خبر خبير مصري :على ليبرمان الاعتذار عن تهديداته بضرب السد العالي

الساعة 07:41 ص|05 مارس 2009

فلسطين اليوم-وكالات

نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن مسئولين وخبراء مصريين، تحذيرهم من مغبة تعيين اليميني المتطرف، أفيجدور ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" وزيرا للخارجية في الحكومة الإسرائيلية القادمة برئاسة بنيامين نتنياهو، إثر تصريحات لمسئولي حزب "ليكود" حول ترشيحه "بقوة" لشغل المنصب خلفا لتسيبي ليفني، التي رفض حزبها "كاديما" المشاركة في الحكومة الائتلافية.

 

وذكرت الصحيفة، أن "احتمالية تعيين ليبرمان وزيرا لخارجية إسرائيل أثارت حالة من القلق الشديد والهلع لدى الدول العربية والأوروبية والولايات المتحدة نفسها، وأوضحت أن "تلك الدول لا تتجاهل حملته الانتخابية التي كان يديرها تحت شعار: "لا مواطنة بدون ولاء"، و"ليبرمان بمفرده يفهم العربية"، كما أنها تتذكر جيدا تصريحاته التي تهدد فيها بقصف السد العالي وأقواله ضد الرئيس المصري حسني مبارك.

ووصفت ليبرمان بأنه يُعد بالنسبة للمصريين "شخصية غير مرغوب فيها بعد تصريحاته في بداية الانتفاضة الفلسطينية (عام 2000م)، التي هدد فيها بقصف السد العالي في أسوان إذا أدخلت مصر قوات عسكرية إلى سيناء، فضلا عن تصريحاته ضد الرئيس المصري حسني مبارك خلال جلسة البرلمان الإسرائيلي منذ أربعة أشهر".

وليبرمان المعروف بآرائه المتطرفة دائم المطالبة بقصف السد العالي في مصر بهدف إغراق الشعب المصري، بحجة أن اتفاقية السلام التي وقعها النظام المصري مع إسرائيل لم تكن حقيقية، لأن مصر لازالت تدعم المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني.

كما شن هجوما عنيفا على الرئيس المصري في كلمة أمام الكنيست في معرض انتقاده لعدم زيارته لإسرائيل وعدم قيام مصر بجهود كافية لإغلاق الأنفاق إلى قطاع غزة، وقال: "إذا لم يشأ مبارك زيارة إسرائيل فليذهب إلى الجحيم".

ونسبت الصحيفة إلى مصادر مصرية ـ لم تسمها ـ قولها، إن "تصريحات ليبرمان تعد هي الأولى منذ توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل التي يقوم فيها سياسي إسرائيل بارز بتهديد القاهرة وبشكل صارخ".

وأضافت نقلا عما أسمته مصدر مصري خبير بالشئون المصرية الإسرائيلية، تأكيده أن "ما قاله ليبرمان على السد العالي هو تهديد واضح وصريح، فالحديث هناك لا يدور عن انتقاد خاص بدور القاهرة في وقف التهريب عبر أنفاق سيناء وهو الأمر الذي تستطيع مصر مواجهته".

وتابع: "حسب رأيي، يخطئ من يظن أن المصريين سيقبلون بوجود ليبرمان في القاهرة حتى إذا قاموا بتعيينه وزيرا للخارجية فعليه قبل أي شيء أن يعتذر عما قاله في تصريحيه المنسوبين إليه"، مؤكدا أن "ليبرمان لا يعد مشكلة القاهرة الأساسية في الحلبة السياسية الإسرائيلية؛ فهي تعتبره مجنونا متشددا وأحد الباحثين عن الأرباح السياسية مستخدما في هذا إهانة مصر".

لكنه رغم ذلك قلل من خطره على مصر، لأنه "لا يملك أجندة سياسية؛ فهو رجل شعارات، لكن الشخص الذي يمثل تهديد كبيرا جدا للقاهرة هو يوفال شطاينتس رئيس لجنة الأمن والخارجية بالكنيست والذي يحمل أجندة سياسية تعتمد على مبدأ اعتبار مصر تهديدا لإسرائيل".

حالة الرفض نفسها عبرت عنها أيضا مصادر بالجاليات اليهودية في عواصم أوروبا، بقولها إن "هناك حالة من القلق سادتهم مؤخرا تخوفا من تعيين ليبرمان في منصب وزير الخارجية"، محذرا من أن ذلك "سيساهم في زيادة الموافق المتشددة ضد إسرائيل وسط معسكرات اليمين واليسار والوسط بالقارة الأوروبية".

ونقل عن أوري نير المتحدث باسم حركة "السلام الآن" بالولايات المتحدة، إن "هناك حالة من الذعر وسط الداعمين لإسرائيل في واشنطن"، مضيفا أن "الذعر يتركز في مدى تأثير تعيين ليبرمان وزيرا للخارجية على الأمن القومي الإسرائيلي".

إلا أن صحيفة "عنيان مركزي" الإسرائيلية لاحظت أن ليبرمان "حاول خلال عدة أسابيع أن يفعل كل ما يستطيع لتهدئة مصر بعد توصياته لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بقصف السد العالي وإغراق ملايين المصريين".

لكنها استبعدت رغم ذلك، أن يكون لمحاولاته هذه أثرها على موقف مصر منه، "لا يوجد أمل في أن يتنزه بالقاهرة أو شرم الشيح أو يلتقي بالرئيس مبارك، كما كان يحدث مع تسيبي ليفني ومن قبلها سيلفان شالوم"، وأضافت أن "ليبرمان معروف في الدول العربية باسم (هيدر الإسرائيلي) وهي التسمية التي تعبر عن نازية ليبرمان ومواقفه الفاشية تجاه عرب 48 والعرب بشكل عام".