خبر بيبي لا تحقر نفسك.. هآرتس

الساعة 09:37 ص|08 مارس 2009

بقلم: افيف بوشنسكي

(مستشار رئيس بنيامين نتنياهو الاعلامي ورئيس طاقمه في وزارة المالية)

عشر سنوات وهو يحلم بذلك. عشر سنوات وهو يعكف على ذلك بلا كلل او ملل – العودة للحكم. هو اراد العودة الى رئاسة الوزراء ولكن في هذه المرة ليس كشخص انتخب باغلبية ضئيلة، وانما شخصا لا يقبل به نصف الشعب او شخصا يمص الاعلام دمه. بنيامين نتنياهو فعل كل ما بوسعه منذ هزيمته الذريعة في انتخابات 1999 حتى يكون ملك الطائفة. هو خرج من الحياة السياسية بنبل وتحول الى "مواطن قلق". هو قام بترميم سلوكه كما يليق بـ "بيبي الجديد" وتعلم من الخطأ بل وقال: "انا لا اريد ان اكون رئيس الوزراء حتى اكون رئيسا للوزراء، وسافعل ذلك فقط ان كانت لدي قوة للتغيير".

هناك شك كبير في ان نتنياهو يستطيع في السياق السياسي الحالي ان يفعل ما يريد ان يفعله وما تتمنى اغلبيتنا منه ان يقوم به. حكومة ضيقة وهشة هي مصيبة كبيرة لكل قائد. يكفي ان تقرر شاس ذات صباح "حرق النادي" او ان يقول ليبرمان كلمة "نييت" (تعني لا بالروسية) ويبدل ولائه. الامساك بخناق حكومة نتنياهو المستقبلية ليس مقتصرا على هذين الحزبين – بل هناك ايضا ثلة من الاحزاب الصغيرة التي لا تقبل المساومة مثل الاتحاد الوطني الذي يمكنه ان يقضي على الائتلاف الحاكم ان اراد. لقد قلنا في السابق عن نتنياهو انه قابل للابتزاز.

تخيلوا لانفسكم رئيس الوزراء يجلس في كل يوم تقريبا مشغولا باحصاء اصوات ائتلافه حتى لا يفشل في تصويت اخر في الكنيست. انا اذكر تلك الايام. كنا نمر على قوائم اعضاء الكنيست مرارا وتكرارا. نقوم معا باحصاء الاصوات وفي اطار الاحجية الرياضية اليومية نسأل ان كنا قد نسينا احدا ما؟ هل سيمر التصويت ام لا؟ اي كابوس! بهذه الطريقة لا يمكن ان تحكم او حتى ان تعيش.

الميل للاعتقاد بان كاديما واحزاب اليسار سيؤيدون الحكومة من الخارج في كل مرة تكون فيها عملية سياسية هو خاطىء ايضا. يكفي تذكر ما حدث لنتنياهو اثر اتفاقيات واي عندما ادار الرفاق من اليمين ظهرهم ولم يأتي الخلاص المنشود من "معسكر السلام"، عندما لم ينضم هذا المعسكر باقتراح حجب الثقة وارسلونا للانتخابات.

الامتناع عن احصاء اعضاء الائتلاف المؤيدين بصورة يومية وعدم الوقوع في خيبة الامل مرة اخرى من اولئك الذين لن يؤيدوه حتى لو صنع السلام، يستوجب من نتنياهو ان يبادر الى الخطوة التالية: على افتراض ان كاديما وحزب العمل يواصلان رفضهما في ظل مساعيه الكبيرة والجديرة ولا ينضمون لحكومته، يتوجب عليه ان يعلن عن انه يشكل "حكومة ضيقة" لفترة زمنية محدودة. وان لم ينضموا خلال فترة سنة مثلا سيقوم نتنياهو بتوجيه الدعوة لانتخابات مبكرة.

من الافضل ان يكون القائد الذي يحرك المجريات وليس الذي يقاد من قبل الاخرين. هذه هي القيادة.

عندما خرج اريئيل شارون من صفوف الليكود وتوجه للانتخابات بسببب "المتمردين" اعتبر ذلك خطوة قيادية. الان لا يوجد لنتنياهو سبب للخوف. ذلك لان الاعتقاد المسبق بان "من يبادر للانتخابات سيمنى بالخسارة" قد دحض.

في عام 2001 سنحت امام نتنياهو فرصة نادرة للعودة الى رئاسة الوزراء، عندما توقعت له كل الاستطلاعات بالانتصار الساحق. نتنياهو قال حينئذ انه ان تم حل الكنيست لا ينوي خوض المنافسة. "لقد شاهدت هذا الفيلم سابقا حيث كانت هناك حكومة لا تستطيع ارجاء دورها". خلافا لكل التقديرات (حتى انني حظيت بتدخل في ذلك)، نتنياهو وفى بوعده ولم يخض المنافسة. "من الان سيصدقون تصريحاتي" قال حينئذ. من الاجدر به ان يتصرف على هذا النحو اليوم ايضا. من الافضل ان يصرح من الان انه سيبادر الى الانتخابات خلال عام وان فوجئنا بصورة ايجابية جميعا ولم تكن المصيبة كبيرة كما يتوقع، فلن يطالب اي احد (على الاقل كتغيير) من نتنياهو ان يفي بوعده.