خبر مسلسل كوميدي إسرائيلي يصوّر العرب بإرهابيّين حمقى سيفشلون بالدفاع عن قضيتهم

الساعة 07:44 ص|06 مارس 2009

فلسطين اليوم-الأخبار اللبنانية

مسلسل الكرتون «أحمد وسليم» يؤكّد أنّ الإسرائيليّين باتوا أكثر حرصاً وتصميماً على استخدام الآلة الإعلامية للإمعان في تشويه صورة العرب. صنّاع المسلسل هم من الجيل الإسرائيلي الشاب، يعتمدون وسائل الاتصال الحديثة لترويج عنصريّتهم: توم تريغر وأور باز هما صاحبا المسلسل اللذان يعرضان حلقةً منه كل أسبوع على «يوتيوب».

 

«أحمد وسليم» الكوميدي يصوّر العرب كـ«إرهابيين» يريدون قتل الإسرائيليين والأميركيين بهدف الاستمتاع فقط. لكنّ هؤلاء «الإرهابيّين» -كما تظهرهم الحلقات - مجرد أغبياء يخطئون دوماً، فيوجّهون نار الإرهاب على أنفسهم لأنّهم يفشلون دوماً في استهداف الإسرائيليين والأميركيين! المسلسل الذي عُرضت منه أربع حلقات حتى الآن، ظنّه بعضهم فيلماً لأنّ الحلقة الأولى فقط هي التي حصدت نسبة مشاهدة قياسية بلغت نصف مليون على «يوتيوب». إلا أنّ الحلقات الثلاث الباقية كانت أخطر بكثير، إذ أكّدت تصميم صانعي المسلسل على إيصال رسالة مفادها أنّ العرب مجرّد «حمقى» لن يتمكّنوا من إقناع أبنائهم بمشروعيّة قضيّتهم، وأنّ المقاومة لن تُفضي سوى إلى طريق مسدود.

 

 الحلقات التي جاءت فكاهية بامتياز، بدأ تحميلها على يوتيوب قبل شهر واحد تقريباً. وهو ما جعل بعضهم يربط بينها وبين العدوان الأخير على غزّة ورغبة الدولة العبريّة في الردّ على مقاومة الفصائل الفلسطينية بالسخرية.

 

 ورغم أنّ تقارير إعلامية أكّدت وجود مطالبة في الإمارات بحجب موقع «يوتيوب» بسبب ظهور أحمد وسليم بملابس إماراتية، إلا أنّ الحلقات تضرب عصافير عدّة بحجر واحد! إذ إنّ الحلقات الأربع التي عُرضت حتى الآن تسخر من الدول العربية قاطبة، والأهم أنّ الإمارات ليست ممثلةً في الأحداث لأنّ ملابس البطلين خليجية ووالدهما ياسر يجتمع مع أصدقائه بجوار علم عراقي مقلوب.

 

 وفي حلقة أخرى، تظهر مذيعة منقّبة على الشاشة وخلفها عبارة «صلى الله عليه وسلم»، فيما يُفجّر أتوبيس يحمل العلم الأردني. أي إنّ الحلقات لم تركز على دولة محدّدة بل هدفها تشويه المقاومة والعرب عموماً. تراوح مدة الحلقات بين 3 و5 دقائق، كلّها باللغة العبرية مع كتابة الحوار بالعبريّة على الشاشة مع الإنكليزية. وهناك حلقات مُترجمة إلى الفرنسية والإسبانية. ما يؤكد أنّ الحلقات ليست موجهة إلى الجمهور العربي في المقام الأول.

 

في الحلقة الأولى، يطلب ياسر من ابنه أحمد وابنته سليم المنقّبة، ترك الكومبيوتر والألعاب والذهاب لتنفيذ عملية «إرهابية» تتلخّص في تفجير أتوبيس إسرائيلي. هناك تطلب الطفلة من شقيقها أن يُحضر لها البوظة. وعندما يعودان، لا يلاحظان مغادرة الأتوبيس الإسرائيلي، فيفجران الأتوبيس الأردني الذي وقف مكانه. وبينما يكون الأب يشاهد النشرة منتظراً خبر العملية بفارغ الصبر، يفاجأ بأنّ 500 عربي راحوا ضحية التفجير!

 

في الحلقة الثانية، تجتمع مجموعة إرهابيين - كما تصفهم الحلقات - بجوار العلم العراقي الذي وُضع بالمقلوب، لتأتي كلمة «الله أكبر» المكتوبة على العلم بالمقلوب. ثم يَطلب قائد المجموعة من ياسر الاحتفاظ بطفل إسرائيلي رهينةً في منزله مع طفليه أحمد وسليم. يقبل الأب المهمة ونرى أحمد وسليم يلعبان الغيتار أمام التلفزيون، وعندما يتركهما الوالد مع الرهينة، يقول الطفل الإسرائيلي إنّه يريد العودة إلى منزله، فتنشأ صداقة بين الثلاثة ويتركانه يرحل على وعد بالتقابل على الـ«فايسبوك»، ثم يأتي الأب مع الجماعة لاستعادة الرهينة، فيصابون بصدمة.

 

الحلقة الثالثة تبدأ بإلحاح سليم على شقيقها بأن يؤسس لها صفحة على الـ«فايسبوك»، لكنها تفاجأ بعدم وجود أصدقاء لها، فتفكر في الانتحار وتقول ذلك لوالدها الذي يعرض عليها فوراً القيام بعملية "انتحارية" لأنّ ذلك «أفضل عند الله من الذهاب إلى المسجد».

 

أمّا الحلقة الرابعة فتبدأ بحكاية يتلوها الوالد لأحمد وسليم قبل الخلود إلى النوم. ويوصيهما في الحكاية بإطلاق الرصاص على الأعضاء التناسلية لكلّ يهودي يصادفانه. وفي اليوم التالي، يستيقظ الوالد من النوم، يُعطي قبلة لصورة «بن لادن» الموجودة في غرفته، ينظر في المرآة، فيجد نفسه مرتدياً ملابس حاخام يهودي. طبعاً لا يصدق أحمد وسليم أنّ اليهودي هو والدهما، فيُطلقان الرصاص عليه. وفجأة يصحو الوالد من النوم لنعرف بأنّ ما حدث كان حلماً فيفرح ويروح يحلم بأنّه يقتل اليهود في كل مكان وبأنّه يركب طائرة تخترق برج التجارة العالمي ومعه فتاتان بملابس ساخنة، قبل أن يفيق ليجد نفسه على الأرض من جديد وسط مشاكل أحمد وسليم.

 

بعد كل هذه الصور النمطيّة والأفكار الجاهزة، يقول توم تريغر وأور باز على «فايسبوك» إنّهما ليس لديهما شيء ضدّ العرب. على أي حال، مسلسلهما ليس سوى غيض من فيض من عمليّة تشويه واعتداء ممنهجة، لعلّ «أثمنها» كان تلك القنابل التي وقّعها أطفال إسرائيليّون وأهدوها إلى أطفال فلسطين.