خبر غضب في حزب « العمل » من ميل باراك الى المشاركة في حكومة نتنياهو

الساعة 06:59 ص|03 مارس 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

فيما أعلنت كتلة حزب «كديما» البرلمانية رسمياً أمس رفضها تشكيل طاقم للتفاوض مع حزب «ليكود» لتشكيل حكومة برئاسة زعيمه المكلف تشكيل حكومة جديدة بنيامين نتانياهو، أثارت أنباء عن ميْل زعيم «العمل» وزير الحرب ايهود باراك الاستجابة لنتانياهو المشاركة في حكومته مقابل البقاء في منصبه الحالي، ردود فعل غاضبة داخل «العمل» حدت بأمينه العام النائب ايتان كابل إلى التحذير من أنه في حال خطا باراك خطوة كهذه فإن الانشقاق سيكون من نصيب حزب «العمل» أعرق الأحزاب الإسرائيلية ومؤسس الدولة العبرية.

 

ورفض «كديما» طلب الرجل الثاني في الحزب وزير المواصلات الإسرائيلي شاؤول موفاز تشكيل طاقم تفاوضي مع «ليكود» بداعي أن الشعب في إسرائيل يريد حكومة وحدة. ورأى سائر أقطاب الحزب أن لا قاسم فكرياً مشتركاً بين الحزبين وأن نتانياهو ملتزم أساساً لشركائه الطبيعيين في اليمين ولأيديولوجيتهم».

 

من جهته، اتفق زعيم «العمل» ايهود باراك بعد لقائه نتانياهو مساء أول من أمس على الالتقاء مرة أخرى. وخلافاً للتوقعات فإن باراك لم يعلن أن «العمل» سيبقى خارج حكومة نتانياهو مثلما أعلن غداة الانتخابات، بل راح يتحدث عن «التحديات الكبيرة» التي تنتظر إسرائيل والتي تناولها في لقائه مع نتانياهو، ملمحاً بذلك إلى أن إسرائيل بحاجة إليه في منصب وزير الدفاع في ظل شبه إجماع إسرائيلي بأنه الشخصية الأنسب لهذا المنصب.

 

ويرى مراقبون في هذا الموقف ميْلاً صريحاً من باراك للبقاء في منصبه لكنه لا يجرؤ على دعوة حزبه لتأييد موقفه ليقينه أن من شأن ذلك أن يحرك انتفاضة داخلية ضده ومطالبته بالتنحي من منصبه.

 

وعزا المراقبون رغبة باراك بالتوزير إلى حقيقة أن بقاءه في المعارضة لن يمنحه موقع زعيم «المعارضة» الذي يوازي موقعاً وزارياً رفيعاً، وذلك بعد إعلان زعيمة «كديما» تسيبي ليفني رفضها الدخول في حكومة نتانياهو ما يمنحها منصب زعيمة المعارضة كونها تقف على رأس أكبر حزب في المعارضة.

 

وقال كابل، الذي يقود جبهة معارضة قوية ضد الانضمام إلى حكومة يمينية متطرفة، للإذاعة العسكرية أمس إنه «في حال تعيين باراك وزير حرب في حكومة نتانياهو فإن حزب العمل سينقسم.. وأنا لا أريد رؤية وضع كهذا»، وأكد معارضته شخصياً انضمام «العمل» للحكومة المقبلة.

 

وأعلن زعيم «العمل» وزير الحرب السابق عمير بيرتس أنه في حال خطا باراك نحو حكومة برئاسة نتانياهو فإنه سيلقى معارضة شديدة محذراً من أن «أسلوب باراك سيؤدي إلى شرخ كبير داخل الحزب». وأضاف أنه يجدر بباراك أن يبقى في المعارضة ويعمل على إعادة تنظيم صفوف الحزب وانتشاله من مأزقه بعد خسارته الفادحة في الانتخابات الأخيرة وتراجع تمثيله البرلماني إلى 13 مقعداً فقط.

 

واستهجنت النائب شيلي يحيموفتش موقف باراك «الذي أبلغني شخصياً وأعلن في أكثر من مناسبة» أن «العمل» سيبقى خارج الائتلاف الحكومي. وقالت إن «دخول «العمل»، الذي تلقى هزيمة مريرة وصعبة في الانتخابات الأخيرة، الحكومة الجديدة سيعلن رسمياً الموت السياسي للحزب.

 

من جهتها قالت أوساط قريبة من نتانياهو إنه لو تعلق الأمر بباراك شخصياً لانضم فوراً إلى الحكومة الجاري تشكيلها.

 

في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام عبرية عن زعيم «ليكود» عدم حماسته لضم حزب «الاتحاد القومي» (4 نواب) الأكثر تطرفاً إلى حكومته لخشيته من ردود الفعل على الساحة الدولية على خلفية مواقف الحزب المتشددة واشتراطه الشراكة في الحكومة بتوسيع النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية، فضلاً عن أن أحد نواب الحزب هو من أنصار حركة «كهانا» الفاشية التي ترأسها الحاخام المتطرف مئير كهانا ثم اعتبرتها المحكمة حركة غير قانونية. ويعتبر هذا النائب ويدعى ميخائيل بن آري نفسه «مكمل درب كهانا».

 

ويرى نتانياهو أن العالم قد يتعايش مع زعيم «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان وزيراً للخارجية وأنه (نتانياهو) قادر على ترويض ليبرمان بل أن الأخير «قادر على ترويض نفسه والتأقلم مع منصبه الجديد»، لكن الأمر مختلف مع قادة حزب «الاتحاد القومي». ولم تستبعد أوساط نتانياهو أن يبقى «الاتحاد القومي» خارج التوليفة الحكومية وأن يعتمد نتانياهو على حكومة مدعومة من 61 نائباً ققط.