تقرير توانة... بوابة المسافر المهمشة بالبعد والاستيطان

الساعة 10:36 م|29 نوفمبر 2020

فلسطين اليوم

على مدخل منطقة مسافر يطا المهدد بالهدم جنوب الخليل بالضفة المحتلة، تقع قرية "توانة" والتي يطلق عليها السكان بـ"بوابة المسافر" هي جزء من هذه المسافر والعمود الفقري لعدد كبير من الخرب التابعة لها، رغم حرمانها من الخدمات الصحية والتعليمية وحتى البنية التحتية.

الوصول إلى "توانة" من مدينة الخليل يتطلب عبور طريق وعرة وغير معبدة من بلدة الكرمل، الواقعة إلى الجنوب من بلدة يطا وحتى قلب القرية التي لا تحتاج للكثير لتلاحظ بدائية الحياة فيها، وخاصةً من خلال البناء القديم المتناثر وسط عدد قليل من البناء الجديد.

يقول فؤاد العمور أحد أبناء القرية ومنسق لجنة الحماية و الصمود فيها:"إن القرية يعود أصولها إلى الكنعانيين وفيها عشرات المناطق الأثرية التي تدل على ذلك، لبعدها عن المركز بقيت القرية إلى أواسط السبعينيات من القرن الفائت يعتمد السكان على العيش في المغاور، ليتطور فيما بعد للبناء على النمط القديم " العقد" أو ما يسميه السكان بالبايكة" وهو البناء من الصلصال والحجر والقش، وحتى العام 1989 كان أول بيت من الباطون في القرية".

ويعيش أهالي البلدة وعددهم 340 فلسطيني على تربية المواشي والزراعة المساندة لها، مثل زراعة البقوليات و علف الحيوانات، ساعدهم على ذلك وفرة المياه في القرية، ففي القرية بئر مركزي شيّد في الفترة العثمانية و ينابيع مياه فرعية أشهرها نبع توانه ونبع عين البيضا.

يضيف العمور:"إن أهالي القرية في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد دخول السلطة الفلسطينية للضفة، انخرط عدد منهم في سلك الموظفين وزارات الحكومية، وأخرين في الوظائف العسكرية، فيما يتوجه عشرات العمال للعمل في الداخل الفلسطيني المحتل".

وتقع على قمة أحد جبال الخليل، وهو ما جعلها من أكثر المناطق الاستراتيجية، وجميع أراضيها ضمن المنطقة المصنفة جيم، وهو ما جعلها مطمعا للمستوطنين الذين سيطروا على أراضيها من ثلاثة جهات وبنوا عليها مستوطنات تحيط بها من هذه الجهات وهي كرمائيل، ماعون، أفي غال، وميتسيائير.

ومؤخراً، أقام المستوطنين بؤرة جديدة سميت جفعات ماعون وهي الأخطر على ، هناك يعتدون على المواطنين بشكل مستمر وخاصة خلال المواسم الزراعية كقطف الزيتون وخلال الرعي.

ولم تسلم الجهة الرابعة الذي بني فيها الخط الالتفافي المسمى خط 60 الاستيطاني والذي حول حياة أهالي القرية إلى جحيم:" يسكن هذه المستوطنات أكثر المستوطنين كرها للفلسطينيين يقومون بمهاجمة منازلنا و مزروعاتنا بإستمرار وحربنا معهم لا تنتهي" قال العمور.

وتقع التوانة ضمن المنطقة التي صنفتها سلطات الاحتلال في السبعينيات من القرن الفائت على أنها مناطق إطلاق نار، بموجب القرار العسكري 918، ورغم أن القرية بعيدة عن أي مناطق إطلاق نار إلا أن الاحتلال يستخدم كافة الذرائع لملاحقة السكان وصولا لتهجيرهم بالكامل. وتبلغ مساحة القرية 32 ألف دونما، صادر الاحتلال ممنها 12 ألف دونما.

هذا الاستهداف جعل الأهالي يسعون إلى حماية أنفسهم بتشكيل ذاتي من الأهالي، فكانت لجنة الحماية و الصمود، التي أسست في العام 2018 هدفها تشبيك العلاقات مع جميع النشطاء في المنطقة والتركيز على متابعة الاعتداءات على المواطنين في توانه وباقي مسافر يطا.

وتقوم هذه اللجنة أيضا على حل مشاكل السكان الحياتية و اليومية، والتصدي للإجراءات الاحتلالية، ومساعدة الأهالي في متابعة الإخطارات بهدم مساكنهم وبركساتهم قانونيا ومقاومتها شعبيا

يقول العمور:" قبل كورونا كان في القرية عدد من المتضامنين الأجانب، وخاصة من الاتحاد الأوروبي ولكن الآن في ظل هذه الأجواء وعودتهم إلى بلادهم يعلم المستوطنين أننا وحدنا فالاعتداءات على السكان زادت".

كلمات دلالية