كورونا و الحصار يحرمان المئات من طلبة الثانوية من الالتحاق بالجامعات

الساعة 06:24 م|01 نوفمبر 2020

فلسطين اليوم

يواجه المئات من طلبة الثانوية العامة الجدد مصيراً مجهولاً بعد أن انهوا دراستهم المدرسية، و لم يتمكنوا من الالتحاق بالجامعات، بسبب سوء الوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة، نتيجة الحصار "الإسرائيلي" المفروض على القطاع، و انتشار الفقر و البطالة، و ما سببه انتشار فيروس كورونا في القطاع، و فقدان العديد من المواطنين لأعمالهم بسبب الإجراءات و القيود التي تفرضها الحكومة لمنع تفشي الفيروس.

واشتكى عدد من الطلبة الذين تحدثت اليهم مراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" من ان عدد من الجامعات رفضت استقبالهم، الا بعد دفع جزء من الرسوم الدراسية، مؤكدين بأنهم فقدوا فرصهم في الالتحاق بالجامعات في الفصل الأول من هذا العام 2020-2021، لعدم قدرة ذويهم على توفير مصاريف جامعاتهم.

الطالبة وردة من المحافظة الوسطى، و انهت دراستها الثانوية بمعدل 77% أوضحت بأنها ذهبت للتسجيل بأحد الجامعات، الا أنهم رفضوا تسجيلها الا اذا دفعت قسطاً من الرسوم الدراسية.

و لفتت الى أن والدها يعمل بنظام اليومي، و أن دخل عائلتها انخفض بعد انتشار فيروس كورونا.

بدورها قالت الطالبة اسيل و التي حصلت على معدل 94% إنا لم تحصل على منحة كاملة في أي من الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة، و أن الوضع الاقتصادي للعائلة سيئ، لا سيما ان والدها عاطل عن العمل.

من جهته قال ع.ش، و هو محاضر بأحد الجامعات الفلسطينية، و فضل عدم ذكر اسمه، إن شاباً انهى دراسته الثانوية، و جاء الى الجامعة يريد أن يتعلم، لكنه لا يمتلك ادنى متطلبات الدراسة الجامعية من مصاريف، كما انه لا يوجد لديه لا جهاز جوال و لا حتى جهاز كمبيوتر لكي يتابع دراسته في الجامعة.

و أشار الى ان الحالة التي وصل اليها الشباب في غياب الفرص خلقت حالة من الإحباط لديهم، لا سيما و ان التعليم هو الفرصة المتبقية لهم في هذا الواقع المعيشي الصعب، الذي يعيشه سكان قطاع غزة.

و اكد أن الوضع في الجامعات الفلسطينية ايضاً غير مفرح، موضحاً ان الجامعات هي الأخرى تعاني من أزمات مالية مستمرة، , لا تستطيع توفير الكثير من المنح الدراسية للطلبة، كما ان عدم التحاق طلبة جدد في الجامعات يراكم الازمات لدى الجامعات، معتبراً أن ما يجري هو مؤشر خطر على مستقبل العملية التعليمية في الأراضي الفلسطينية.

مسؤول الشؤون التعليمية في إذاعة القدس أ. محمد الحطاب أوضح أن جائحة كورونا أحدثت تأثيرا في كثير من النواحي، منها الجانب التعليمي حيث امتنع العديد من الطلبة عن الالتحاق بالجامعات نظرا لعدم توفر الدخل الكافي لتسديد الرسوم سواء أكان ذلك للطلبة الجدد أو في المستويات المختلفة.

وأشار في حديث لــ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" الى أن الأزمة عمقت أزمة الجامعات المالية القديمة والتي تراكمت في السنوات الأخيرة وعظمته مع الكورونا، الأمر الذي دفعها لعدم التساهل في استقبال الطلبة والإصرار على دفع الرسوم، وبالتالي لا الطالب قادر على أن يدفع ولا الجامعة قادرة على منح المزيد من التسهيلات.

و أوضح الحطاب أن مصير هؤلاء الطلبة هو التوجه إلى المهن والأعمال اليدوية، أما الجامعات فستتعرض لتراجع الخدمات الأكاديمية حيث لن تستطيع الجامعات رفع شروط النجاح خوفا من انسحاب الطلبة وتراجع دخلها.

و لفت الى أن المسؤولية في هذا الجانب تقع على عاتق كل من هيئة الجودة والنوعية من خلال مراقبة الخدمات الاكاديمية و منع تدنيها، كما تقع على عاتق الحكومة من خلال العمل على انتظام التعليم الجامعي واستمرار الثروة الوحيدة المتبقية للشباب الفلسطيني.

 

 

كلمات دلالية