في ذكرى شهداء نفق الحرية.. بقلم أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي

الساعة 11:02 ص|31 أكتوبر 2020

فلسطين اليوم

في ذكرى استشهاد القائد عرفات ابو مرشد وإخوانه من جنود سرايا القدس وكتائب القسام يتأكد للشعب الفلسطيني أن ميادين المواجهة هي العنوان الحقيقي للوحدة الفلسطينية ( وحدة الهدف والمصير والعدو المشترك). عرفنا أبا عبدالله قائداً مقداماً صنديداً عنيداً قوياً عنيفاً على الصهاينة المحتلين ، لم تخلُ مواجهة منذ نعومة أظفاره إلّا وتراه في مقدمة الثائرين ، أُصيب فى أكثر من مواجهة ، حاول العدو الصهيوني اغتياله أكثر من مرة والله ينجّيه ، ونائبه القائد الشهيد حسن أبو حسنين رحمه الله لم يكن أقل إقداماً وجرأة من أبى عبدالله ، كانا دائماً متلازمين فى المواجهات وهما أول من ضرب تل أبيب عام ٢٠١٢م بصاروخ فجر 5  انتقاماً للشهيد أحمد الجعبري قائد القسام الذى اغتالته قوى الغدر  الصهيونية .

كان أبو عبدالله ابو مرشد متميزا بأدبه وحياءه وصمته ، وكنّا نعلم أن صمته مقاومة لا تهدأ ولا تخبو نيرانها في الميدان.

أمعن العدو الصهيوني في جرائمه ضد أسرانا داخل السجون ولم يَرُق ذلك لحركة الجهاد الإسلامي التي انطلقت في فعالياتها الجماهيرية دعما للأسرى داخل السجون وحركت الشارع الفلسطيني من رفح الى جنين في مظاهرات وفعاليات لم تتوقف ، وجاء التكليف من أبى عبدالله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رحمه الله الى أبى عبدالله أبو مرشد قائد لواء سرايا القدس في محافظة الوسطى لحفر نفق أسماه الأمين العام " نفق الحرية" يصل الى داخل أراضينا في ال٤٨ لخطف جنود صهاينة من أجل تحرير أسرانا المعذبين داخل سجون الاحتلال، وسرعان ما قام البطل الشهيد ومعه جنود سرايا القدس بتنفيذ المهمة ، وفى منتصف الطريق قدّر الله سبحانه أن يكتشف العدو الصهيوني النفق ويصب جام حقده على ابطال سرايا القدس الذين يحفرون بأياديهم نفق الحرية يريدون نيل شرف تحرير الأسرى الابطال ، ويقوم العدو الصهيوني بقصف النفق ورش غازات سامة داخله وعندما وصل الخبر الى القائد الشهيد أبى عبدالله تحرك مسرعاً لإنقاذ جنوده فى النفق وأصر على أن يدخل النفق بنفسه وهو يصرخ فيمن حوله " حياتي ليست أغلى من حياتهم " وهذا مبتغى الصهاينة الأساسي الذين يعرفون شخصية أبى عبدالله جيداً وهم الذين استهدفوه كثيرا ولم يستطيعوا ان ينالوا منه أو يكسروا همة المقاومة لديه ، وما أن علموا أن القائد دخل النفق حتى ضاعفوا كميات الغاز القاتل باتجاهه حتى استشهد البطل وترجل عن فرسه ، وتعانقت روح القائد مع رفيق دربه حسن ابو حسنين الذى سبقه لإنقاذ الشباب ، وتعانقت ارواح أبناء السرايا مع أبناء القسام الذين جاءوا لينقذوا إخوانهم فكان المصير واحد لجنود السرايا والقسام وهو الشهادة في سبيل الله ومن اجل تحرير الأسرى الفلسطينيين من السجون الصهيونية .

ونحن نستذكر شهداء نفق الحرية الابطال نؤكد أن المقاومة مستمرة ولن يقر لها قرار او يهدأ لها بال طالما أن أسرانا وأسيراتنا يعانون الويلات من الجلاد الصهيوني داخل السجون

كلمات دلالية