خبر الإقبال الشديد على استئجار الشقق بغزة يزيد من أجرتها بشكل غير مسبوق

الساعة 07:24 ص|03 مارس 2009

فلسطين اليوم – الشرق الأوسط

لم يتمكن غسان أبو سمحة، 43 عاماً، من الوفاء بوعده لأولاده بالانتقال إلى بيت آخر غير البيت الذي تستأجره العائلة حالياً في الطرف الغربي من مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة، قبل حلول فصل الشتاء. فسقف البيت الذي يقطنه هذا المدرس وعائلته من الأسبست الذي تنتشر الثقوب في ألواحه، وتسمح بتسرب مياه الأمطار إلى الغرف، بالإضافة إلى أن هذا النوع من المنازل غير محكم الإغلاق، وبالتالي يظل قاطنوها عرضة للإصابة بنزلات البرد. وقال غسان لـ«الشرق الأوسط» انه عبثاً حاول العثور على شقة للإيجار بأجرة معقولة في جميع أنحاء المخيم والمخيمات المجاورة، لكنه لم ينجح في مسعاه. وأضاف «الشقة السكنية المكونة من ثلاث غرف التي كان بالإمكان استئجارها بـ 100 دولار في الشهر، لا يمكن استئجارها حالياً بأقل من 250 دولارا». ويشير أبو سمحة إلى أنه غير مستعد لدفع أكثر من 150 دولارا، وبالتالي فهو مضطر للبقاء في البيت الذي يقيم فيه، على الرغم من أوضاعه السيئة وحقيقة أن مادة الأسبست من المواد المسرطنة والخطيرة. ويعزى الارتفاع الكبير في أسعار الشقق السكنية بشكل أساسي إلى زيادة الطلب عليها أثناء وبعيد الحرب على غزة من قبل عشرات الآلاف من الأسر التي دمرت منازلها بشكل كلي أو جزئي. فبعد انتهاء الحرب كانت عشرات الآلاف من الفلسطينيين يتخذون من مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأنروا» ملاذاً لهم، وكانت الأنروا معنية بإخلاء المدارس من أجل السماح بعودة الدراسة والعملية التعليمية، فأبلغت العائلات أنها ستدفع 100 دولار شهرياً لكل عائلة دمر بيتها لتتمكن من استئجار شقة سكنية أجرة، وهكذا زاد الطلب على استئجار الشقق بشكل كبير جداً، لدرجة أن الكثير من العائلات التي دمرت منازلها إما أنها لم تجد شققاً للإيجار، أو أن ارتفاع أجرة الشقق جعل مبلغ 100 دولار غير كاف لاستئجار شقق. من بين الذين دمرت منازلهم قبيل انتهاء الحرب أيضا حسين السمير الذي يقطن في الأطراف الشرقية من قرية القرارة، جنوب قطاع غزة. وقال السمير لـ«الشرق الأوسط» إن عائلته اضطرت للإقامة لدى عدد من الأقارب لعدم تمكنه من العثور على شقة للإيجار، وهو يخطط لإبقاء أفراد أسرته لدى أقاربهم فقط حتى ينتهي فصل الشتاء، مؤكداً أنه ينوي إقامة كشك من الزينكو في قطعة أرض تعود له تقع بالقرب من البيت لتقيم فيه عائلته حتى يتم إعادة بناء منزله من جديد. لكن ليس كل العائلات التي دمرت منازلها، التي إما إنها لم تعثر على شقق للإيجار أو أنها لا تقدر على دفع كلفة الإيجار الكبيرة، لديها القدرة على التوجه للإقامة في بيوت أقاربها. مثل هذه العائلات لم تجد بدّاً سوى الإقامة في معسكرات الخيام التي أقيمت في محيط الأحياء السكنية التي دمرت بالكامل شمال قطاع غزة وشرق مدينة غزة وفي مدينة رفح. ومحمد الجنيد، لم يتمكن من العثور على شقة سكنية، وهو لا يرغب في الإقامة لدى أقاربه، فقرّر مع أفراد عائلته الإقامة في مخيم «الخيام» الذي أقيم في شارع القرم، شمال شرق المدينة حيث يقطن. ولعل ارتفاع أجرة الشقق السكنية من الأسباب الأساسية وراء تأجيل الكثير من الشباب الفلسطيني زواجه في ظل عدم قدرة القطاع الخاص على تشييد الأبراج السكنية بسبب الحصار وعدم دخول مواد البناء.