خبر البردويل: مؤتمر شرم الشيخ لإعادة إعمار غزة عقد بغياب الضحية

الساعة 12:44 م|02 مارس 2009

فلسطين اليوم-غزة

انتقدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مطالبة الرئيس الفرنسي نيكولا سارموزي لها بالاعتراف بالتفاقيات السياسية الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، والقبول بمفاوضات مباشرة مع الإسرائيليين، واعتبرت ذلك محاولة يائسة للتغطية على العدوان الإسرائيلي المستمر بحق الفلسطينيين.

 

وأوضح عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن "حماس" الدكتور صلاح البردويل في تصريحات خاصة أن مطالبة "حماس" بالاعتراف بإسرائيل والاتفاقيات السابقة بينها وبين السلطة الفلسطينية حديث غائم ولا يستند إلى وقائع على الأرض، وقال: "فيما يتعلق بالاعتراف بإسرائيل، فإن إسرائيل لم تحدد هويتها ولا حدودها ولا حدود الآخرين حتى يمكن الاعتراف بها، وحتى هذه اللحظة إسرائيل لا تعترف بحل الدولتين، فلماذا يريدوننا أن نتطوع بالاعتراف بهذا العدو؟ كما أن مطالبتنا بالالتزام بالاتفاقيات السابقة، فنحن لا نرى لها نتيجة على الأرض إلا الدمار، فإذا كان التزام أبو عمار بهذه الاتفاقيات قد انتهى به محاصرا ومقتولا، فما الذي يشجع على الالتزام بهذه الاتفاقيات؟".

 

ووصف البردويل مطالبة "حماس" بالالتزام بهذه الاتفاقيات بأنه مطلب ظالم، وقال: "إسرائيل لا تلتزم إلا بتدمير منهجي لعملية السلام وبتهويد القدس وبعدم عودة اللاجئين، فهل المطلوب منا أن نلتزم بكل ما تلتزم به إسرائيل؟ الحديث بهذا الشكل الغامض حديث ظالم ويجب على الدول الغربية أن تلزم إسرائيل أولا بالشرعية الدولية وبما وقعته من اتفاقيات مع أبو عمار، ونريد لإسرائيل أن تعلن حدودها ضمن قرارات الامم المتحدة، ونريد للدول الأروبية أن توجه هذه الأسئلة إلى إسرائيل وتأخذ الإجابات منها ثم تتحدث معنا".

 

 وأشار البردويل إلى أن مطالبة بعض الزعماء الأوروبيين لـ "حماس" للاعتراف بإسرائيل مطلب مراوغ، وقال: "الأوروبيون لا يريدون مصارحة شعوبهم وأنفسهم بأنهم تواطأوا مع إسرائيل على الديمقراطية الفلسطينية ويحاولون التستر بمجموعة من الكليشهات لكي لا يتعاملوا مع ما أفرزته الديمقراطية الفلسطينية".

 

وقلل البردويل من الرهان على مؤتمر شرم الشيخ لإعمار غزة، وقال: "لقد ذبحت غزة بأيادي إسرائيلية، وكان لا بد على مؤتمر من هذا النوع وبهذا الحجم هو إدانة العدوان الإسرائيلي على غزة، وإذا كان الهدف من هذا المؤتمر ترقيع ما دمره الاحتلال والتغطية على الجريمة، فهذه مصيبة، أما إذا كان على خلفية إدانة العدوان وجبر خاطر غزة فإن المطلوب أن تحضر الضحية، وهي غزة التي غابت عن المؤتمر، وهذا ما يجعل من المؤتمر مناسبة لابتزاز غزة وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق، ولن يؤدي إلى نتائج عملية على الأرض، عندما يتجاهلون الحكومة في غزة فكيف سيبنون غزة من جديد؟".

 

وأعرب البردويل عن خشيته من أن يكون مؤتمر شرم الشيخ محاولة لتفجير الخلافات الفلسطينية ـ الفلسطينية مجددا، وقال: "لقد طالبنا بعدم تسييس عملية الإعمار، وواضح أن هناك محاولة لإدخال الخلافات الفلسطينية ـ الفلسطينية في هذا المجال، وإذا أحسنا الظن فإن المطلوب من مؤتمر شرم الشيخ لإعادة إعمار غزة أن يتعامل مباشرة مع غزة"، على حد تعبيره.