خبر ربما يزيل نتنياهو موقعا استيطانيا ما -معاريف

الساعة 11:10 ص|04 مارس 2009

بقلم: جدعون سامت

 (المضمون: من كان ينتظر مواجهة شديدة بين ادارة اوباما وحكومة نتنياهو فلربما يخيب ظنه -المصدر).

اليسار المضروب ينتظر ها هنا انهيار حكومة يمين متطرفة ازاء ادارة اوباما. قد تتحقق النبوءة. ومن الممكن جدا الا تتحقق. استعملت السياسة الامريكية الخارجية دائما القوة الفظة احيانا على الخصوم. وتركت تهذيبها المنضبط للحلفاء. وقد مالت في الحالتين الى المبالغة.

استحوذت اسرائيل على تاييد امريكا بحق. لكنها لم تخدش عندما عوقت جهود واشنطن لتقديم تسوية مع الفلسطينيين وعندما اصرت على رفضها طلبا شديدا بتجميد المستوطنات وازالة المواقع الاستيطانية. اصبح الرئيس بوش الابن متعاونا. قد يستمر هذا الاستخفاف الاسرائيلي. كسر لطف البيت الابيض عدة مرات. بتحذير الرئيس ايزنهاور الذي اضطر منذ اليوم الى الانسحاب من سيناء بعد حرب 1956. وعندما ضاق جيمس بيكر وزير خارجية بوش الاب ذرعا بحيل تأجيل اسحاق شامير قطع الصلة ودعاه الى الاتصال بمركزية البيت الابيض اذا اصبح عنده شيء جديد يقوله. وهكذا نشأ مؤتمر مدريد الذي هو احد الاحداث المهمة في الطريق الى اتفاقات رابين – عرفات.

كانت هذه حالات شاذة. قال براك اوباما في اول خطبة له بعد ادائه اليمين الدستورية انها سيعالج "على نحو عنيف" تسوية النزاع الاسرائيلي – العربي. يحل لكم التشكيك. يستطيع بنيامين نتنياهو ووزير خارجية مثل افيغدور ليبرمان ان يجدا صيغ استمرار الطريقة التي اثبتت جدواها الا وهي كسب الوقت ومنع ضربة امريكية. في العقد الاخير من ادارتي بوش الاب والابن زادت المستوطنات بنحو الثلث. قبلت اسرائيل خريطة الطريق (مع 12 تحفظا) ومسيرة انابوليس، ولم تفعل بهما شيئا. تأتي الحكومات وتمضي، وحكومة العمل ايضا وقد تعلمت ان لا حاجة الى قول لا لامريكا. حسبها ان تتغاضى وتؤجل. وهكذا نجحت في جعل تهديد الضغط الامريكي القديم عقيما. الان ربما يزيل نتنياهو موقعا استيطانيا ما ويعلن نية خيرة. تحدث ايهود اولمرت على نحو حسن لكنه لم يفعل الكثير.

ضعفت جماعة الضغط اليهودية في مجلس النواب الامريكي. لكن في كل سنتين يرشح للانتخاب مئات الساسة في مجلس النواب وفي مجلس الشيوخ. ما تزال الايباك هي الاداة غير الحزبية الاكثر تطورا لمساعدة حملاتهم. يتغلغل مؤيدوها الى البيت الابيض. الرجل القوي في منتخب اوباما هو رئيس مقر قيادته رام عمانوئيل. تحدثت الصحيفة الاسبوعية "نيويوركر" هذا الاسبوع كيف اعتاد عمانوئيل، وهو ابن لاب اسرائيلي التهنئة بقوله "ما زال توف".  يهنىء كثيرون من اليهود الامريكيين على هذا النحو. احاط عمانوئيل نفسه بمقربيه. سيكون الضغط الشديد على اسرائيل اجراءا ثوريا بالنسبة للبيت الابيض على نحو لا يقل عما كان في الماضي.

بشرت هيلاري كلينتون بالاسلوب المريح والمؤيد في كلامها امس. لم تقل كلمة واحدة علنا عن دولتين للشعبين. من المتوقع ان من السابق اوانه المشاجرة. لكن سيكون لنتنياهو بعد ذلك ايضا ما يقوله عن صعوباته في الائتلاف المتعب. ماذا سيفعل به الامريكيون لجره رجليه في القضية الفلسطينية؟ وذلك في الاساس عندما يقوم علاج مشكلة ايران على راس سلم اولويات الرئيس الجديد؟ ولنفرض ان اوباما سيحرز اخلاء عدد من المواقع الاستيطانية وتحديد توسيع المستوطنات. ماذا سيكون بعد؟ هل سيواصل الضغط ويسقط حكومة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة؟

لن يسقط اوباما حكومة نتنياهو. فايامها ستقصر بسبب تشكيلتها المشكلة في القضايا الداخلية. الخوف الحقيقي من سلوك البيت الابيض ان يكون الطف بنا مما تحتاجه مصلحته الاقليمية. انظروا الى كلينت ايستوود في فلمه الجديد "غرانت تورينو"، كيف لان ولطف هذا الرمز الامريكي. الفيلم خلاصة صورته السينمائية من استعمال المسدس بمهارة حتى السلامة السياسية. سيختار البيت الابيض، في الوضع السياسي المعقد عندنا الحسن الحازم لا الشر والقبيح. لن يكون هاري القذر. واذا كان حقا كذلك فانه لن يسدي لنا اي جميل.