خبر عصاة سحر عابثة -هآرتس

الساعة 11:04 ص|04 مارس 2009

بقلم: أسرة التحرير

لو ان الاسماء الكبيرة كان بوسعها أن توقف الصواريخ لكانت الجبهة الاسرائيلية الداخلية منذ زمن لا تخضع لخطر صوارخ القسام، الكاتيوشا والغراد على انواعها. "قبة حديدية" و "عصا سحرية" – من هو العدو الذي سيتجرأ على اطلاق سلاح صاروخي نحو الجليل والنقب حين تكون اسرائيل مزودة بمنظومات تحمل مثل هذه الاسماء الرائعة. غير ان الواقع اكثر قتاما من عقول مخترعي الشعارات، والحديد والسحر لا يزالان بعيدين عن حماية اسرائيلي واحد وحيد.

تقرير مراقب الدولة، الذي نشر هذا الاسبوع فقط – سبب الانتخابات والانتظار لاداء الكنيست الجديدة اليمين القانونية – وان كان استكمل ورفع قبل اكثر من شهرين، يصف في صفحاته التي تورد الحقائق، بصياغة موضوعية، صورة شديدة. القاضي المتقاعد ميخال ليندشتراوس، رئيس دائرة الامن في مكتبه، اللواء احتياط يعقوب اور، وزملائهما اصدروا عملا جديرا بكل ثناء. يخيل أنه لم يغريهم الاعتقاد بجملة الحجج، الذرائع والمعاذير للمنتقدين.

التقرير الخطير، ولا سيما في فصل الدفاع ضد السلاح الصاروخي، يثبت مرة اخرى كم هو محظور ترك جهاز الامن يستعيد لنفسه الاحتكار، الذي تمتع به حتى قبل عقدين من الزمان، على تقديم المعلومات للجمهور. في السنوات الاخيرة ظهر تراجع في هذا المجال، بتشجيع من رئيس الوزراء ايهود اولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك. تقرير الرقابة يدل لماذا: لكليهما، لشركائهما في المسؤولية عن القصورات كان هناك ما يخفى.

الشركاء ليسوا قلائل. كل من شغل منصبا في العقد الاخير في سلسلة القيادة – رئيس وزراء، وزير دفاع، وزير مالية، رئيس اركان، مدير عام وزارة الدفاع او مسؤول عن البحث والتطوير الامنيين – يتحمل جزءا من المسؤولية. فهم لم يحسنوا التوقع بحجم الضرر القائم في الصاروخ، لم يوفروا أولوية سليمة لايجاد رد مناسب وسريع ولم يراقبوا كما ينبغي الاجهزة التي يترأسونها. تقرير الرقابة لا يدعي الفساد وفي الغالب ايضا لا يؤيد مواقف مجموعات الضغط التي تطالب بحلول اخرى (منظومة الليزر ناوتيلوس). ولكنه يطرح التخوف من أن الوزراء، الضباط والموظفين يحرصون اكثر على حماية مكانتهم، قوتهم واجهزتهم مما يحرصون على حماية المواطنين المتعرضين للصواريخ.

الحكومة التي توشك على التشكيل ملزمة بان تقرأ جيدا تقرير مراقب الدولة وان ترى فيه موجها لعمل فوري لاصلاح الخلل في الدفاع عن مواطني اسرائيل.