خبر قافلة جالاوي تفتح معبر رفح! ..ستحمل معها المساعدات المكدسة في العريش منذ شهر ونصف

الساعة 06:37 ص|06 مارس 2009

محمد أبو عيطة

بعد إغلاق معبر رفح لمدة تزيد عن شهر ونصف أمام عبور المساعدات الإنسانية التي تكدست في مدينة العريش المصرية، جاءت قافلة النائب البريطاني جورج جالاوي "شريان الحياة - تحيا فلسطين" بمثابة نجدة للقوافل الأخرى بعدما وافقت السلطات المصرية على دخول القافلة إلى غزة عبر المعبر.

 

بعقب دخول القافلة الأراضي المصرية اليوم الخميس بدأت مشكلة المساعدات الإنسانية المكدسة في مدينة العريش تتجه للحل؛ حيث قامت السلطات المصرية بتحميل هذه المساعدات على شاحنات تمهيدا لدخولها مع القافلة عبر معبر رفح الأحد المقبل.

وتفتح مصر معبر رفح استثنائيا لعبور الأفراد من الجانبين، لكنها لم تسمح بعبور الشاحنات المحملة بالمساعدات عبر المعبر منذ ما يزيد عن شهر ونصف، وتحيلهم للدخول إلى القطاع عبر معبري العوجة وكرم أبو سالم الخاضعين للسيطرة الإسرائيلية.

 

وفي تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" قال أحمد عرابي رئيس الهلال الأحمر المصري بسيناء اليوم الخميس: إنه" يجري الآن بأقصى سرعة تحميل المساعدات المكدسة في مدينة العريش منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة صبيحة الأحد 18-1-2009 على متن 100 شاحنة لكي ترافق قافلة النائب جالاوي إلى غزة".

 

وأضاف أن "هذه المساعدات التي قدمها العديد من الدول العربية والأجنبية لأهالي غزة والتي تقدر بنحو 15 ألف طن مكدسة في مدينة العريش منذ نحو شهر ونصف بسبب عرقلة إسرائيل لدخولها بعد تحويل دخول هذه المساعدات للقطاع من معبر رفح إلى العوجة الذي تسيطر عليه إسرائيل".

 

وبحسب مراسل إسلام أون لاين فإن السلطات المصرية عدلت موعد استقبال القافلة من مساء السبت إلى صباح الأحد مع دخولها لقطاع غزة، وقامت بنشر قوات من الشرطة على طول الطريق الذي ستسلكه من العريش حتى رفح لتأمين عبورها.

 

ولم تستبعد مصادر رسمية مصرية اعتراض إسرائيل على دخول قافلة جالاوي لغزة عن طريق معبر رفح، وكشفت عن سيناريو بديل معد وهو أن تدخل القافلة غزة عن طريق معبر كرم أبو سالم الذي يقع جنوب معبر رفح بأمتار قليلة ويخضع للسيطرة الإسرائيلية.

 

وانطلقت قافلة "شريان الحياة - تحيا فلسطين" من أمام مجلس العموم البريطاني في 14 فبراير الماضي في طريقها إلى قطاع غزة، وقد وصلت إلى العاصمة الليبية طرابلس الأحد الماضي وسط حفاوة شعبية ورسمية من السلطات الليبية، سبقتها مظاهر استقبال مماثلة في كل من تونس، والمغرب والجزائر اللذين فتحا الحدود المغلقة بينهما منذ 15 عاما بشكل استثنائي لمرور القافلة.

 

ويرافق القافلة نحو 280 شخصية عامة ونشطاء، وتضم 110 شاحنات محملة بمواد غذائية، وأدوية، ومستلزمات طبية، وملابس، فضلا عن 20 سيارة إسعاف، إضافة لحافلة إطفاء.

 

منع الأطباء

 

ومن جهة ثانية، أعلن وفدان من الأطباء والحقوقيين الأمريكيين والإيطاليين اليوم الخميس اعتصامهم أمام معبر رفح؛ احتجاجا على رفض السلطات المصرية دخولهم لقطاع غزة، مؤكدين أن مهمتهم في غزة إنسانية وليست سياسية.

 

وقال أحد أعضاء الوفدين -رفض الكشف عن هويته- في تصريحات صحفية اليوم: "إننا أمام معبر رفح منذ 3 أيام والسلطات المصرية تمنعنا من الدخول بحجة إجراء المشاورات والتنسيق مع الجانب الإسرائيلي، وسنظل معتصمين حتى يسمح لنا بدخول قطاع غزة".

 

وخلال مؤتمر صحفي مساء أمس الأربعاء قال جرمانو مونتي رئيس الوفد الإيطالي: إن "الوفد الإيطالي المكون من 9 أطباء نفسيين و7 حقوقيين سبق لهم دخول قطاع غزة في أعوام سابقة يعتزمون دخول غزة والمكوث بها نحو 21 يوما لتقديم العلاج والمشورة الصحية لضحايا العدوان الإسرائيلي".

 

وأوضح الدكتور خالد رواش عضو الوفد الإيطالي أن عشرات من الجمعيات الأهلية الإيطالية دعمت تحركهم إلى غزة الذي سيقابل بتنسيق من جمعيات أهلية بالقطاع؛ لإطلاع الوفد على الأوضاع هناك.

 

ونوه إلى أن هذا التحرك جاء كنتيجة لتحركات أكبر قامت بها الجاليات العربية في روما للتنديد بالمحرقة الإسرائيلية، ولاقت دعما ومؤازرة من جميع أطياف المجتمع الإيطالي، بعيدا عن الموقف الرسمي للحكومة الإيطالية.

 

أما رئيس الوفد الأمريكي الدكتور دون برين فقال: إن "الوفد الأمريكي يتكون من 9 أشخاص بينهم أطباء، وإعلاميون، وحقوقيون، ورجال دين مسيحي بعضهم من أصول عربية وإيرانية، اصطحبوا معهم 14 جهازا لتنقية المياه لإهدائه لأهل غزة.

 

وأضاف أنهم "من بين كثيرين في الولايات المتحدة أصابهم الاستحياء من الموقف المتخاذل لحكومتهم والداعم لإسرائيل، وهو ما جعل العديد ينتقدون هذه الرحلة بدعوى أن الولايات المتحدة هي من تدعم إسرائيل".

 

وأكد أن الكثيرين من أبناء الشعب الأمريكي وقفوا ضد هذه الحرب، وأنه مع أفراد مجموعته قام أثناء الحرب بالاعتصام بمكتب أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الممثل لولاية أهايو الذي أعيش فيها".

 

ودعمت الولايات المتحدة إسرائيل بالسلاح والعتاد خلال حربها على غزة التي استمرت 22 يوما، وخلفت أزيد من 1400 شهيد ونحو 5400 جريح، نصفهم من النساء والأطفال، فضلا عن الدمار الواسع الذي لحق بالقطاع.