خبر باراك لوزارة الدفاع.. هآرتس

الساعة 09:24 ص|05 مارس 2009

بقلم: جدعون ليفي

لو كنت شيلي يحيموفيتش لناشدت ايهود باراك بان ينضم للحكومة القادمة كوزير للدفاع. ولو كنت اوفير بينس لشكلت مجموعة ضغط شعبية من اجل تعيينه. مكان باراك في وزارة الدفاع، ومكان رئيس حزب العمل في منتخب احلام اليمين. الجمهور يريد ذلك، وناخبو حزب العمل يريدون ذلك، فلتسارع يا باراك نحو منصبك المحبوب.

هذا مكانه الطبيعي: اليمين. بعد نجاحه الذي برهن عن نفسه في الحرب البائسة في غزة، اصبح من المحظور علينا ان نتنازل عن خدماته الممتازة. ايران سترتعد خوفا وحماس ستهتز من الرعب: هو، ها، من التالي في الدور؟ وزير الدفاع القادم.

مع بنيامين نتنياهو سيكون لدينا ثنائي لطيف اسمه بيبي – باراك من خريجي "الوحدة" المختارة لهيئة الاركان، القائد والمقود، مع تبادل في الادوار. مع ما تعلماه في دورية وحدة هيئة الاركان، سيتمكنان من حل كل مشكلة بكل سهولة. هما سيمنعان ايران من الحصول على الذرة، ويحولان دون حصول حماس على القسام وحزب الله على الكاتيوشا. الحرب والسلام الاقتصادي والا فلا. اولم يبرهنا لنا عن ذلك في السابق.

الخوف الوحيد: سيحلان كل شيء بسرعة كبيرة لدرجة انهما سيصبحان عاطلين عن العمل خلال فترة قصيرة، ولكن رؤوسنا ستكون خالية من القلق. صحيح ان نتنياهو، هذا الذي يريد باراك وزيرا للدفاع في حكومته اعتقد ان الحرب في غزة، التي كان باراك قائدها العسكري المجيد، قد فشلت، ولكن ماذا يضير ذلك. هما كما نعلم قد اكلا من نفس الصحن وكلاهما من نفس القرية ونفس الطينة، العمليات السرية والعمليات الخيالية التي اوصلتنا الى ما وصلنا اليه.

ولكن ليس الشعب وحده، بل الدولة والامن سيخرجون ايضا رابحين من هذا التعيين. وكذلك حزب العمل وبجدية هذه المرة. لو كنت يحيموفيتش وبينس لشجعت باراك بان ينضم: عصفورين بضربة واحدة – هذا جيد للدولة كما يزعم وجيد لحزب العمل فعلا. هذه ستكون الوسيلة الوحيدة امام حزب العمل للخلاص من عبء هذا الشخص الذي قاده من النقيض الى النقيض الى ان اوصله الى حضيض الثلاثة عشرة مقعدا برلمانيا. لو كان يورام مارتسيانو على رأس الحزب لما حصل على قدر اقل من الاصوات. ازاحة باراك قد تتيح المجال امام بروز قيادة جديدة لحزب العمل، يسارا فعليا وسلاما حقيقيا. عمير بيرتس، يحيموفيتس وبينس هم العمل الحقيقي. مع شخص قد يشتبه بالمسؤولية عن ارتكاب جرائم حرب يصعب على اليسار ان يكون يسارا.

انضمام باراك للحكومة سيتسبب بمنفعة اخرى لحزب العمل: هو سيخلص هذا الحزب من ثلة اخرى من الانتهازيين. بنيامين بن اليعازر لم يفوت فرصة للبقاء لسنوات اخرى في الحكومة، ومثل اسحاق هرتسوغ. كل من يخطر بباله في حزب العمل بان ينضم لحكومة اليمين – يمين ينصح بان يفعل ذلك تاركا المعسكر الصغير نقيا وقويا.

اياك ان تقلق يا باراك: سيكون من السهل جدا تبرير انضمامك للحكومة امام الجمهور الذي غسل دماغه. لا حاجة لتجنيد دعم اهارون باراك وجنرالات الجيش الاسرائيلي دفاعا عن هذه المهمة البائسة. باراك (ايهود) هو المرشح المفضل في كل استطلاع لمنصب وزير الدفاع. هو مستر – دفاع، وليس مهما ان واصلت صواريخ القسام سقوطها وبقي شليت يذوي في اسره. دخوله للحكومة سيترافق مع جعجعات الغضب المشبعة بالكلمات الجوفاء المعتادة حول تحمل المسؤولية في هذه الاونة وحول دوره كـ "مقوم ومعدل لخط اليمين" في الحكومة، وكبح ليبرمان واهمية "الوحدة"، المخاطر القومية المصيرية المتربصة باسرائيل، وخصوصا ايران – السلاح الامثل على لسان ديماغوجي طبيعي. وكأن المفتاح الوحيد لحل مشكلة ايران ليس موجودا في واشنطن، وكأن الجالس في مقر وزارة الدفاع في تل ابيب يشرف على منصب حاسم في استعراض ومسرحية الرعب، وكأن باراك يمتلك سلاحا سريا لا يمتلكه الاخرون.

ان لم يكن ذلك كافيا، سيكون من الممكن طبعا اشهار ورقة رابحة اخرى: دانيال فريدمان. باراك الذي يعتبر هوية وزير العدل هامة في نظره مثل اهمية ورقة الثوم، سيصعد على صهوة الحصان حتى يمنع تعيين فريدمان حتى يبرر انضمامه. فهل يجدر منع ضم وزير العدل الفاشل كثمن لوزير دفاع فاشل وفقدان طريق حزبه؟ هناك قدر غير قليل من الاشخاص في النخبة الاسرائيلية التي هي الطرف الوحيد المعني في هذه القضية، سيعتقدون انها صفقة مبلورة.

باراك سيكون وزير الدفاع القادم. مع حزبه او من دونه. ليس هناك امور كثيرة موثوقة في السياسة الاسرائيلية عادة مثل هذه المسالة. وكما فعل موشيه ديان او رحاميم كلينتر، هو سيخلصنا. الى جانب الضرر سيلحقه بالدولة والسلام، قد يتمخض هذا البلسم المر عن طعم حلو المذاق. لذلك نقول مكررين فلتتقدم للامام يا باراك. اترك حزبك لحاله الذي ليس بحزبك فعلا ولتلتحق بنتنياهو، كاتسلا سيكون نائبك – ولتسر مع قوتك هذه.