صحفي سوداني ينعت ويوبخ وزير خارجيته بسبب التطبيع

الساعة 05:26 م|31 أكتوبر 2020

فلسطين اليوم

وبّخ صحافي سوداني، في شريط تناقله العديد من المواقع الإلكترونية، وزير خارجية بلاده عمر قمر الدين، بسبب التفاهم الذي توصلت إليه حكومته للتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وشنّ الصحافي عمار محمد آدم، خلال ندوة سياسية تحمل اسم "كباية شاي" نظمتها صحيفة "التيار"، هجوما عنيفا على الوزير قمر الدين مستخدما كلاما حادا ضد الشخصيات الحاكمة والتطبيع.

وقال: "أنتم تطبّعون مع الاحتلال الإسرائيلي وتتهربون من ذلك، كل الدنيا تتحدث أن السودان قد طبع مع "إسرائيل"، ولم تصدر منكم بيانات واضحة تنفي ذلك". وتابع: "بل إنكم تماديتم وجاء وفد "إسرائيلي" ومكث في الخرطوم عدة ساعات، والتقى مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، بحضور الفريق عبد الفتاح البرهان".

وأضاف: "نحن الآن أصبنا في كرامتنا، أصبنا في عزتنا، أنتم الذين أتيتم من أوروبا وأمريكا كنتم تتسكعون في شوارعها وتذهبون إلى البرلمانات وتطالبون أن يوضع السودان في قائمة الإرهاب، لا يستقيم هذا عقلا ولا منطقا، وأنت الشخص الذي كان السبب الرئيسي في وضع السودان في قائمة الإرهاب".

وواصل آدم حديثه مخاطبا وزير الخارجية: "أنت لا تستحق هذا المنصب، وكل هؤلاء الذين جاؤوا من أوروبا غير جديرين بأن يحكموا هذا الشعب العظيم، والشعب السوداني والأمة الإسلامية عن بكرة أبيها تقول: لا لإسرائيل ولا للتطبيع".

وألقى عمار محمد آدم في ختام كلامه بالميكروفون نحو الوزير تعبيرا عن غضبه، وسط تصفيق الحضور.

وقال قمر الدين مدافعا عن التطبيع، إنه "لم يتم بإملاءات وضغوط من الإدارة الأمريكية، وإنما تقدير موقف من المسؤولين في مجلسي السيادة والوزراء".

واستطرد: "لم يكن أمامنا خيار غير اقتناص الفرصة الضيقة المتاحة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، بقبول التطبيع، مع اشتراطنا أولا إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب". ولفت إلى أن "ما تم حتى الآن هو اتفاق مبدئي على التطبيع، وليس تطبيعا كاملا، ويجب المصادقة عليه من المجلس التشريعي".

إلى ذلك وعلى الرغم من إعلان الولايات المتحدة عن التوصل إلى اتفاق التطبيع بين السودان وإسرائيل، يوم الجمعة الماضي، إلا أن الأخيرة هي التي توسطت من وراء الكواليس، خلال الأشهر الأخيرة، بين ترامب والخرطوم، ودفعت واشنطن إلى صفقة ثلاثية تشمل إخراج السودان من القائمة الأمريكية للدول الداعمة للإرهاب. وشملت هذه الوساطة "الإسرائيلية" لقاء سريا جمع وزير جيش الاحتلال، بيني غانتس، برئيس المجلس السيادي في السودان، عبد الفتاح البرهان.

ويزعم باراك رافيد المحلل السياسي في موقع "واللا" الإخباري أن "الصفقة التي أعلن عنها ترامب، يوم الجمعة الماضي، جرى نسجها بقدر كبير نتيجة علاقات ثقة وثيقة بين مسؤولين في مكتب نتنياهو ومسؤولين في قيادة السودان"، حسبما نقل الموقع الإلكتروني.

وقبل ذلك عيّن نتنياهو، مسؤولا في جهاز الأمن العام "الشاباك" مبعوثا خاصا له إلى العالم العربي وأفريقيا، لتطوير العلاقات مع دول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل". ويعرف هذا المبعوث الخاص باسم "ماعوز"، ويوصف أيضا كمسؤول عن "ملف السودان".

وأضاف رافيد أن الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، بعث رسائل إلى "إسرائيل" في أعقاب المظاهرات ضده، في بداية العام الماضي، في محاولة لإنقاذ حكمه. وأجرى محادثات هاتفية مع "ماعوز"، لكن في الجانب "الإسرائيلي" تقرر عدم التعاون معه. على حد زعمه.

وفي مطلع العام الحالي، أي بعد أشهر على الإطاحة بحكم البشير، استؤنف الحوار بين قادة السودان الجدد وإسرائيل، عبر المحامي "الإسرائيلي" البريطاني، نيك كوفمان، الذي يقدم الاستشارة للحكومة السودانية المؤقتة بشأن تسليم البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية.