خبر من القاهرة.. إمام الأقصى يستجير: أغيثوا بيت الله

الساعة 03:56 م|05 مارس 2009

فلسطين اليوم: غزة

"أغيثوا بيت الله".. نداء أطلقه الدكتور يوسف سلامة إمام المسجد الأقصى ووزير الأوقاف الفلسطيني الأسبق من القاهرة، مؤكدا أن تل أبيب "انتهت من آخر خطواتها لإقامة هيكلها المزعوم على أنقاض أولى القبلتين"، ويتواكب ذلك مع شروع سلطات الاحتلال في هدم 88 منزلا بالقدس الشرقية المحتلة بحجة أنها بلا تراخيص بناء.

وقال د.سلامة في مؤتمر صحفي عصر أمس الأربعاء نظمته لجنة الشئون العربية بنقابة الصحفيين المصريين: "على الشعوب العربية والإسلامية أن يبذلوا كافة جهودهم للمحافظة على الأقصى ومدينة القدس.. يا أمة العرب والمسلمين أغيثوا بيت الله".

 

وأشار إلى أن "قوات الاحتلال الآن تقوم بخطواتها الأخيرة في سبيل هدم الأقصى المبارك، حيث أتم الصهاينة صناعة فانوس من الذهب يزن حوالي 42 كيلوجراما كي يضعوه على هيكلهم المزعوم الذين ينوون إقامته على أنقاض الأقصى لا قدر الله".

 

وتساءل: "إذا كانت هناك مصيبة أكبر من تلك المخططات التي تسعى لهدم أولى القبلتين وأرض المحشر والمنشر، فمتى ستتحرك الأمة؟ هل ننتظر أن نستيقظ صباح ذات يوم على خبر هدم المسجد؟".

قرارات تصعيدية

وفي الإطار ذاته لفت د.سلامة إلى أن "سلطات الاحتلال اتخذت في الأيام الأخيرة عددا من القرارات التصعيدية الخطيرة في سبيل مخططاتها لتهويد القدس".

 

ومن هذه القرارات قال د.سلامة: "ومن هذه القرارات هدم 55 منزلا في مخيم سعفاط؛ وذلك لإحكام قبضة الاحتلال على مدينة القدس وإضفاء الصبغة الصهيونية عليها.. بناء 75 ألف وحدة سكنية في مستوطنات القدس".

 

وبالفعل قامت سلطات الاحتلال أمس بهدم منزلين في حي سلوان؛ وذلك كبداية تطبيقية لقرارها الصادر قبل نحو أسبوع بهدم 88 منزلا بدعوى أنها بنيت من غير ترخيص برغم أن إحدى هذه البنايات يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1890.

 

ولقيت هذه الخطوة انتقادا من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي قالت: "هذا النوع من النشاط لا يفيد ولا يتماشى مع التزامات منصوص عليها في خطة خريطة الطريق" لإحلال السلام، وتعهدت بإثارة القضية مع الحكومة الإسرائيلية وبلدية القدس.

 

وفي الإطار ذاته أوضح سلامة أن "هناك انهيارات حدثت مؤخرا في مدرسة فتيات بسلوان نتيجة الحفريات الصهيونية أسفل المدينة"، مشيرا إلى "وقوع انهيارات بأرضيات المسجد نتيجة تلك الحفريات التي تظهر آثارها أيضا على أعمدة المسجد والبيوت الملاصقة له".

 

وأكد أن "هذه الحفريات التي يتولى ملفها متطرفون تهدف لزعزعة أركان المسجد وهدمه حتى يبنون كنيسهم المزعوم على أنقاضه"، مشيرا إلى أن الإسرائيليين يبنون حاليا جسرا في باب المغاربة بالمسجد حتى تتمكن المدرعات الإسرائيلية من دخوله في أي وقت.

 

"مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" كشفت هي الأخرى في تقرير لها أول أمس عن مخطط إسرائيلي لحفر نفقين تحت المسجد الأقصى، وذلك لربط "حي الشرف" الفلسطيني في البلدة القديمة بالقدس -الذي احتلته إسرائيل وهجّرت سكانه العرب عام 1967 وسمي بالحي اليهودي- بساحة البراق غرب المسجد الأقصى.

عملية جراحية

ولمواجهة مساعي التهويد، طالب د.سلامة الشعوب المسلمة بدعم صمود الفلسطينيين في القدس ماليا لإقامة المدارس والمشاريع الإسكانية، مشيرا إلى أن اليهود يدفعون مليارات الدولارات لبناء المستوطنات وتهويد المدينة المقدسة.

 

واعتبر أن "هذا الدعم هو جزء من عملية جراحية سريعة للتصدي للمخططات الصهيونية، أما العملية الجراحية الكبيرة فهي تحرير القدس".

 

وأشار إلى أن "مساحة الأقصى ليست تلك التي نراها في الملصقات التي تصور المسجد المسقوف أو قبة الصخرة فقط، وإنما المسجد تبلغ مساحته 144 ألف متر مربع، وهي التي تحدث عنها القرآن الكريم في قوله تعالى "الذي باركنا حوله".

 

وهذه المساحة تشمل المسجد المسقوف والمصلى القديم والمصلى المرواني وقبة الصخرة والساحات والمصاطب والمحارم والأسوار المحيطة به.