خبر انعدام مواد البناء يفاقم معاناة أصحاب المنازل القديمة والمتضررة من الحرب في غزة

الساعة 06:34 ص|07 مارس 2009

فلسطين اليوم-غزة

لم بفقد أبو محمد حمدان الأمل في إعادة فتح مصنعه وتشغيل الماكينات التي تراكم عليها الغبار في المنطقة الصناعية جنوب بيت حانون، وينتظر قرار السماح بإدخال مواد البناء إلى غزة.

يعلم حمدان (55 عاماً) أنه لا قرار بإدخال تلك المواد الممنوعة منذ أكثر من عامين إلا بعد إقرار تهدئة طويلة وإحداث تغيير في الأوضاع الأمنية، ويعلق آمالاً كبيرة على إعادة إعمار غزة لتصنيع الباطون الجاهز.

وقال إنه أنشأ المصنع قبل أكثر من 15عاماً وعمل لمدة طويلة قبل أن تفرض سلطات الاحتلال إغلاقاً محكماً على غزة، منعت بموجبه إدخال قائمة طويلة من السلع والمواد الخام.

وأضاف: استمر الحصار ولم يعد المصنع يعمل وتكبدت في ذلك خسائر مادية كبيرة، حيث تعطل تنفيذ اتفاقات كان من المفترض تنفيذها للمؤسسات المحلية، لافتاً إلى تعطل عدد كبير من العاملين الذين فقدوا مصدر أرزاقهم.

وقال: كان من المفترض توريد باطون جاهز لإنشاء منازل دمرتها قوات الاحتلال في أوقات سابقة، وكذلك أعمال إنشائية في المؤسسات، وترميم منازل قديمة، لكن الحصار أوقف كل هذه الأعمال وتوقفت معها حركة الإعمار.

وتابع حمدان: بعد الحرب على غزة تجددت الآمال في فتح المعابر في إطار الاتفاق على تهدئة، لكن حكومة الاحتلال تماطل في ذلك وتمنع كل فرص التهدئة وبالتالي فتح المعابر وإعادة توريد المواد الخام، موضحاً أن مصنعه يحتاج للأسمنت والحصمة للعمل، كما أن هناك حاجة لإدخال الحديد لأغراض البناء.

يشار إلى أن إسرائيل تمنع دخول مواد البناء تحت ذريعة استخدامها في أعمال المقاومة، كما أنها أخضعت إدخالها من خلال معابر غزة لتفاهمات سياسية مع حركة "حماس".

وقال حمدان الذي يحرص على تفقد مصنعه بين وقت وآخر: الحصار والإغلاق غيب تماماً كل فرص البناء والإعمار في غزة كجزء من توقف حركة الإنشاءات والصناعات وحتى أعمال التجارة، وفي كثير من الأحيان منع إدخال المواد التموينية والأساسية.

وتابع: تجددت الآمال مرة أخرى في ظل الحديث عن فتح المعابر في إطار تهدئة، وهو ما سيتزامن مع عمليات البدء في إعمار غزة بعد الحرب، لكن التعنت الإسرائيلي يجعل هذه الآمال بطيئة التحقق.

وأضاف: إنه يتابع الأنباء عن فتح المعابر أمام المواد الخام ومواد البناء على مدار الساعة، ويستعد لإعادة الحياة لمصنعه الذي بدا متضرراً بشكل جزئي بسبب مرات الاجتياح المتكررة لبلدة بيت حانون، وفي أعقاب تنفيذ غارات جوية باتجاه أهداف قريبة منه.

وأشار إلى أن الحصة الأولى من إنتاج مصنعه ستكون لترميم الأجزاء المتضررة من المصنع وإعادته للعمل بصورة فاعلة.

وأوضح حمدان: توقف أعمال الإنشاءات أدى إلى ظهور مشكلة البحث عن السكن وشهدت أسعار الشقق والمنازل ارتفاعاً ملحوظاً سواء للبيع أو الاستئجار، وتفاقمت أوضاع المواطنين أصحاب المنازل الآيلة للسقوط، وهو ما أكده عدد من المواطنين الذين لا يزالون يقيمون في منازل قديمة ومتهالكة في مخيم جباليا، وكذلك المواطنون من أصحاب المنازل المدمرة خلال الحرب على غزة.

من بين هؤلاء المواطنين كان أحمد صالح الذي يسكن في منزل آيل للسقوط ولا يستطيع ترميمه بسبب انعدام مواد البناء في غزة.

المواطن صالح (40عاما) قال إنه ينتظر بفارغ الصبر إدخال الأسمنت وباقي مواد البناء لتحقيق حلمه بترميم المنزل، مشيراً إلى أنه يواجه ظروفاً معيشية صعبة بسبب ذلك.

وقد يكون حال المواطن صالح أفضل بكثير من أحوال المواطنين الذين تدمرت منازلهم بسبب الحرب والذين يعولون على فتح المعابر وإدخال مواد البناء وتمكينهم من إعادة إنشاء منازلهم.

جميع هؤلاء المواطنين يسكنون في منازل مؤجرة أو في خيام للجوء لكنهم يعلمون أن حل مشكلتهم لا يمكن إلا عبر تفاهم سياسي مع سلطات الاحتلال، وهو ما ينتظرونه خلال الأيام أو الأسابيع القليلة القادمة.

يذكر أن عدد المنشآت المهدمة والمتضررة جزئياً في محافظة شمال غزة بسبب الحرب قدر بأكثر من ثمانية آلاف منزل ومبنى، كما يبلغ عدد المنازل القديمة والآيلة للسقوط في مخيم جباليا نحو 300 منزل بحسب إحصاءات غير رسمية من مؤسسات أهلية.