خبر يا اوباما، دعك من حل الدولتين..يديعوت

الساعة 10:58 ص|06 مارس 2009

بقلم: ايرز شوشاني

الرئيس الامريكي في بداية القرن العشرين، ثيودور رزفيلت، ادخل الى السياسة الخارجية الامريكية عبارة: Speak softly and carry a big stick"" (تحدث بلطف واحمل عصا كبيرة). يبدو ان الرئيس الامريكي في بداية القرن الواحد والعشرين، براك اوباما، يعتزم تبني هذا القول في كل ما يتعلق بتصميم السياسة في الشرق الاوسط، واتخاذ نهجا دبلوماسيا واحاديث مسنودة بقوة الولايات المتحدة، ولا سيما في السياق الايراني.

خطوط السياسة الخارجية للولايات المتحدة في المنطقة وان كانت تجتاز تغييرا، الا ان مصالحها هنا بقيت كما كانت عليه. هكذا، منذ 11 ايلول، المصلحة السياسية – الامنية لامريكا هي القضاء على الارهاب الدولي والانظمة المرتبطة به في منطقتنا. وشددت الولايات المتحدة على نحو خاص على منع الوصول الى اسلحة الدمار الشامل. المصلحة الاقتصادية التي لا تقل منقطعة عن المصلحة السياسية – الامنية هي الحفاظ على اسعار نفط معقولة ومنع ازمة طاقة عالمية.

لا ريب أن ايران واتباعها في الشرق الاوسط تهدد هاتين المصلحتين الهامتين. وقد اختار اوباما التصدي للتهديدات بطريقين متوازيين: فتح قنوات حوار مباشرة مع ايران وسوريا حليفتها، وتعزيز تلك المحافل التي يراها معتدلة في المنطقة. ولهذا الغرض فانه يستخدم ايضا السياقات السياسية بين اسرائيل وجيرانها.

للوهلة الاولى يمكن الاستنتاج ربما بان المسيرة السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين والسوريين، والتي تنطوي على تنازلات من اسرائيل عن ذخائر استراتيجية هامة، يمكنها أن تدفع الى الامام سبل التصدي الامريكي للتهديدات على المصالح الامريكية في المنطقة. من جهة اخرى، فان التحليل الواقعي لخطوط السياسة الهامة للولايات المتحدة وللواقع السياسي – الامني في المنطقة يثبت ان العكس بالذات هو الصحيح.

سياسة "الاحاديث" التي ينتهجها اوباما تحتاج الى ظهر قوي – الى "عصا كبيرة"، وفي ظل ذلك الى مشجعين محليين لهذه المصالح. وذلك بالذات على خلفية النية لسحب الجيش الامريكي من العراق. وهكذا، فان الحفاظ على السيطرة الاسرائيلية في يهودا والسامرة بالذات ستعزز القوى الفلسطينية المعتدلة، واستمرار السيطرة الاسرائيلية في غور الاردن بالذات ستعزز نظام عبدالله، وتعمل كعنصر ردع حيال القوى العدوانية الشيعية من الشرق. هذه القوى تعمل بكثافة كي تخلق أثر دومينو من الثورات الاسلامية المتطرفة، ومن شأنها أن تهدد الانظمة المؤيدة لامريكا في العراق وفي الاردن.

اضافة الى ذلك فان استمرار وتعزيز السيطرة الاسرائيلية في هضبة الجولان سيكون مثابة الردع لهذه القوى في سوريا وفي لبنان. وعليه، فان تعزيز سيطرة اسرائيل في هذه المناطق الحيوية جدا لامنها، يتناسب بالتالي ايضا مع السياسة الخارجية الامريكية في منطقتنا.

السياقات السياسية بوساطة الولايات المتحدة في العقدين الاخيرين لم تؤدي الى النتائج المنشودة للاستقرار الاقليمي. وذلك ضمن امور اخرى كنتيجة لاتباع خطاب يعبر عن واقع موهوم من ضرورة "حل الدولتين" رغم انه في العالم توجد نماذج عديدة عن جماعات عرقية تقيم حكما مدنيا ذاتيا بنجاح، تبعا لسياسة خارجية وامن تحافظ على مصالح الدول التي تعيش فيها.

اختيار استمرار السياقات السياسية تبعا للخطاب القائم لن يؤدي ايضا في المستقبل الى نتائج. ولكن التغيير في ذلك يمكنه أن يساهم في الاستقرار الاقليمي، نجاح مساعي الولايات المتحدة في المنطقة وكنتيجة ثانوية تعزيز علاقاتها مع اسرائيل.

في التاريخ يوجد الكثير من النماذج لدفع المصالح الامريكية في المنطقة، كنتيجة لموقف اسرائيلي مصر على مصالحها الاستراتيجية، فيما انه كنتيجة فرعية لذلك تتعزز العلاقة بين الولايات المتحدة واسرائيل. النموذج الاكثر وضوحا على ذلك قد يكون حرب الايام الستة، التي احدثت فيها اسرائيل تحولا استراتيجيا في صالحها، في ظل السيطرة على المناطق الحيوية جدا لامنها.

نتائج الحرب التي تطابقت جدا مع المصلحة الامريكية، ولا سيما في سياق الحرب الباردة في تعبيرها الشرق اوسطي، ادت الى تحسن غير مسبوق للعلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل.

بين النماذج الاخرى للمبادرة بل والعدوان الاسرائيلي جرت اسنادا امريكيا حيث انسجمت الاعمال الاسرائيلية مع المصالح الامريكية، يمكن ان نذكر الهجوم على المفاعل في العراق في 1981 وفي الزمن الاخير حملة "رصاص مصهور" في قطاع غزة.

في ضوء المصالح الامريكية الحالية والنماذج من الماضي، حسن يفعل ايضا السياسيون الاسرائيليون اذا ما ابدوا كفاءاتهم الدبلوماسية واتخذوا هم ايضا سياسة الحديث والاقناع، حيال الولايات المتحدة نفسها. عليهم ان يشرحوا بان تعزيز سيطرة اسرائيل في المناطق الحيوية لامنها يشكل ايضا مصلحة امريكية هامة.