خبر قرار (2010).. هآرتس

الساعة 09:21 ص|05 مارس 2009

بقلم: آري شبيط

ان هاجمت اسرائيل ايران خلال العامين القادمين فعليها ان تأخذ التطورات المحتملة التالية بالحسبان:- الهجوم قد يفشل او انه قد ينجح جزئيا ويعرقل المشروع النووي الايراني لحين او انه سينجح ويتسبب برد فعل شديد او ان الضربة قد تتمخض عن اشعال حرب طويلة الامد بين ايران واسرائيل وهناك ايضا احتمالية ان تؤدي الهجمة الى دفع حلفاء اسرائيل الى التنكر لتحالفاتهم معها واخيرا قد يؤدي الهجوم الى تنديد دولي واسع يعزل اسرائيل ويحولها الى دولة مارقة.

وان لم تهاجم اسرائيل ايران خلال العامين القادمين فعليها ان تأخذ التطورات التالية بالحسبان:- ايران النووية قد تتحول الى دولة اقليمية عظمى الامر الذي يرجح كفة الصراع بين المتطرفين والمعتدلين في الشرق الاوسط. ايران التي تشرف على مسارات الطاقة قد تكتسب قوة ابتزاز معينة من اوروبا وروسيا والصين وحتى الولايات المتحدة. ايران النووية قد تضعف الردع الاسرائيلي وتبادر الى مواجهات شديدة وطويلة في الجنوب والشمال وايران النووية والمنظمات الارهابية المنضوية تحت لوائها قد يرهبون الكثيرين من مواطني اسرائيل.

بعد شهرين سيلتقي رئيس الوزراء القادم بنيامين نتنياهو بالرئيس الجديد براك اوباما في البيت الابيض. اللقاء سيكون حاسما، سيكون على نتنياهو ان يقنع رئيسا حمائميا بفرض موقف متشدد على مؤسسة عسكرية غير معنية بهذا الموقف. محافظ اسرائيل سيحاول اقناع ديمقراطي امريكي في التصرف في ازمة الذرة الايرانية كما فعل جون كينيدي مع ازمة الصوايخ في كوبا. ان نجح نتنياهو سيتغلب الغرب على الخطر الاشد فداحة الذي يلوح له منذ انتهاء الحرب الباردة. وان فشل فستواجه اسرائيل اشد معضلة في تاريخها. الكثيرون يسخرون من نتنياهو لانه شبه التهديد الايراني بتهديد حرب النهضة. ايران النووية لن تتسبب في نهاية العالم بالضرورة الا ان طهران القوية كفرنسا ستتسبب في ظروف سياسية استراتيجية جديدة سيكون من الصعب على اسرائيل ان تحافظ على بقائها فيها لفترة طويلة. من الناحية الاخرى ان تصرفت اسرائيل بصورة سريعة فقد تعرض نفسها لمخاطر غير مسبوقة. من هناك يكون تحدي (2010) كما يلي:- ايران ستحصل على السلاح النووي خلال هذه السنة وستبني قنبلة نووية كبيرة جدا. قرار عام 2010 هو قرار وجودي.

تسيبي لفني قررت عدم المشاركة في قرار (2010) الوجودي. هي فرت من المسؤولية في لحظة حاسمة ومصيرية. فضلت مصلحة سياسية على مصلحة وطنية عليا. ولكن لفني ليست وحدها. التيار الوسطي المركزي من النخبة الاسرائيلية تصر على تجاهل ما يحدث . نفس العمى التاريخي الذي اصابنا بين حرب حزيران وحرب الغفران وها هو يضربنا من جديد. نفس الحديث المنفصم عن الواقع الذي ميزنا بين اوسلو وكامب ديفيد. النفي والنكران مستشريين. حتى تصريح قائد هيئة الاركان الامريكي الذي يفيد بأن طهران تمتلك مادة اشعاعية كافية لانتاج القنبلة الاولى غاب وسط الجلبة. في الوقت الذي تبرز فيه الحاجة للوحدة والجدية وحشد الطاقات تركز السياسة والاعلام على التفاهات.

اسرائيل ستصمد في عام (2010) مثلما كانت لها الغلبة في عام (1948) ولكن مثلما نبع انتصار (1948) من سلسلة قرارات صحيحة اقدم عليها بن غوريون بين (1946) و (1947) ها هو مستقبل اسرائيل يعتمد على القرارات المتزنة الدقيقة الجريئة. لفني قررت ان يكون نتنياهو هو صانع هذه القرارات وصاحبها. هي نفسها توجته في هذا الاسبوع باعتباره رجل الساعة. ومن هنا هي تدين لمواطني اسرائيل بالوقوف من وراء رئيس الوزراء الذي يوشك على الانطلاق نحو مهمة مصيرية عليا.

القرار (2010) يجب ان يكون قرارا صحيحا. ان اخطأنا هذه المرة فلن نتمكن من اصلاح خطئنا في المستقبل. التاريخ لن يكون معنا مرة اخرى: من هنا يتوجب الخروج من حالة النكران وفتح الاعين ورؤية الجليد. ان واصلنا الوقوف على الدفة والاستماع لالحان ايال اراد سنصطدم بالكتلة الجليدية لا محالة. ولكن ان صحونا وغيرنا اتجاه السفينية فسيكون بمقدورنا ان نمنع الكارثة.