خبر المهمة الثانية/ مليون مهاجر.. يديعوت

الساعة 09:34 ص|08 مارس 2009

بقلم: جلعاد شارون

نجل شارون

الازمة الاقتصادية الشديدة التي تعصف بالعالم هي فرصة استثنائية لمرة واحدة لجلب المهاجرين الى البلاد واعادة اسرائيليين غادروا اسرائيل. يكاد يكون مر عقدان من الزمن منذ موجة الهجرة الكبرى في اعقاب انحلال الاتحاد السوفييتي. حاولوا ان تتصوروا اسرائيل بدون المليون مهاجر تقريبا ممن جاءوا الى البلاد. اذا تخيلتم على نحو سليم فانكم سترون كارثة.

بدون كل الاطباء والممرضات، بدون المهندسين والفنيين، بدون مسرح جيشر، بدون الضباط والجنود المتميزين في الجيش، بدون الباحثين والعلماء وبدون كل ما تبقى. تلقينا مئات الاف سنوات  التعليم الاكاديمية بالمجان، تلقينا ثقافة هائلة وتلقينا حقنة من الوطنية الحيوية للدولة.

فضلا عن حقيقة أن هذه غاية اقامة الدولة، وطن لليهود ممن ليسوا هنا بعد، منتشرين في العالم، ليس لاسرائيل استثمارا اكثر جدوى من جلب اليهود الى البلاد. حسب التقديرات، يعيش في العالم اليوم نحو 8.5 مليون يهودي، 5 الى 6 مليون منهم في الولايات المتحدة، قرابة مليون في رابطة الشعوب، قرابة نصف مليون في فرنسا، نحو ربع مليون في بريطانيا والباقي موزعون على وجه المعمورة. اضافة الى ذلك يوجد نحو مليون اسرائيلي آخر غادروا البلاد. نحو 75 في المائة منهم يسكنون في امريكا الشمالية، نحو 15 في المائة في غرب اوروبا والباقي في استراليا، جنوب افريقيا وما شابه.

هؤلاء واولئك نريدهم، اكبر عدد ممكن منهم. الحكومة التي ستقوم، كل حكومة، يجب أن تضع امام ناظريها هدفا طموحا ولكن قابل للتحقيق في جلب مليون يهودي آخر الى البلاد على ظهر الازمة الحالية. استغلال هذا الشر لعمل الخير. بالاجمال اقل من 10 في المائة من طاقة الهجرة العامة الكامنة. هذا ليس امرا في السماء.

من ناحية اقتصادية، هذه هي الدفعة الاكبر التي يمكن للاقتصاد على يحصل عليها. فالمهاجرون يحتاجون الى الشقق، عمل للمقاولين، للكهربائيين، لمنتجي المطابخ والحمامات، لمركبي الابواب والنوافذ ومن لا. فهم يحتاجون الى أن يأكلوا وان يلبسوا. وهم يبدأون بالعمل، بالانتاج، بالشراء – فيحركون عجلات الاقتصاد في زخم متجدد.

من ناحية وطنية وديمغرافية كان يكفي النظر الى الاسى الكبير على وجوه الفلسطينيين من موجة الهجرة السابقة كي نفهم كم هذا مهم لنا. كل الاحلام عن الانتصار الديمغرافي الذي حتى لو استغرق سنين فسيأتي، تتحطم على عجلات الطائرات التي تهبط في مطار بن غوريون واقدام المهاجرين الذين ينزلون منها بانفعال.

المليون يهودي الاضافي على الحكومة ان تشجعهم على الاستيطان في المحيط اساسا: في الجليل، في النقب وفي القدس، لتعزيز سيطرتنا على هذه الاقاليم، التي من شأنها لسبب الديمغرافيا ان تعيد الى الحياة اجزاءا من مشروع التقسيم للعالم 1947. وينبغي من خلال التشجيع المالي وتحسين البنى التحتية للمواصلات (القطارات والطرق) تعزيز المحيط وربطه بالمركز الراسخ.

كل خبراء الاقتصاد يتفقون على أنه مطلوب مساعدة حكومية ولكنهم يتجادلون في الطريق الافضل لانقاذ الاقتصاد من حالته. وهاكم الطريق: فهذا ليس فقط اكثر نجاعة، بل يضمن ايضا مستقبلنا لعشرات كثيرة اخرى من السنين.

لا يزال يحوم فوق اسرائيل تهديد اساسه حقيقة ان جيراننا في الدوائر القريبة او البعيدة، وقليلا في الداخل ايضا، غير مستعدين لان يسلموا بحقيقة وجودنا. انعدام التسليم هذا يجد تعبيره اساسا في الارهاب وفي التهديدات النووية الايرانية.

ليس لدينا جوابا افضل من المزيد من اليهود الكثيرين في البلاد. هذا يحطم الدافعية وما تبقى من هذا التفكير لدى اعدائنا. هذا يدفعهم لان يفهموا بان الامر لن يكسر اسرائيل. وفقط عندما يفهمون ذلك تماما، سيحل السلام.