خبر نشارة في شرم الشيخ- يديعوت

الساعة 11:05 ص|04 مارس 2009

بقلم: ايتان هابر

 (المضمون: ان عقد مؤتمر شرم الشيخ بغير حضور اسرائيل دليل على ان اسرائيل اخذت تفقد مكانتها المتميزة عند الولايات المتحدة خاصة وعند الاوروبية الاخرى عامة - المصدر).

ذات يوم انهارت تباعا رفوف كتبي في منزلي محدثة ضجيجا عاليا. تبين لنجار استصرخ لانقاذ بقايا خزانة كتبي سريعا جدا ان رفا واحدا، واحدا فقط، قرضته دودة الخشب، تحطم على الرفوف الاخرى التي انهارت هي ايضا. سالني "الم تلحظ قرض الدود؟". انذاك تذكرت انني رأيت مرة او مرتين شيئا قليلا من نشارة على الرفوف، ازلتها بخرقة ومضيت الى يومي العادي.

تذكرت هذه القصة غير المهمة هذا الاسبوع، عندما رأينا على شاشة التلفاز واحدا وثمانين ملكا ورئيسا ورئيس حكومة ووزيرا في المؤتمر الذي عقده رئيس مصر في شرم الشيخ. تناول المؤتمر قضيتنا في غزة المجاورة لنا. واحد وثمانون من اكابر العالم – ومن الذي لم يدع؟ صحيح، ممثل دولة اسرائيل، سواء اكان رئيسا او رئيس حكومة او وزير الخارجية معا او على حدة.

سيقولون في شوارع عسقلان وازقة القدس ماذا يعني، من ذا يحتاج اليهم؟

لقد شاركت في المؤتمر ايضا وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، التي يقرنون الى اسمها على نحو عام لقب "صديقة اسرائيل"، والرئيس ساركوزي الذي تجلل هو ايضا بلقب مشابه، واخرون – ولم يصرخ احد منهم ولم يسأل ولم يرد ولم يقل كلمة واحدة عن غياب مندوبي اسرائيل.

سيقولون هذا امر لا شأن له. ونقول: في سنين سابقة لم يكن يخطر في بال رئيس مصر ان يبادر الى حدث كهذا بغير دعوة مندوبي اسرائيل، ولو حدث شيء كهذا لهزت امريكا القصر في القاهرة وزعزعت الكرسي. من شبه اليقين انه كان سيأتي القاهرة من واشنطن رسالة سرية تقول: لن نأتي، ولن تحصلوا على سنت واحد، ونقول بالمناسبة كم هي المساعدة الامريكية لمصر؟ املياران املياران ونصف؟.

هنا امامنا الحقيقة المرة وهي ان اسرائيل تفقد رويدا رويدا كنزها الرئيس الذي كان لها لسنين طويلة مع الولايات المتحدة الا وهو العلاقة الحميمة. التفاهم الصامت، بغمزة عين، وبقول في الهاتف لا يبلغ اذان الصحافيين. ذات مرة عندما يصبح من الممكن الحديث، ستروي الصحف والكتب قصصا مثيرة عن العلاقة الحميمة النادرة التي لا نظير لها، والتي كانت بين واشنطن والقدس، بين "المكتب البيضوي" وديوان رئيس الحكومة. سيكون من المضمون انذاك لكاشف القصص ان الدولة كلها ستقف دهشة ولم تصدق. الان يعرض لنا السيد اوباما والسيدة هيلاري من واشنطن ومن شرم الشيخ بان قواعد اللعب تغيرت.

كان يجب علينا ان نعلم ذلك منذ وقت طويل. اسرائيل تفقد حسنها في نظر الولايات المتحدة، وفي نظر الادارة بلا شك. واسوء من ذلك ان اسرائيل تفقد حسنها وضرورتها في نظر يهود الولايات المتحدة، واخذت العلاقة بينهم وبيننا تضعف. ان الادارة الامريكية، كل ادارة، تلحظ هذه الظاهرة الجديدة، تدرك انه لن تحدث اي كارثة اذا اتت السيدة كلينتون في زيارة اولى ورمزية، مصر خاصة، وشرم الشيخ خاصة. اليس هذا عجيبا؟ ان من يعرف الدقائق الصغيرة للدبلوماسية يدرك جيدا ان هذه هي البداية فقط.

على هذه الخلفية تزداد حدة ظاهرة سلب الشرعية عن اسرائيل في بلدان اوروبا. ما يزال ذلك في بعضها لا كلها والحمد لله، لكن لا يمكن الا نلحظ ظاهرة تزداد سوءا عند الحكومات وفي الجامعات وفي الاعلان. ان التعبيرات المعلنة، واحداث الشغب والمظاهرات هي اهتزازات جهاز قياس الزلازل؛ وما يزال ذلك بقوة لا تجعلنا مطرودين لكننا في الطريق الى هناك.

وبعد كل ذلك، بعد فقدان العلاقة الحميمة بالولايات المتحدة وبدء مسيرة سلب الشرعية في اوروبا، اتريدون ان تقصفوا ايران؟ وان تبادروا الى قطيعة مع طهران؟ وان تجندوا العالم لمواجهة قنبلة خمينائي واحمدي نجاد؟

اتذكرون قصة خزانة الكتب التي انهارت؟ ان مؤتمر هذا الاسبوع من غيرنا في شرم الشيخ هو النشارة التي رأيناها على الرف وأزلناها بالخرقة. لأنه لا شأن كبير لنشارة خشب في الخزانة.