أنعش وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، وفوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية العملة الإيرانية في التعاملات الصباحية، اليوم الأحد 8/11/2020، وخاصة ان الرئيس السابق ترامب شهدت فترة ولايته فرض عقوبات خانقة على إيران، في أعقاب انسحابه من الاتفاق النووي معها في مايو/ أيار 2018.
الأسواق الإيرانية وخلال الشهرين الأخيرين كانت في حالة تيه مستمرة، في انتظار نتائج الانتخابات الأميركية، مع استمرار تراجع المؤشرات الاقتصادية، ومواصلة الريال الإيراني نزيفه الحاد إلى مستويات قياسية، على خلفية العقوبات الأميركية التي اشتدت حدتها خلال الأيام التي سبقت إجراء الانتخابات، بعد فرض واشنطن إجراءات حظر جديدة على البنوك والقطاعين المالي والنفطي في إيران.
ومع ظهور أولى نتائج الانتخابات الأميركية فجر الخميس الماضي، وتقدم ترامب فيها، بدأت العملة الإيرانية تتراجع بشكل سريع، لتخسر المزيد من قيمتها وتهبط أمام الدولار الأميركي إلى نحو 300 ألف ريال في غضون ساعات قليلة، لكنها مع مواصلة عملية فرز الأصوات وخصوصا أصوات البريد، وتقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن على ترامب، تغيرت المعادلة وبدأت قيمتها ترتفع.
وواصل الريال تحسنه خلال اليومين الماضيين، رغم إغلاق الأسواق يوم الجمعة في إيران، إلى أن استعاد نحو 16% من قيمته منذ الخميس الماضي، ليسجل، أمس نحو 258 ألف ريال مقابل الدولار في السوق الحر، لكنه سرعان ما واصل الانتعاش في التعاملات الصباحية، اليوم، ليصل إلى 240 ألف ريال بزيادة بلغت نسبتها 30% في غضون 3 أيام، مقتربا من مستويات يونيو/حزيران الماضي.
ويتوقع الخبراء أن الريال سيواصل تحسنه خلال الأيام المقبلة، وسط توقعات بأن ينزل سعر الصرف إلى نحو 200 ألف ريال. وكان لتحسن الريال الإيراني تأثير كبير أيضا على أسعار الذهب في إيران، ليتراجع سعر المسكوك الذهبي إلى أقل من 130 مليون ريال، وذلك بعدما ارتفع خلال الفترة الأخيرة إلى نحو 160 مليوناً.
ورغم أن الأسواق الإيرانية، تفاعلت سريعا مع نتائج الانتخابات الأميركية وتحسنت العملة الوطنية سريعا، لكن مراقبين وخبراء يرون أن هذا التحسن هو من الآثار النفسية العاجلة لارتفاع حظوظ بايدن في ظل توجهاته المغايرة لترامب، وأن تحسن الريال سيبقى موقتا ما لم يتم إسناده بعوامل اقتصادية متينة مثل تخفيف العقوبات أو إلغائها.
إلا أن إلغاء العقوبات أو تخفيفها مستبعد على المدى القريب، وفق المراقبين، وهو مرتبط باستئناف المفاوضات بين طهران وواشنطن، وما إذا كان الطرفان سيتوصلان خلالها، إن بدأت فعلا، إلى حل للقضايا العالقة بينهما بشكل يمهد الطريق لإنهاء استراتيجية الضغوط الاقتصادية القصوى التي دشنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد انسحابه من الاتفاق النووي عام 2018.
وطاولت العقوبات الأميركية كافة مفاصل إيران الاقتصادية، بما فيها الصادرات النفطية وتعاملاتها المالية والمصرفية مع الخارج، لتواجه شحاً كبيراً في مواردها بالنقد الأجنبي، ما تسبب بسقوط الريال إلى مستويات قياسية خلال العامين الماضيين، بنسبة 800% منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي.