بالصور الثمانينية "أم عبدالله" تقطف الزيتون على طريقتها الخاصة

الساعة 02:06 م|01 أكتوبر 2020

فلسطين اليوم

"على دلعونا وعلى دلعونا زيتون بلادي أجمل ما يكونا.. بارك يا ربي شجر الزيتونة .. زيتون بلادي ما أزكى حباته ما احلى اكلوا وما احلى زيتاتو .. العالم كله يرغب أكلاته الحبة منو من ازكى ما يكونا" على وقع هذه الاهازيج تجني العائلات الفلسطينية ثمار الزيتون وسط حضورٍ كبير من الكبار والصغار.

الحاجة أم عبدالله (85 عامًا) تجلس أمام شجرة الزيتون تغني لأحفادها وتشجعهم وتدفعهم لجني ثمار الزيتون، وتؤكد لهم من خلال هذه الاهازيج أن شجرة الزيتون من الأشجار التي باركها الله عز وجل وأنها من التراث الفلسطيني والتي تتميز عن غيرها من أشجار العالم بحباتها وزيتها.

الثمانينية "أم عبدالله" والتي شهدت العديد من مواسم جني ثمار الزيتون تؤكد أن الشجرة تعتبر رمزًا من رموز الصمود الفلسطيني وتمسكه بأرضه رغم آلة الدمار والحرب الإسرائيلية التي تستهدف التراث الفلسطيني أينما وجد.

يُمسك الطفل "يوسف" في إحدى زوايا حقول أم عبدالله الزراعية شرق حي الشجاعية، غصن الزيتون ويقوم بجني الثمار بشكل ملفت وجميل، وعلى جانبه يجلس شقيقه "خالد" يعبئ الزيتون في جردل لنقله إلى مكان لتخزينه بشكل أولي حتى تتم القسمة بين أبناء أم "عبدالله"

وأمام يوسف وشقيقه خالد يقف عمهم "أبو حكمت" يراقب جني الثمار ويدفع أبنائه وأبناء إخوته لجني ثمار الزيتون قائلًا: "كل عام تجتمع الأسرة لجني الزيتون في مشهد مليء بالفرحة والسعادة، وهذا دليل على تمسكنا بأرضنا التي توارثناها أبًا عن جد"

وأكد أن الأرض وأشجار الزيتون هي تراث عظيم للفلسطينيين لن نتنازل عنه مهما فعل جيش الاحتلال الإسرائيلي، "أشجارنا –الزيتون- أكبر من عمر دولتهم المزعومة".

وفي زاوية أخرى من حقول "أم عبدالله" تجتمع أم خالد وبناتها تحت شجرة الزيتون وتغني الأهازيج وتعلوا ضحكاتها لتعبر عن فرحتها بهذا اليوم الذي يتكرر كل عام قائلة لمراسلنا: " موسم قطف الزيتون هو عيد، لا تقل فرحتنا به عن فرحتنا بالأعياد الرسمية".

وأشارت أم خالد إلى أن صغار وكبار ونساء وشباب العائلة يجتمعون في يوم واحد يقطفون ثمار الزيتون بشكل جميل، ليعبروا عن فرحتهم بهذا اليوم عبر الاهازيج والامثال الشعبية.

وحول طريقة جني الزيتون قالت أم خالد إن الطريقة التي يستخدمونها بدائية وهي "الجد باليدين والضرب بالعصا, اضافة إلى استخدام السلالم والتسلق على الاشجار" في مشاهد مليئة بالفرحة والحب والتعاون بين أفراد العائلة.

حال عائلة الحاجة أم عبدالله ينطبق تمامًا على الحال أغلب العائلات الفلسطينية في قطاع غزة التي تقوم بجني ثمار الزيتون بعد تاريخ 27 سبتمبر، لكن عائلة الحاجة "أم عبدالله" ترى أن في أشجار زيتونها مصدرًا للفرحة والسعادة وليس للتجارة، فهي تقوم بتخزين جزء من حبات الزيتون وجزء أخر لعصر الزيتون ليتحول إلى زيت صافي، وذلك على 6 من أبنائها.

حال "أبو محمد" يختلف عن حال عائلة "الحاجة أم عبدالله" فهو يقوم بتضمين حقول الزيتون باعتباره مصدرًا للرزق لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها كافة أبناء قطاع غزة لاستمرار الحصار والانقسام.

يستيقظ أبو محمد باكرًا ويصطحب أبنائه وأصدقائه إلى الحقول التي تضمنها لجني ثمار الزيتون، مشيرًا إلى أنه يقوم ببيع جزء من الزيتون وعصر جزء أخر.

وأوضح أبو محمد أن سعر "تنكة الزيتون" تختلف حسب نوعية الزيت، فهناك زيوت يصل سعر "التنكة" فيها إلى 450 شيكل، نحو 100 دينار اردني.

يُشار إلى أن أغلب سكان قطاع غزة يقطفون ثمار الزيتون بعد يومين من تاريخ (27 -9) من كل عام ايمانًا منهم بأن حبات الزيتون وصلت إلى ذروتها وامتلأت بالزيت.

WhatsApp Image 2020-10-01 at 2.20.16 PM
 

جني ثمار الزيتون (3)
سوق الزيتون ‫(37482937)‬ ‫‬
قطف الزيتون بغزة (22)


قطف الزيتون بغزة (21)
 

قطف الزيتون بغزة (16)
قطف الزيتون بغزة (7)
قطف الزيتون بغزة (6)
قطف الزيتون بغزة (5)
قطف الزيتون بغزة (3)
 

كلمات دلالية