خبر كاتب ونائب لبناني سابق: الدكتور رمضان شلّح يتمتع بنفس وحدودي أصيل

الساعة 05:33 ص|04 مارس 2009

فلسطين اليوم : الدوحة

قال الكاتب والنائب اللبناني السابق ناصر قنديل إن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة أفقد ثقة الصهاينة في أنفسهم وفي جيشهم، لافتا  إلى أنه خلال هذا العدوان لم نشهد فلسطينيا يحمل فراشه ويطلب اللجوء في المعابر ، مثلما حدث في نكبات 1948 ، 1967و ، مؤكدا أن ثبات الفلسطيني معطى جديد زعزع الثوابت الصهيونية.

وكان قنديل يتحدث في ندوة استضافها الصالون الثقافي في الدوحة مؤخراً بعنوان "مستقبل المقاومة بعد حرب غزة".

وقال إن إسرائيل فشلت مرتين فيما أسماه بـ "ورقة الجغرافيا" ، و"الجدار" ، معتبرا أن جدار الفصل العنصري إعلان لخسارة الجغرافيا ، وأنها بدأت تضيق ، ثم انتقلت إلى حرب الديموغرافيا بتهجير الفلسطينيين ، موضحا أن أحزاب حرب الحدود في الكيان الصهيوني خسرت ، في حين أن أنصار "حرب الوجود" هي التي انتصرت ، وبما أن الجغرافيا هي محور إسرائيل الكبرى ومصدر قوة مشروع إسرائيل العظمى لمقايضة الاحتلال بالنفوذ ، فإن ذلك أدى إلى سقوط إسرائيل الكبرى وإسرائيل العظمى ، وسقوط صاحب المشروعين ، حزب العمل يؤكد هذه النتيجة.

وأوضح قنديل أن المقاومة في تاريخ جميع الشعوب هي تعبير عن حالة الرفض الواقعة تحت الاحتلال ، ولم نعرف أن شعبا محتلا لم يشهد مقاومة ، وأن كل مقاومة تصطبغ بالانتماء الذي تنهل منه ، فنجدها إسلامية في فلسطين مع حماس ، وشيوعية في فيتنام ، وهكذا.

وقال قنديل إن الثورة الفلسطينية الأولى جاءت في منتصف الستينيات رداً على الفشل العربي الرسمي في حل القضية الفلسطينية ، وتجذرت مع هزيمة عام ,1967

وتابع قوله إن الثورة الأولى قامت على إستراتيجية معينة (لا يفترض أن تكون مكتوبة) ، وهي بناء القواعد في الدول المحيطة بفلسطين المحتلة تحت عنوان العمل الفدائي من أجل إلحاق الأذى بالعدو ، فضلا عن تنفيذ عمليات بالخارج لضرب المصالح الأميركية والإسرائيلية من أجل تحريك العالم ، ونهاية هذه الثورة عملياً كانت عام 1982 مع سقوط هذه الإستراتيجية.

وذكر قنديل ذاته أن سنة 1987 شهدت تأريخا جديدا بانطلاق الثورة الفلسطينية الثانية على قاعدة الانتفاضة الأولى تزامناً مع ولادة حركة حماس ، وتشاركت قوى الثورة الأولى مع القوى الناشئة في رحم الثورة الثانية ، على قاعدة إستراتيجية العمل من الداخل ، وافترقت قوى الثورتين منذ مسار أوسلو وصولاً إلى تبلور نهج المقاومة مقابل الانخراط في الرهان السياسي وإنهاء المقاومة ، وبالتالي نهاية الثورة الأولى مع رحيل قائدها ياسر عرفات ، ثم إن التعايش بين الثورتين انتهى عمليا إبان انتخابات 2006 وحرب غزة حسمت تجذر الثورة الثانية ، لكنهما أكدتا بلوغها سقف طاقتها من جهة ، والحاجة لولادة الثورة الثالثة من جهة أخرى ، لجهة العبور من الانقسام الفصائلي والجغرافي نحو مشروع وطني فلسطيني جديد. وبهذا الخصوص نوه ناصر قنديل إلى ما قاله الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور رمضان شلح في إحدى المهرجانات الخطابية عندما قال إننا لن نبني مشروعاً فلسطينياً دون فتح.

وأشار قنديل إلى أن مسار انتقال المقاومة إلى الضفة وأراضي عام 1948 حتمي ، ومسار الحروب الإسرائيلية كالهزائم الإسرائيلية حتمي أيضاً ، لكن مسار الثورة الثالثة صعب ومتعرج وشاق ، لأن الثورة الأولى المنتهية والثورة الثانية المستنفدة لأهدافها لن تنجحا في تقديم منظمة التحرير كإطار للثورة الثالثة كما كان نصيب الثورة الأولى.

وأوضح أن التوازنات الدولية والإقليمية والمتغيرات الفلسطينية والإسرائيلية قبلت معادلة العلاقات بالوقت ، الذي كان يبدو أنه يعمل لصالح إسرائيل حتى يسلم الفلسطينيون والعرب بالشروط المفروضة ، بحيث بات على إسرائيل التي تتقلص جغرافيتها الأمنية أن تتنبه إلى مسار تجد نفسها في نهايته أمام جيل فلسطيني عربي إسلامي تحميه توازنات مختلفة وغير جاهز للسلام.