خبر مخابرات الاحتلال تمارس الابتزاز لتجنيد طلبة مقابل إغراءات مادية بالضفة الغربية

الساعة 06:57 ص|03 مارس 2009

فلسطين اليوم-رام الله

كان العشرات من طلبة محافظة جنين الدارسين في محافظتي نابلس ورام الله، اول من امس، على موعد مع إجراء اسرائيلي غير مسبوق تمثل في محاولة ضباط في جهاز المخابرات الإسرائيلي تجنيدهم للعمل لصالح أجهزة أمن الاحتلال مقابل إغراءات مادية.

وبدأت القصة عندما تعمد جنود الاحتلال المتمركزون عند حاجز عسكري قرب مستوطنة "شافي شومرون" القريبة من مدينة نابلس، احتجاز حافلتين تقلان عشرات الطلبة والموظفين من محافظة جنين اثناء توجههم صباحاً الى أماكن عملهم ودراستهم في محافظتي نابلس ورام الله.

وقال، ان جنود الاحتلال تعمدوا احتجاز هاتين الحافلتين من بين العديد من الحافلات والمركبات التي كانت عبرت الحاجز العسكري بعد إخضاعها للتفتيش والتدقيق في البطاقات الشخصية لركابها.

وأضاف الشاهد الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن جنود الاحتلال أجبروا الحافلتين على دخول مستوطنة "شافي شومرون" التي كانت تكتظ بالعشرات من ضباط المخابرات الذين كان بعضهم يرتدي الزي المدني، حيث تم السماح للطالبات بالمغادرة واستكمال طريقهن بعد التدقيق في بطاقاتهن الشخصية، فيما تم الابقاء على الطلبة ومجموعة من الموظفين رهن الاحتجاز، وذلك قبل السماح للموظفين بالمغادرة والإبقاء على الطلاب الذين لم تتجاوز أعمار معظمهم العشرين عاماً.

ووصف الشاهد وهو واحد من الطلبة الذي تم احتجازهم الأجواء داخل المستوطنة بأنها كانت رهيبة وتبعث على الخوف والريبة، خصوصاً عندما بدأ ضباط مخابرات الاحتلال باستدعائهم الواحد تلو الآخر إلى "كرفانات" متنقلة وضعت حديثاً داخل المستوطنة، وذلك بعد احتجاز بطاقاتهم الشخصية.

وما كان يزيد من حالة الخوف والريبة، تعمد عناصر المخابرات احتجاز من ينتهوا من استدعائهم واستجوابهم بشكل منفرد في مكان معزول داخل المستوطنة ومنعهم من العودة إلى زملائهم خشية إطلاعهم على طبيعة الاستجواب.

وتابع الشاهد إن قوات الاحتلال واصلت احتجاز الطلبة حتى ساعة متأخرة من مساء أول من أمس داخل المستوطنة، فيما عرض ضباط المخابرات على معظم الطلاب المحتجزين التعامل مع أجهزة أمن الاحتلال مقابل إغراءات مادية، وهو الامر الذي أجمع الطلاب على رفضه واستنكاره.

وتركز الاستجواب الذي خضع له الطلاب حول أماكن دراستهم وطبيعة علاقاتهم وصدقاتهم، اضافة الى محاولة تجنيدهم للعمل لصالح جهاز المخابرات الاسرائيلي مقابل إغراءات مادية.

يشار الى أن طلبة محافظة جنين الدارسين في جامعات ومعاهد الضفة يتعرضون لمضايقات يومية من قبل جنود الاحتلال الذين يتمركزون عند الحواجز العسكرية.

من جهته، قال العقيد راضي عصيدة، قائد منطقة جنين، في تصريح لـ "الأيام"، إن الجانب الفلسطيني في الارتباط العسكري قدم احتجاجاً رسمياً شديد اللهجة للجانب الإسرائيلي بسبب احتجاز هؤلاء الطلبة وإخضاعهم للاستجواب ومحاولة ابتزازهم وترهيبهم لارغامهم على التعامل مع المخابرات الإسرائيلية.

وأوضح عصيدة، ان الجانب الإسرائيلي في الارتباط العسكري والذي نفى معرفته بهذا الحادث وعد بتشكيل لجنة تحقيق بشأن ما تعرض له الطلبة.

واشار الى ان أجهزة الأمن الفلسطينية تابعت ببالغ القلق عملية احتجاز هؤلاء الطلبة وما تعرضوا له، مشيراً الى ان ضباط مخابرات الاحتلال حاولوا تقديم مبلغ 20 شيكلاً لبعض الطلبة تحت عنوان تمكينهم من مواصلة طريقهم إلى جامعاتهم بسبب احتجازهم وتأخيرهم، وهو عرض وصفه عصيدة بأنه رخيص وتافه وقوبل بالرفض القاطع من قبل الطلاب الذين تم إطلاق سراح معظمهم في ساعة متأخرة.

وأكد أن عملية احتجاز الطلاب والمضايقات التي يتعرضون لها مرفوضة جملة وتفصيلا وستتابعها الجهات المختصة على أعلى المستويات.