خبر اليسار الرجولي فشل.. هآرتس

الساعة 09:30 ص|03 مارس 2009

بقلم: دفنا غولان

المنظمات النسوية اخطأت عندما طلبت من قائد ميرتس حاييم اورون اخلاء مكان في قائمة اعضاء الكنيست عن الحزب لزهافا جالئون. كان عليهم ان يطلبوا منه ان يضع نساءا في الثلاثة مقاعد الخاصة بميرتس في الكنيست. لان جالئون رغم انها كانت عضوة كنيست مستقيمة جريئة وذكية ومواظبة – لا تستطيع احداث التغيير المطلوب لوحدها. اليسار الاسرائيلي بحاجة الى عدد اكبر من النساء لاحداث التغيير.

فشل ميرتس مدو جدا، لدرجة انه ربما ان الاون للاعتراف بان تهميش النساء هو احد عناصر هذا الفشل – خصوصا في ظل الهجرة الكبيرة من حركة ميرتس نحو حزب كاديما الذي ترأسه لفني. النساء يشكلن اغلبية كبيرة في الحركات السلمية في اسرائيل، وفي منظمات حقوق الانسان وفي منظمات التغيير الاجتماعي، ولكن في احزاب اليسار – من حزب العمل مرورا بميرتس حتى حداش – اعتقدوا ان من الممكن الفوز بالانتخابات من دون نساء على رأس القائمة. فشل اليسار الاسرائيلي في الانتخابات الاخيرة يجب ان يكون علامة فارقة لنهاية عهد الرجال، الذين يهمشون النساء ويدفعوهن الى اماكن غير واقعية في القوائم الانتخابية. الاحزاب التي تدعي انها احزابا يسارية ولا تضع امرأة في الهرم الثلاثي الاول ليست جديرة بحمل اسم اليسار.

ليس فقط في ميرتس وانما في حزب العمل ايضا الذي انتخبت فيه نساء في المرتبة الخامسة والتاسعة والثالثة عشر. من الاجدر القيام بتفحص للوضع الداخلي. في حزب حداش الذي نقش شعار المساواة بين الرجال والنساء على رايته، والذي انتخب اربعة رجال لتمثيله في الكنيست، يجدر ان يتم اخلاء مكان للامرأتين المثيرتين للاهتمام في المرتبتين الخامسة والسادسة – عايدة توما ونوريت حجاج.

من الصعب جدا على النساء اللواتي يعملن وحدهن في منظومة رجولية ان يرسخن التصورات والرؤية النسوية القائمة على العدالة والاولويات الاجتماعية الجديدة. في السويد وفنلندا وهولندا والدنمارك نجح كفاح النساء في زيادة تمثيلهن بصورة ملموسة وغير قواعد اللعبة السياسية هناك. في اسرائيل خصوصا في ظل الرقم القياسي البالغ 21 عضوة كنيست في الكنيست الحالي – ما زالت النسبة خمسة رجال لكل عضوة كنيست.

هدف المنظمات النسوية لا يمكن اذا ان يكون امرأة واحدة مهما كانت رائعة وانما تمثيلا لنساء كثيرات الامر الذي يتيح لهن اتباع نهج سياسي من طراز جديد. القيادة النسوية والحمائمية والقائمة على المساواة هي وحدها – تركز على الحوار والشراكة والتعليم والرفاه – التي تستطيع اعادة الامل.

نساء مثل غولدا مئير او مارغريت تاتشر اللواتي نشطن في منظومة رجولية جبروتية، تسببنا بالضرر فقط – سواء للنساء او لدولهن. هن لعبن ايضا وفقا لقواعد اللعبة الرجولية وسمحن للحزب وللدولة اظهار انفسهم كمؤمنين بالمساواة في موقفهن من النساء، بينما كانت النساء تهمشن في الواقع. حتى ان لم تكن لفني رئيسة للوزراء فقد برهنت انتخابات 2009 على ان الربط بين النساء والسلام هو ربط يؤدي الى الانتصار، وان الناخبات والناخبين ارادوا اعطاء المرأة فرصة للقيادة. لفني التي كانت شريكة في حرب قاسية بلا داع في غزة وحثت الرجال على الاستمرار رغم قتل مئات الابرياء الذين لا ذنب لهم – عرفت ان عليها ان تتحدث عن حمامة السلام عندما تطلب صوت الناخبين. هي وحزب كاديما وناخبون كثيرون ادركوا ان عهد النساء قد حان.

دولة اسرائيل بحاجة لنساء كثيرات في الكنيست لاحداث التغيير – من اجل تقليص الفجوات الكبيرة بين الفقراء والاغنياء وتصحيح مسار جهاز التربية والتعليم المتدهور ومداواة جراح الاقتصاد والمجتمع وانهاء الاحتلال وبناء مستقبل يقوم على السلام من خلال الحوار والمصالحة.

حتى الان كان الرجال هم قادة الدولة من اليمين ومن اليسار، ولم ينجحوا الى حد كبير – وقد حان عهد النساء. فهل يعتقد احد ما ان جلعاد شليت كان سيبقى في الاسر حتى الان لو كان 50 في المائة من الكنيست والحكومة من النساء؟