خبر قيادات مقدسية تستنكر هدم منزلين بالقدس وتحمل الاحتلال مسؤولية الانهيار الأثري في سلوان

الساعة 05:28 م|02 مارس 2009

فلسطين اليوم-القدس المحتلة

استنكرت القيادات الدينية والوطنية في مدينة القدس، اليوم، قيام سلطات الاحتلال بهدم منزلين في حي عين اللوزة ببلدة سلوان، و آخراً في قرية صور باهر جنوب شرق المدينة المقدسة، وحملت الاحتلال مسؤولية الانهيار الأثري في سلوان.

 

وأكدت في بيان صحفي، أن هذه العملية تأتي في إطار سياسة ومخططات الاحتلال ضد القدس وسكانها الفلسطينيين بهدف تهويد المدينة.

 

ووصفت انهيار الدرج الأثري في منطقة وادي حلوة ببلدة سلوان بالجريمة الجديدة الناجمة عن الحفريات المستمرة والمتواصلة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة للعديد من الأنفاق التي تتجه جميعها باتجاه المسجد الأقصى المبارك.

 

وتسبب الانهيار بردم وهدم الدرج الأثري الذي يفصل حي وادي حلوة عن عين سلوان والحارة الوسطى في بلدة سلوان، بفعل الحفريات الاستيطانية الإسرائيلية ومياه الأمطار الغزيرة .

 

وخلال تواجد المواطنين حضر عدد من موظفي ما يسمى بـ 'سلطة الآثار' الإسرائيلية،  وعمال 'جمعية العاد' اليهودية المتطرفة إلى المكان، ومنعوا المواطنين من الاقتراب من مكان الانهيار، مما دفعهم إلى سلوك طريق أخرى بعيدة عن مكان سكناهم، فيما قام عدد من اليهود المتطرفين بإخفاء وتغطية مكان الانهيار.

 

من جهته، قال حاتم عبد القادر مستشار رئيس حكومة رام الله: إن هذا ليس الانهيار الأول، ويمكن أن يكون بداية لسلسلة انهيارات قد تحدث في سلوان التي أصبحت فوق شبكة من الأنفاق.

 

وقال: 'اعتقد أن مئات المنازل في المنطقة مهددة بالانهيار نتيجة الأنفاق، وتساءل قائلاً: 'أين دور المجتمع الدولي ومنظمة اليونسكو لوضع حد لهذه الأنفاق، خاصة أن المجتمع الدولي أصبح مشغولاً في مكافحة الأنفاق في غزة وأصبح يجند الوسائل التكنولوجية لإحباط حفر الأنفاق على الحدود المصرية الفلسطينية في حين لا احد يسأل 'إسرائيل' عن الأنفاق التي تحفرها تحت المسجد الأقصى والقدس القديمة، علماً أن أنفاق غزة تستخدم لتزويد المواطنين بالمواد التموينية فيما تقوم به إسرائيل تحت الأقصى والقدس هو من اجل تخريب القدس والمقدسات الإسلامية ومع ذلك لا نرى تحركا من المجتمع الدولي ومنظمة اليونسكو، مؤكدا أن الاستمرار بهذه السياسة سوف تحمل مخاطر سيتحمل المجتمع الدولي مسؤوليتها.

 

وأكد الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك، أن شبكة الأنفاق أسفل بلدة سلوان أدت إلى تفريغ الأتربة وكشف أساسات البيوت والمدارس والمباني الأخرى، مما أدى إلى انهيار الدرج الذي يعتبر من الآثار القديمة والذي يقع في أرضٍ وقفية.

 

ودحض أقوال سلطات الاحتلال بان الانهيار جاء نتيجة الأمطار الغزيرة، وقال: 'إن الدرج لو كان قائما على أساسات غير مفرغه لما انهار، ولكن تفريغ باطن الأرض من الأتربة هو الذي أدى إلى انهيار الدرج ومدرسة وكالة الغوث قبل ذلك'.

 

وأضاف أن 'حفر الأنفاق هو اعتداء على حقوقنا لأن الحق الشرعي يشمل باطن الأرض، كما يشمل ظاهر الأرض وسماء الأرض، فلا يحق للجمعيات اليهودية المتطرفة القيام بهذه الحفريات، لأنه اعتداء صارخ على حقوقنا ويعرض المباني إلى الأخطار، كما يعرّض المواطنين الذين يسكنون المنازل، والطالبات اللواتي انهار صفهن للخطر'.

 

وستنكر الحفريات الإسرائيلية، وهدم المنازل في مدينة القدس، وقال إن هذه الإجراءات لا تقود إلى سلام وإنما تؤدي إلى اضطرابات ومنازعات.

 

 وبدوره، أكد جواد صيام الناطق الإعلامي لجنة الدفاع عن أراضي سلوان أنه لولا وجود حفريات وأنفاق في نفس المكان لما انهار الدرج فهو عبارة عن آثار إسلامية قديمة موجودة منذ سنوات طويلة.

 

وقال: 'من الواضح أن المنطقة فارغة بسبب وجود شبكة أنفاق، والدرج قائم منذ سنوات طويلة، ولم ينهار إلا اليوم'.

 

وأضاف: 'كنا سابقا حذرنا من الحفريات الاستيطانية في المنطقة، عبر وسائل الإعلام المختلفة، لكن لا حياة لمن تنادي'.

 

وحمل صيام مسؤولية ما يجري في المنطقة من حفريات وانهيارات للجمعيات اليهودية المتطرفة، وسلطة الآثار الإسرائيلية وبلدية الاحتلال والشرطة التي تتعاون معهم.

 

ولفت إلى أن الطريق'الدرج' أصبحت مغلقة أمام المواطنين الذين تعودوا على المرور منها إلى بيوتهم في الحارة الوسطى ووادي حلوة وعين سلوان، وهو درج طويل يمتد ليصل عدد درجاته لـ300 درجة.

 

وأوضح أن ما يجري في سلوان مسلسل متلاحق له مدلولات على انهيار كامل لبلدة سلوان، التي تبعد عن المسجد الأقصى بضعة أمتار، وبالتالي فهو مهدد بشكل مباشر، ودعا إلى ضرورة التحرك على جميع الأصعدة من خلال الأوقاف الإسلامية والجهات والمؤسسات الفلسطينية المعنية، والتنبه لما يجري في المنطقة، مؤكداً أن جميع أحياء بلدة سلوان مهددة بالانهيار والزوال، فلا تقتصر الهجمة الإسرائيلية على حي البستان وإنما كافة سلوان.