خبر بدل الخطوط الخطيرة..هآرتس

الساعة 10:55 ص|06 مارس 2009

بقلم: اوري سفير

رئيس مركز بيرس للسلام

عرفتُ أفيغدور ليبرمان عندما كنت نائبا في الكنيست؛ يدور الحديث عن شخص متهكم، برغماتي، ليس ايديولوجيا لارض اسرائيل الكاملة. وعليه فاني اسمح لنفسي بالقول ان ليس الرجل والا الحزب خطيرين، بل ظاهرة الليبرمانية، التي تنزع الشرعية عن الاقلية العربية في اسرائيل.

معظم عرب اسرائيل يرون أنفسهم جزءا من الدولة. ولكن من الطبيعي ان تكون لهم مشاعر تضامن مع اخوانهم الفلسطينيين. هذا يشبه اليهود في المنفى وموقفهم من اسرائيل. السكان العرب في اسرائيل محبطون من أننا على مدى السنين عالجنا امورهم كمواطنين من الدرجة الثانية وخلقنا فجوة هائلة على المستوى الاجتماعي – الاقتصادي بين اليهود والعرب. نحن الاغلبية، وبشكل عام المسؤولية هي مسؤولية الاغلبية وليس الاقلية. لم نتعلم بعد في سيادتنا ابنة الستين سنة كيف نتصرف بشكل ملائم في العلاقات بين الاغلبية والاقلية.

صحيح أن النواب العرب يبالغون بين الحين والاخر في تصريحاتهم ويتطرفون بل ويركزون اكثر مما ينبغي على المسألة الفلسطينية بدل الحرب بقدر اكبر على مصالح ناخبيهم ولكن هذا لا يعني انهم ليسوا شرعيين.

مسألة علاقات اليهود والعرب تحتاج بالفعل الى تحليل عميق ولكن ليس حسب الخطوط الخطيرة لليبرمان، بل بالوسائل التالية:

تحسين مستوى معيشة عرب اسرائيل من خلال خلق اماكن عمل وتنمية الصناعة في شروط طيبة في الوسط العربي. حسب تقرير أخير لمؤسسة التأمين الوطني كما نشر في تقرير جمعية "سيكوي" في النصف الاخير من العام 2005 والنصف الاول من العام 2006 كان هناك 51.2 في المائة من العائلات العربية تعيش تحت خط الفقر، مقابل 15.4 في المائة من العائلات اليهودية.

فتح السوق اليهودية امام العاملين العرب، الاكاديميين اساسا. ترتيب البلدات اليهودية والعربية حسب تقرير جمعية "سيكوي" الذي يستند بقدر كبير الى بعد الدخل ومعدل الفقر، يعكس الفجوات. الدخل الاعلى للفرد في اوساط اليهود هو في عومر، 7.627 شيكل، مقابل 2.718 شيكل للفرد في معليا، البلدة التي دخل الفرد فيها هو الاعلى في الوسط العربي. هذه المعطيات تشير الى أنه في البلدات العربية الاكثر غنى ايضا مستوى الدخل المتوسط للفرد متدنٍ نسبيا ايضا.

تمكين النساء في الوسط العربي كقوة عمل. في العام 2006 كان هناك نحو 50 في المائة من عموم النساء العربيات في سن 18 حتى 65 ذوات التعليم المتدني جدا (لم يتعلمن، لم يحصلن على شهادات ثانوية، وآخر شهادة لهن كانت من المدرسة الابتدائية او الاعدادية) بالقياس الى نحو 10 في المائة من النساء اليهوديات في هذه الاعمال. معدل المشاركة في قوة العمل في اوساط العربيات كان 22.4 في المائة مقابل 70.6 في المائة في اوساط اليهوديات في هذه الاعمار.

تحسين البنى التحتية في الوسط العربي وتنميتها. بالمقارنة بين الانفاق على الرفاه في 11 بلدة يهودية و 11 بلدة يهودية توجد في ذات المناطق تبين انه بين اعوام 2000 و 2005 كان الانفاق الحكومي المتوسط على الرفاه للفرد في البلدات اليهودية اعلى بـ 35 في المائة من الانفاق في البلدات العربية (378 شيكل مقابل 246 شيكل). الانفاق العام على الرفاه (حكومي ومحلي) في البلدات اليهودية كان اعلى بنحو 33 في المائة من الانفاق في البلدات العربية.

تحسين الحوار بين اليهود والعرب في الدولة من خلال اجهزة التعليم ايضا مؤخرا نشرت نتائج اختبارات الانجازات الدولية وكذا الاختبارات التي تنشرها وزارة التربية والتعليم في اسرائيل. وجرت الاختبارات لتلاميذ الشريحة العليا في المدارس فيما اجريت اختبارات اخرى في المدارس الابتدائية. من نتائج الاختبارات تتبين استنتاجات مقلقة. احدى هذه الاستنتاجات هي انه توجد فوارق هائلة بين التلاميذ اليهود والعرب في ثلاثة مجالات جرى فحصها، وهي تساوي بالتقريب فارق نحو سنتي تعليم.

محظور ان يكون في دولة اسرائيل وفي شعبنا الذي كان ضحية للعنصرية أي ذرة عنصرية تجاه شعب آخر وبالتأكيد ليس تجاه الاقلية العربية التي تعيش بين ظهرانينا. وأخطر من مشكلة الليبرمانية هو سكوت الاغلبية الصامتة والسلبية التي لا تثور على تعابير العنصرية ولا تعمل من اجل المساواة في الفرص. كما ان وسائل الاعلام مطالبة بان تنبذ كل تعبير عن العنصرية وتبرز تعابير المساواة والتعايش. لعل هذا هو اختبارنا الاعلى اذا كنا نحب الديمقراطية.