خبر لعلم لفني.. لا أمل في دولتين.. يديعوت

الساعة 09:44 ص|03 مارس 2009

بقلم: غيورا ايلند

رئيس مجلس الامن القومي سابقا

حكومة الوحدة لن تقوم، هكذا نشر، إذ برأي تسيبي لفني نتنياهو غير ملتزم بفكرة "الدولتين". ولكن هل هذا هو الحل السياسي الوحيد؟ هذا هو افتراض لفني، مثلما هو افتراض الكثيرين في العالم، الا ان الحقيقة مغايرة. فضلا عن ذلك، فليس هذا فقط لا يعد الحل الوحيد بل هو حل سيء مشكوك فيه ان يكون ممكنا تحقيقه في أي وقت من الاوقات.

فكرة "الدولتين" تقوم على سلسلة من الفرضيات: الاولى، التطلع الوطني الفلسطيني الاساس هو دولة. لا يوجد اساس لذلك. الفكرة الفلسطينية تقوم على اساس قيم مثل العدل، الاعتراف بكونهم ضحية، الرغبة في الانتقام وفوق كل شيء "حق العودة". صحيح ان الفلسطينيين يريدون التخلص من الاحتلال، ولكن من الخطأ التفكير بان ترجمة هذه هي التطلع الى دولة مستقلة. فهم يفضلون حل "اللادولة": دولة اسرائيل تكف عن الوجود، والارض بين البحر والنهر تقسم بين الاردن، سوريا ومصر.

الفرضية الثانية تعتقد بانه اذا قامت دولة فلسطينية فانه ستحكمها "المحافل المعتدلة". لا اساس لذلك. معقول ان الحكم في غزة وفي الضفة سيكون في غضون وقت قصير في يد حماس.

الفرضية الثالثة هي انه يمكن اقامة دولتين مستقرتين في القاطع الضيق بين النهر والبحر. من السهل الاثبات بان هذا غير ممكن: الدولة الفلسطينية لن يكون بوسعها ان تكون مستقلة واسرائيل لا يمكنها أن تدافع عن نفسها.

الفرضية الرابعة هي ان اسرائيل يمكنها ان تحقق مثل هذا الاتفاق، الذي يعني اخلاء 100 الف مستوطن من يهودا والسامرة. حتى لو تجاهلنا المصاعب السياسية – الاجتماعية، فان كلفة مثل هذه الحملة تفوق 30 مليار دولار، وهذه لا تتضمن مليارات عديدة لنقل الجيش. فهل هذا ممكن؟

يمكن القول باختصار، ان الحد الاقصى الذي يمكن لحكومة في اسرائيل ان تعرضه على الفلسطينيين وان تبقى سياسية ايضا، هو اقل بكثير من الحد الادنى الذي يمكن لحكم فلسطيني ان يقبله ويبقى سياسيا.

يوجد على الاقل حلان آخران، منفعتهما العامة، وليس فقط لاسرائيل، اعلى بكثير.

الاول: السماح باقامة كيان سياسي مستقل في الضفة، يكون جزءا من كونفدرالية مع الاردن. قد يبدو الامر مفاجئا، ولكن المزيد فالمزيد من الاصوات، في الاردن وفي الضفة على حد سواء يؤيدون ذلك. المنطق الاردني بسيط: اذا قامت دولة فلسطينية، فانه ستحكمها حماس، ودولة حماس محاذية للاردن هي بداية نهاية المملكة الهاشمية. ومن الافضل اذن ان تكون السيطرة الامنية في الضفة للاردن. الفلسطينيون الذين يؤيدون ذلك يحركهم سببان: حكم اردني افضل من حكم حماس، وهذا هو السبيل الاسرع للتخلص من الاسرائيليين.

البديل الثاني هو حل اقليمي، يتم فيه تبادل للاراضي ليس فقط بين اسرائيل والدولة الفلسطينية، بل وايضا تكون  مصر شريكا في ذلك. بهذا الشكل سيكون ممكنا توسيع مساحة غزة لثلاثة اضعاف على حساب مصر، واعطائها قدرة اقتصادية حقيقية. وبالمقابل يتخلى الفلسطينيون عن ارض هامة في الضفة، الامر الذي يسمح بتقليص عدد المخلين الاسرائيليين الى 30 الف. اسرائيل من جهتها تعوض مصر باراض في الجنوب، من خلال فتح معبر بري بين مصر والاردن (شمالي ايلات) وغيرها.

وعودة الى الحكومة الجديدة في اسرائيل: نتنياهو سيحسن صنعا اذا لم يكتفِ برد فكرة "الدولتين"، ويقنع الولايات المتحدة بفحص حلول اخرى. اوباما تحدث عن تغيير – وها هي الفرصة لاحداث تغيير في الشكل الذي رأى فيه الامريكيون الامور حتى اليوم.