خبر السودان تحتضن مساعد الشهيد صلاح خلف « أبو إياد » بعد رفض استقباله في أكثر من دولة

الساعة 01:13 م|06 مارس 2009

فلسطين اليوم : بيت لحم

أصبح البروفيسور الفلسطيني مبارك عوض مهموماً بشكل كبير للغاية بعد أن سدت كل الطرق والمنافذ في وجهه لحل قضية المواطن العراقي خالد الجاسم والملقب بأبي خالد العراقي.

بدايات القصة

وتعود جذور القصة حسب البروفيسور عوض والذي ويعمل محاضرا في العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بواشنطن العاصمة إلى العام 1991 حينما اغتيل صلاح خلف " أبو إياد " الرجل الثاني في حركة "فتح" بتونس وكان خالد الجاسم احد رجالات حركة فتح ومن كبار مساعدي أبو إياد إذ أراد التوجه من ايطاليا إلى تونس من اجل المشاركة في جنازة الشهيد أبو إياد فتم اختطافه في المطار من قبل رجال امن إسرائيليين وأمريكيين وقد نقل في حينه إلى الولايات المتحدة عبر طائرة أمريكية.

 وظلت قضية اعتقاله مبهمة لغاية قيام الرئيس الشهيد ياسر عرفات بالاتصال بالبروفيسور عوض والذي كان معروفا بمواقفه المعادية لإسرائيل إذ أقدمت على إبعاده بعد اعتقاله إلى الولايات المتحدة وذلك في أواسط الثمانينات من القرن الماضي.

الرئيس عرفات أثار القضية

ويوضح عوض خلال مقابلة مطولة أن الرئيس عرفات وفي العام 1994 كلفه بمتابعة أمر اعتقال العراقي في السجون الأمريكية وبالفعل بدأت جهوده وجهود الطاقم العامل معه من اجل ذلك ليتمكن في العام 1996 من زيارته في سجن بولاية كاليفورنيا الأمريكية وهي الزيارة الأولى لهذا الرجل في السجن على الإطلاق  حيث قابله في زنزانة انفرادية وكانت السلاسل تقيد قدميه ويديه وخاصرته، وحينها طلب عوض من سجانيه فك القيود والسماح له بالمقابلة بدون وجود أي حارس وبالفعل استجابت إدارة السجن لطلباته بشكل جزئي، واصفا الزيارة بأنها مميزة للعراقي كونه أول فلسطيني يقابله داخل سجنه.

أربع زيارات في أربع ولايات

ومنذ ذلك الوقت بدء التفكير بكيفية مساعدته وإخراجه من السجن لا سيما وان خالد رفض كل التهم الموجه ضده منكرا ذاته، وقد تكررت زيارة عوض له أربع مرات في أربع سجون مختلفة وفي أربعة ولايات مختلفة إلى أن صدر بحقه حكما بالسجن الفعلي لمدة 19 عاما التي انتهت بالفعل في التاسع عشر من شهر شباط الماضي، وحينها بدأت سلسلة معاناة أخرى وتتمثل في إثبات شخصيته وقبول دولة عربية استقباله بعد إطلاق سراحه وهذا ما حاول الجانب الأمريكي من تثبيته إذ لا يمكنه إطلاق سراح العراقي بدون تلك الضمانات وكان هم البروفيسور عوض أن يستخرج له  وثيقة رسمية  وبالفعل فقد تمكن من استصدار جواز سفر فلسطيني دبلوماسي "أي أحمر اللون "، وبالفعل تم إرسال هذا الجواز إلى دائرة الهجرة في أمريكا التي لم تكتف بذلك بل اشترطت أن تحصل على قبول دولة عربية على استقباله بشكل رسمي وبعد جهد جهيد  تمثل بالاتصال مع عدد من الدول العربية فقد استعدت الجزائر لاستقباله إلا أن السلطات الجزائرية رفضت إصدار مرسوم رسمي واشترطت أن يتم وضع اسمه في المطار للعمل على استقباله  وهذا التطور كان الجمعة الماضي الموافق السابع والعشرين من شباط الماضي أي بعد مضي أسبوع من موعد إطلاق سراحه حيث كانت السلطات الأمريكية قد تحركت  بالعراقي عبر طائرة خاصة باتجاه السنغال وبحراسة أربعة من رجال الأمن الأمريكيين ومن ثم إلى النيجر لنقله إلى الجزائر ولكن ظهرت الإشكالية برفض الجزائر مرسوم رسمي لاستقباله والاكتفاء بضرورة وضع اسمه في المطار وما كان على الجانب الأمريكي أن يعود بالعراقي إلى السنغال  لمدة أربع وعشرين ساعة وقد تم استئجار غرفة فندقية له  في فندق تابع لمطار السنغال حتى تحل القضية.

المساعي تواصلت لقبوله في إحدى الدول

ويؤكد عوض انه وفي ظل هذه التطورات اضطر أن يسافر إلى الشرق الأوسط حيث توجه إلى الأردن لمقابلة عائلة العراقي التي تسكن هناك وهي مكونة من زوجته وأبنائه الأربعة إضافةً إلى عدد من أفراد عائلته، كما حاول أن يتدخل لدى السلطات الأردنية  كي يتم السماح بدخوله إلى الأردن، إضافة إلى السلطات المغربية أيضا وكانت  الإجابات بالرفض، مما جعله اللجوء إلى قناة الجزيرة حيث ذهب إلى قطر هو وزوجة العراقي إضافة إلى ابنته وحفيدته وذلك يوم الاثنين الماضي ليطلق صرخة للعالم العربي وللدول العربية أن تعمل على استقبال هذا الرجل بدون أي رد، وبعدها وصل إلى الأراضي الفلسطينية من اجل متابعة الموضوع ولم يتمكن إلا من مقابلة  اللواء جبريل الرجوب والذي استقبله يوم الأربعاء الموافق الرابع من آذار الجاري استقبال حافل وباحترام شديد إلا أن الرجوب رد عليه بموضوع العراقي بالقول انه اليوم لا يتدخل بالسياسة وكل شغله يتمحور حول كرة القدم كما قال له مضيفا "إن كل ما يتعلق بالكرة لديه الاستعداد الكامل للبحث فيه".

السودان محطة الاستقبال

وأشار عوض خلال  المقابلة الصحافية التي جرت بمدينة بيت لحم حيث زارها ومكث عند أقارب له ليومين قبل أن يعود إلى الأردن صباح الخميس الخامس  من الشهر الجاري  إلى انه وفي خضم هذه الأزمة تم التفكير بالسودان التي بالفعل وصلها العراقي يوم الثلاثاء دون أن يعرف ما هي طبيعة الاستقبال كونه موجود في رام الله، وهو الآن بطريقه إلى السودان عبر الأردن وسيصطحب زوجة العراقي وأولاده أن كان هناك مجال لمقابلته في السودان، ولكن من الواضح أن رجال الأمن الأمريكيين قد تركوا موكله أخيرا في السودان حيث يتواجد بدون حراسة أمريكية.