خبر وزارة المالية ملائمة له.. معاريف

الساعة 09:16 ص|05 مارس 2009

بقلم: آفي رتسون

افيغدور ليبرمان هناك، وافيغدور ليبرمان هنا، وافيغدور ليبرمان في كل مكان في الوقت نفسه. يبدو انه منذ كان اريئيل شارون لم يوجد في دولة اسرائيل سياسي جد مختلف فيه كزعيم اسرائيل بيتنا. فمن جهة طائفة من اليساريين يسبون ويشتمون، جلس بعضهم معه في الحكومة نفسها الى ما قبل وقت قصير، ومن جهة ثانية جماعية من الانصار، من ابناء جميع الطوائف والتيارات، يرشحونه في المستقبل لمنصب رئيس الحكومة القادم لاسرائيل.

صحيح يمكن ان ننظر الى ايفيت بتشكك ويمكن الا نصدقه عندما يعرف نفسه في الان نفسه كرجل يمين وكمن هو مستعد للتخلي عن مناطق حول القدس، في اطار ما من الاتفاقات. تستطيع ان تحبه ويجوز لك ان تكرهه. لكنك لا تستطيع ان تتجاهله.

يثار اسمه في هذه الايام في اروقة كبار ساسة العالم من اقصى الارض الى اقصاها، في اكثر من مئة وسبع وعشرين دولة. يعترف الجميع بان الحديث عن سياسي ذكي موهوب. كذاك الذي تستطيع دولة اسرائيل ان تكون مباركة بمواهبه وقدراته على تحريك الامور وحصر العناية في المهم. بيد ان المهمة لدولة اسرائيل اليوم ليس هو المشكلات الخارجية التي لا يستخف بها احد، بل المشكلات الداخلية. الاقتصاد والبطالة والركود.

لن يكاد ليبرمان في وزارة الخارجية يكون متعلقا بنفسه وبقدراته. فمن الحقائق ان تسيبي لفني ايضا، برغم محاولات عديدة وحديث كثير عن تنازلات من اجل السلام، لم تنجح في التوصل الى اكثر من لقاء اخر لابي العلاء او حفلة كوكتيل اخرى مع وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس. فان الامور لم تكن متعلقة بها فقط ومن المنطقي ان نفترض ان ليبرمان، برغم قدراته، لن يكون هو الذي يأتينا بحسني مبارك واللقاءات مع رئيس مصر، اذا تمت ستظل تجري في شرم الشيخ او في الاسكندرية. واذا لم يوافق مبارك، في المنعقول ان نفترض ان قادة عربا اخرين لن يبادروا الى لقاء وزير الخارجية الاسرائيلي.

لهذا يبدو في الظروف الحالية، ان منصب وزير المالية ملائم اشد الملائمة لليبرمان. لان الذين ارسلوه الى الكنيست وجعلوا حزبه هو الثالث كبرا في البرلمان، هم الذين يحتاجونه اليوم اكثر من كل شيء واكثر مما كانوا دائما. اولئك الذين قبلوا حرفيا من جهة الشعار الدهناوي عن الاخلاص والمواطنة، وتوقعوا من جهة ثانية ان يوجد لهم عنوان للمشكلات الصعبة في حياتهم اليومية. وهم اقل اهتماما بالمحادثات مع سفراء من دول اجنبية. انهم يريدون سفيرا ناجحا منهم قرب الخزانة العامة. لا تفضلا واحسانا بل تصحيحا لمظالم تاريخية.

يقولون عن ليبرمان انه كسلان فضلا عن كونه شرها. وهكذا لن يكون لليبرمان في وزارة المالية امكان ووقت لتبطل.

ان وزير المالية روني بار اون الذي سئل امس كيف حدث انه بخلاف كثيرين من رفاقه في الحكومة ممن اكثروا السفر الى الخارج، خرج من البلاد مرة واحدة فقط في مدة ولايته كلها، اجاب ببساطة: اذا كنت تعمل بجد فلا وقت عندك لهذه الاسفار.

ولا يقل عن ذلك اهمية انه اذا كان ليبرمان يريد حقا ان يحقق في يوم من الايام حلما شخصيا وحلم كثيرين وان يكون اول مهاجر جديد يجلس في كرسي رئيس الحكومة، فيجب عليه ان يدرك ان الطريق الى تحقيق الحلم تمر بوزارة المالية. فهناك يمكن قياس نجاحه واسهامه بالحقائق والارقام.

ان التعاون بين ليبرمان ونتنياهو، الذي يفهم شيئا في الاقتصاد، ومن المحقق ايضا انه يذكر جيدا انه مدين لاولئك الذين عانوا من ولايته السابقة للمالية، قد يكون حلا ناجحا لمشكلات الاقتصاد الاسرائيلي. يجوز لمؤيدي ليبرمان ان يسموا اجراءا كهذا مواطنة تحتذى واخلاصا للناخب.