خبر حملة عابثة -معاريف

الساعة 11:07 ص|04 مارس 2009

بقلم: شلومو غازيت

 (المضمون: يتبين من الحملة في غزة انه يمكن هدر اهداف استراتيجية ومعركة عسكرية حتى عندما تكون الحملة ذاتها قد نفذت بلا أي شائبة تقريبا  المصدر).

ثلاثة أسابيع القتال في إطار حملة "رصاص مصور" منحت إسرائيل نصرا واضحا على حكومة حماس. الهدف الاساس – استئناف اثر الردع الاسرائيلي – تحقق بقوة المعلومات الاستخبارية الكاملة والدقيقة التي وضعت تحت تصرفنا في اثناء القتال، بقوة الاستخدام المكثف لسلاح الجو، بفضل عمل قوات الجيش الاسرائيلي في نطاق القطاع الأمر الذي اثبت ان القوة البرية لا تتردد في المواجهة في منطقة مبنية ومأهولة بكثافة. فضلا عن ذلك، فقد تعلمت قيادة الجبهة الداخلية جيدا دروس لبنان الثانية والقيادة الى جانب السلطات المحلية ادت مهامها على نحو رائع.

ولكن، من اليوم الذي تحقق فيه وقف النار بدأ التدهور. كل يوم اضافي يمر منذئذ (وقد مرت ستة اسابيع حتى الان) هو يوم آخر من الهدر للفرصة، هو يوم آخر يعيدنا الى الايام الصعبة قبل 27 كانون الاول، وربما ابعد من ذلك، اذ في حينه كنا لا نزال نعلق الامال بالمبادرة بخطوة عسكرية هجومية، اما اليوم فنحن نقف في ظل هدر الفرص وفشل هذه الخطوة.

أين أخطأنا؟ يحتمل ان يكون ممكنا تعليق الذنب على الحملة الانتخابية. محظور على اسرائيل ان تنطلق في خطوة عسكرية كبيرة حين تكون العناصر التي تشكل الائتلاف الحكومي تتنافس فيما بينها، قبيل يوم صندوق الاقتراع المقترب. محظور الانطلاق الى معركة حين يكون لرئيس الوزراء، لوزير الدفاع ولوزير (أو وزيرة) الخارجية أجندة مختلفة، في ظل المنافسة والمناكفة المتبادلة.

ولكن بشكل عملي، بينما انطلق الجيش الاسرائيلي جاهزا جيدا الى الحرب، القت الحكومة به الى المعركة دون أن تحدد مسبقا اهداف القتال. لم يكن ممكنا الاكتفاء بالاثبات بان قوات الجيش الاسرائيلي قادرة على العودة الى الدخول الى القطاع والسيطرة على اجزاء هامة من المنطقة. كان مطلوبا جواب واضح على الاسئلة التالية: كيف نسعى الى منع استئناف التهريب لوسائل القتال من سيناء بانفاق فيلادلفيا؟ كيف سنفرض على مصر تغيير سياسة "غض النظر" عما يجري؟ ما هو هدف نشاطاتنا في شمال القطاع – استعراض القوة ام السيطرة على معاقل حماس؟ كيف سنستغل الحملة لتحرير جلعاد شليت؟ وأخيرا، ما هو اطار ساعة الرمل السياسية التي تحت تصرفنا، وكيف سنستغل ايام العيد التي في العالم الغربي وتاريخ هدف انتهاء ولاء جورج بوش في البيت الابيض؟

كل هذه الاسئلة لم تبحث في أوانها، مسبقا، ولم تصبح تعليمات واضحة من القيادة السياسية لرئيس الاركان. وعندها جاء الخطأ الاكبر لوقف كل الاعمال المبادر اليها من طرفنا والاخراج الفوري لقوات الجيش من نطاق القطاع قبل أن يتحقق اتفاق جديد. في هذه النقطة انهينا القتال في ظروف اسوأ بما لا يقاس عن حرب لبنان الثانية. هناك وفي حينه لم يتوقف القتال ولم تسحب قوات الجيش الا بعد ان اتخذ قرار مجلس الامن رقم 1701، القرار الذي قبلت به ايضا حكومة بيروت، حزب الله ودمشق. اما في قطاع غزة، فنحن نأمل في الوصول الى اتفاق بعد أن لم تتبقى في ايدينا روافع ضغط. يتبين، إذن، انه يمكن هدر اهداف استراتيجية ومعركة عسكرية حتى عندما تكون الحملة ذاتها قد نفذت بلا أي شائبة تقريبا.