خبر مؤسسة الأقصى تكشف عن نفقيين يهوديين بين حي الشرف و حائط البراق غرب الأقصى

الساعة 02:25 م|03 مارس 2009

القدس المحتلة: فلسطين اليوم

كشفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " عن نية سلطات الاحتلال الإسرائيلي وأذرعها التنفيذية حفر نفقين أرضيين جديدين بين حي الشرف وحائط البراق المتاخم للمسجد الأقصى المبارك من الجهة الغربية.

و أوضحت المؤسسة في بيان صحافي الثلاثاء، أن أحد هذين النفقين يمتد بطول 56 مترا والآخر بطول 22 متراً  ويهدف إلى الربط بين "حي الشرف" الفلسطيني في البلدة القديمة بالقدس- والذي احتل وهجر أهله  عام 1967، وسمي فيما بعد بـ" الحي اليهودي-،  وبين ساحة البراق غربي المسجد الأقصى المبارك.

و تحدثت المؤسسة عن نية سلطات الاحتلال تركيب مصعد كهربائي في النفق العامودي وممر كهربائي في النفق الأفقي، في خطة هدفها تسهيل وصول المستوطنين الإسرائيليين والسياح الأجانب من "حي الشرف " المصادَر إلى حائط البراق والمسجد الأقصى، وذلك أيضا في مسعى متواصل لتكثيف السيطرة التهويدية على حائط البراق والمسجد الأقصى.

و حسب المؤسسة، فمن المقرر بدء العمل في تنفيذ هذا المخطط قريبا وبتكلفة 10 مليون شيكل ( نحو 2.5 مليون دولار أمريكي) ، وذلك بالتعاون بين كل من بلدية الاحتلال في القدس وما يسمى بـ " شركة ترميم وتطوير الحي اليهودي" و "سلطة الآثار" و "مؤسسة التأمين الوطني"، فيما سيموّل المشروع بتبرع من رجل الأعمال اليهودي"  باروخ كلاين" الذي قدم من أمريكا للاستيطان في حي الشرف منذ مدة قصيرة.

و بحسب معلومات ومخططات حصلت عليها " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث "، فقد عُلم انه عما قريب ستباشر ما تسمى بـ" شركة ترميم وتطوير الحي اليهودي" بحفر نفقين في "حارة الشرف" التي صودرت منها الممتلكات والبيوت الفلسطينية وهجر أهلها بعد الاحتلال الإسرائيلي لشرقي القدس والمسجد الأقصى عام 1967، وأقيمت عليها البؤر الاستيطانية وأطلق عليها أسم " حارة اليهود".

و أما النفق الأول، فهو نفق عمودي طوله 22 متر سيحفر في الصخر عند ملتقى نهاية ما يسمى" شارع تفئيرت يسرائيل " وما يسمى " شارع مسغاف لداخ " في الجهة الشرقية الجنوبية من " حارة الشرف "، ثم سيحفر نفق أفقي تحت الأرض سيكون موصولا بهذا النفق بطول 56 متراً باتجاه مستوى أرضية ساحة البراق.

و تبعا لمؤسسة الأقصى، فإن موضع النفق الأول هو نقطة تجميعية لكل من يدخل إلى "حارة الشرف " من السياح الأجانب والمستوطنين الإسرائيليين، ويعتبر ملتقى لعدة أماكن أثرية تحاول من خلالها سلطات الاحتلال الإسرائيلي استنبات "تاريخ عبري موهوم" على قول المؤسسة.

و علمت " مؤسسة الأقصى" أنه سيتم تركيب مصعد كهربائي عامودي في النفق العمودي، وممر كهربائي أفقي في النفق الأرضي يشبه المصاعد الكهربائية في المطارات، وكلاهما مكملان لبعضهما البعض.

و تفيد المعلومات أن الفوراق الطبوغرافية بين ساحة البراق وحارة الشرف تصعبّ وصول أعداد كبيرة من الذين يزورون "حارة الشرف " من التقدم نحو ساحة البراق والمسجد الأقصى من المستوطنين والسياح الأجانب والذي يصل عددهم إلى عشرات الآلاف سنوياً.

و قالت مؤسسة الأقصى إن هذا المخطط الإسرائيلي الذي سيبدأ تنفيذه قريباً، يضاف إلى شبكة الأنفاق التي تحفرها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بواسطة أذرعها التنفيذية المتعددة، والتي تهدف من خلالها إلى طمس المعالم العربية والإسلامية في البلدة القديمة بالقدس.

         هذا النفق يشكل خطراً إضافيا على حائط البراق والجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك والمسجد الأقصى بشكل عام ، وهو تكريس للسيطرة الإحتلالية الإسرائيلية لأحد الأحياء الفلسطينية المقدسية وتكريس المصادرة والإستيطان ،وفي الوقت الذي تشكل فيه هذه الأنفاق خطرا كبيرا على حائط البراق وجدار المسجد الأقصى، شدد المؤسسة على  سلطات الاحتلال تخطط من خلال ذلك إلى تكثيف التواجد اليهودي البشري في البلدة القديمة في القدس على وجه العموم، و في ساحة البراق وداخل المسجد الأقصى المبارك على وجه الخصوص.

       وخلصت المؤسسة إلى التأكيد على أن هذا المخطط التهويدي لا يمكن رؤيته من زاوية منفردة، بل هي جزء من المخطط التهويدي كجزء من مخطط شامل لتهويد محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس، مبينة أن هذين النفقين يتم ربطهما بشبكة الأنفاق الموجودة تحت وفي محيط المسجد الأقصى ، وربطها كذلك بشبكة الأنفاق في حي سلوان على بعد  امتار من مخطط  لنفق يربط بين ساحة البراق وحي سلوان في مدخل وادي حلوة ويصل إلى منطقة عين سلوان وحي البستان، وهنا يبرز الربط بين مخطط حفر النفقين الجديدين وبين مخطط  هدم حي البستان وبناء حديقة توراتية مكانه.

        و" حي الشرف " وهو حي إسلامي يقع داخل حدود البلدة القديمة ومساحته أكثر من 133 دونم ، وقع تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 ، وهو ملاصق لحي المغاربة الذي هدمته سلطات الاحتلال الإسرائيلي في 11/6/1967، ولم يبق في الحي عدد محدود وقليل من الفلسطينيين، ومسجدين أحدهما مغلق والآخر يصلى به صلاتي الظهر والعصر فقط ويمنع رفع الآذان فيه.