُستخدم بشكل أساسي في الأراضي الفلسطينية كعملة تداول يومي في البيع والشراء.

أما بخصوص الأسعار، فأشار أبو مدللة إلى أنه من المفترض أن يتم خفض الأسعار في السوق المحلي وفق انخفاض سعر الدولار، حيث أنه في حال استيراد السلعة بسعر منخفض 10% فمن المفترض أن يتم تخفيض سعر السلعة بقيمة 10% ولكن هذا الأمر لا يحدث، ويحتاج لرقابة.

ويتوقع خبراء اقتصاديون في أمريكا تحديداً أن يستمر هبوط الدولار لمنتصف العام القادم بنسبة 30%، ويمكن التحكم بالسعر من خلال العرض والطلب، لأن الولايات المتحدة لن تسمح بانهيار الدولار مقابل العملات الأخرى.

 

كلمات دلالية