خبر السياسة هي مهنة يا سيد موفاز-معاريف

الساعة 09:53 ص|02 مارس 2009

بقلم: شالوم يروشالمي

 (المضمون: موفاز ارتكب كل الاخطاء الممكنة في طريقه السياسي فاذا كان يريد النجاح عليه ان يكد على بناء معسكر لها لا ان يعتمد على مكالمة هنا ولقاء هناك فقط - المصدر).

ليس صعبا ان نصف ما يمر في رأس شاؤول موفاز. كاديما يتوجه الى المعارضة وهو يريد ائتلافا. كاديما يتوجه نحو التخلي عن حقيبتي الدفاع والخارجية، وهو يتحول من وزير دفاع بالقوة الى نائب عادي، سيتجول بين اللجان والقاعة العامة ولن يجد نفسه.

وما يبدو اكثر ايلاما: منصب وزير الدفاع سيتبوأه اغلب الظن (موشيه بوغي) يعلون، خصمه المرير، ذاك الذي وصفه في كتابه بـ "المخادع" و "الكاذب"، ومن بزعمه مسؤول عن "خطوة تنحية فاسدة" ضده. موفاز لم يرغب في يعلون كرئيس للاركان، ولكنه سيحصل عليه كوزير للدفاع.

موفاز نفسه يريد ان يكون وزير دفاع لدى نتنياهو اذ انه يشعر تجاهه بقرب كبير اكثر بكثير من قربه من تسيبي لفني. ولو كان على رأس كاديما لطالب موفاز بعدم ادخال "دولتين للشعبين" الى الخطوط الاساس الى الحكومة. كابوسه هو دولة فلسطينية عاصمتها القدس. مواقفه في موضوع هضبة الجولان اكثر تطرفا من مواقف افيغدور ليبرمان (موفاز اعلن بانه سيذهب للسكن في هضبة الجولان وسيقترح من هناك على بشار الاسد السلام مقابل السلام، اما ليبرمان فمستعد لان يعيد الهضبة وان يستأجرها من السوريين لسنوات طويلة).

في داخله يعود موفاز الى اليوم الصعب في 19 ايلول 2008، حين حقق عددا اكبر من الاصوات في التمهيدية مقابل تسيبي لفني، ولكن الجهاز سرق له النصر. وفي الغداة جمع رفاقه وابلغهم بالانسحاب من الحياة السياسية، الامر الذي صمد بضعة ايام فقط. لو كان على راس كاديما، مثلما لا بد يقدر، لاقام على الفور حكومة مع شاس والشركاء الاخرين.

رئيس الوزراء شاؤول موفاز كان سيكون في مثل هذه الحالة الرجل الذي سيدير الحملة في غزة الى جانب وزير الدفاع ايهود باراك، ولكان ايضا حقق الانتصار على الليكود في الانتخابات. ولكن كل شيء سار في طريق اخر وتسيبي لفني هي التي تقود الوضع، وهو غير مستعد لان ينسى او ان يغفر.

وفي الانتخابات ايضا فاجئوه كما ينبغي الاعتراف. موفاز رفض ان يكون رئيسا للقيادة الانتخابية لكاديما فاخذت داليا ايتسك الخيوط وساعدت لفني على تحقيق الانجاز الممتاز. موفاز وقف جانبا ولم يعرقل، ولكن في الاحاديث الخاصة قدر بان كاديما لن يحظى باكثر من 20 مقعدا. وقد فكر بالخطوة التالية، تحدث مع نشطاء مركزيين في الميدان وخطط معهم التمهيدية القادمة في الصيف والثورة السلطوية في كاديما. بعض من هؤلاء النشطاء امل حتى في ادخالهم الى قائمة كاديما الى الكنيست ولم ينجح. ومنذئذ قطع معهم الاتصال، على عادته.

اليوم سيدخل موفاز الى جلسة كتلة كاديما في الكنيست وسيحاول حرف السفينة الثقيلة التي تتوجه نحو المعارضة. موفاز سيقترح تشكيل طواقم مفاوضات مع الليكود كي يكون ممكنا فحص امكانية خطوط اساس مشتركة.

الى هذه المعركة لن ياتي جاهزا. زئيف بويم، رحاما ابراهام، داليا ايتسك، شاي حرمش واعضاء اخرون في الكتلة وان كانوا سيوافقون على كل كلمة له الا انهم سيصمتون.

لفني هي الزعيمة السائدة في كاديما وهم لن يتجرأوا على الوقوف امامها. "اذا ثنينا لها يديها فلن نكسب شيئا"، تملص من موفاز النواب الذين هاتفهم يوم الجمعة.

وهو سيفهم في لحظة الحقيقة بان معسكر مؤيدين ناجع يبنى بمثابرة على مدى السنين، بالاستثمار، بالاحاديث الملزمة مع النشطاء وكذا عبر وسائل الاعلام، وليس من خلال هاتف هنا ولقاء هناك. هكذا تصرف شمعون بيرس حيال اسحاق رابين وبالعكس. هكذا عمل اريئيل شارون حيال نتنياهو، وبالعكس، وهكذا عمل زوبولون اورليف ضد ايفي ايتام. السياسة هي مهنة يا سيد موفاز، ومن لا يعمل بكد ويركل الناس الذين ساعدوه يبقى في النهاية وحيدا.