خبر اسرائيل هي اليهودي الذي كان مرة.. يديعوت

الساعة 09:14 ص|05 مارس 2009

بقلم: غي بخور

مستشرق

يصعب ان نصدق ان يسئل هذا السؤال مرة اخرى، لكن يا ويلنا، انه يثار مع ذلك كله بعد سبعين سنة والسؤال هو: اهنالك مكان لوجود يهودي في اوروبا؟ هل يستطيع اليهود في سنة 2009 ان يعيشوا كجمهور فخور في تلك القارة ذات الذاكرة الفظيعة؟ الجواب في ضوء الاسابيع الاخيرة لكن بحسبها فقط، هو جواب للنفي. فاليهودي لم يعد يستطيع ان يسير في الشارع حاملا شعارات يهودية، وان يمكث في مؤسسات يهودية غير محاطة برجال الشرطة والحراس، حبيسا وراء باب وقفل خائف. اجل يعيش من يخفي اية علامة يهودية ويذوب في المجتمع – الى ان يأتي عدم الارتياح مع رفاقه في العمل والمدرسة والحياة.

اتيح لي في الاشهر الاخيرة ان ازور واحضر امام عدد من الجماعات اليهودية في القارة الاوروبية، منها في تركيا وفرنسا وبريطانيا الى ما قبل العملية في غزة، ورأيت بأم عيني بؤس الوجود اليهودي. اجل اذا اخفوا نجمة داوود وعلامات اللباس الخاصة ووافقوا ان تبدو الكنسو مثل قناع مغلقة مثل الجيتوات، واذا اضطروا الى ان يجربوا التهديد في الشارع، وان يسمعوا بحوادث عداء للسامية اخذت في الازدياد فهنالك مكان للوجود اليهودي، الخائف والخجل والخاضع.

لكن الشعور بالامن في بلادهم غير موجود حقا.

معاداة السامية ظاهرة اوروبية، عندما يجعل ملايين المسلمين الذين يغرقون القارة النزاع مع اسرائيل واليهود فأسا يحفرون بها لتحسين مواطىء اقدامهم في القارة. تستغل الازمة الاقتصادية العالمية للتحريض على اليهود وعلى دور الاستثمار تلك التي استمتع العالم بها نصف قرن، والان مع وجود الخسائر "ما يزال المالي اليهودي يسيطر على العالم"، كما قررت على نحو مدهش نائبة وزيرة خارجية جنوبي افريقيا.

اخذ هذا الاتجاه يزداد زخما في العالم وليست له اي صلة باسرائيل فاسرائيل هي الاداة التي يحققون بواسطتها انجازات. اسرائيل هي اليهودي الذي كان ذات مرة.

عندما اصبح يوجد في تركيا او في ايطاليا من يعلمون حوانيت اليهود كي لا يشتري منها المحليون، فأي مستقبل لابناء نحو من ثلاثة ارباع مليون من اليهود موزعين في غربي اوروبا؟ انتم تعملون من اجل دولة تتذكر دائما انكم اجانب. اغنيتم بعد الحرب العالمية الثانية دولا، تفرق مظاهرة يهودية صامتة في العاصمة السويدية خوفا من عنف المسلمين هنالك فقط. اي مستقبل لكم في هذه القاهرة التي اخذت تعتنق الاسلام؟

وما الفرق بين 1939 وبين 2009؟ الفرق انه يوجد اليوم بخلاف ما كان انذاك دولة لليهود، دولة ناجحة وغنية مستوى الحياة فيها لا يقل بنسب كبيرة جدا عما في اوروبا. كان معدل دخل الفرد في بريطانيا 39 الف دولار في شهر كانون الاول والاخير (معطيات صحيفة الاكونومست البريطانية) وفي اسرائيل 29 الف دولا في الشهر نفسه.

اتركوا القارة التي تتذكر بخفقان قلب سريع معاداتها للسامية، فنحن في اسرائيل في حاجة اليكم. ان زيادة مئات الاف من اليهود المتقدمين ستقوي اسرائيل، وتحسم وهم من يحلم من عرب اسرائيل بالتغلب الديموغرافي، وستصبح قوة اسرائيل الاقتصادية مطلقة. انتم الذين ستأتون الان الى هنا ستجعلون اسرائيل واحدة من اغنى عشر دول في العالم لا واحدة من اغنى عشرين دولة في العالم لاننا قد حققنا هذا.

يوجد لكم وطن، فلماذا توافقون على ان تكونوا مواطنين من الدرجة الثانية او الثالثة؟ لماذا تخافون اظهار انكم يهود؟ وانت تهاجموا في محطات القطار في الليل؟

هذا هو الفرق الكبير. لن تأتوا من اجل اسرائيل فقط، بل من اجل هويتكم ومن اجل مستقبل ابنائكم.

نما الاستيطان في اسرائيل دائما في فترات مطاردة اليهود – ان هذا هو هدف الصهيونية، وبهذا نعود الى القاعدة الفكرية الابسط للحركة اليهودية القومية وهي ان نكون بيتا لليهود المطاردين في العالم.

بخلاف ما اعتدتم سماعه في الاعلام العالمي ليست اسرائيل هي المشكلة بالنسبة اليكم يا يهود اوروبا بل هي الحل.