خبر خوف وحساب نتنياهو مع ذلك، تناوب- يديعوت

الساعة 09:46 ص|02 مارس 2009

بقلم: ناحوم برنياع

مرت ثلاثة اسابيع منذ الانتخابات، واليافطات لا تزال هناك، تتمزق بالمطر، تعرض سلسلة من الوعود التي لن تتحقق، على الاقل في هذه الولاية. لا السلام، ولا الامن، ولا الحكومة القوية ولا الزعامة المختلفة. الموعد الغرامي بين الناخب وبين البطاقة في صندوق الاقتراع لم ينجح: اليافطات المتبقية هي مذكرة على ذلك.

يوم الجمعة اعلنت تسيبي لفني نهائيا بان كديما لن ينضم الى الحكومة التي يقيمها نتنياهو. واليوم تنعقد كتلة كديما للبحث في قرار لفني. شاؤول موفاز سيقترح العودة الى طاولة المفاوضات. آخرون سينضمون الى اقتراحه. لن يكون تمرد هناك. فلا يوجد في هذه اللحظة في كديما من يرفع لواء التمرد ، ولا حتى موفاز.

لم يتبقَ لنتنياهو سوى التوجه الى حزب العمل، لعله ينقذه من الاستعباد لاملاءات اليمين المتطرف. وهو يقترح على العمل حقيبة الدفاع – الحقيبة التي لم تعطى ابدا لحزب تمثيله في الكنيست على هذا القدر من الصغر. وكان باراك سيغريه الامر ولكن ليس لديه وعلى ما يبدو لن يكون لديه حزب مستعد لان يسير في اعقابه.

غداة الانتخابات حقق نتنياهو نجاحا كبيرا، حين اقنع 65 نائبا في الكنيست بالتوصية به امام الرئيس. كان هذا انتصار "بيروس" (انتصار مفعم بالخسائر): فقد ادى الى أن تكون الحكومة الوحيدة التي يمكنه أن يقيمها هي الحكومة التي لا يريدها.         ما يعيدنا الى مسألة التناوب. نتنياهو محق حين يدعي بان السبب الاساس لرفض لفني الانضمام الى الحكومة هو التناوب: لو أنه يوافق على توزيع فترة الولاية بينه وبينها لكانت كل المسائل الاخرى التي تقلق لفني تبخرت. وهو يخطىء اذا كان يظن بان الحديث لا يدور الا عن النزعة الانانية.

الصيغة التي يقترحها نتنياهو على لفني للانضمام الى الحكومة كانت عسيرة جدا من ناحيتها. كديما يوجد في وضع خاص: المصوتون له جاءوا في اغلبيتهم الساحقة من الوسط ومن اليسار؛ اما مرشحوها للوزراء فجاء معظمهم من الليكود. في غياب هدف مشترك ومراتبية واضحة، سيفقد كديما المبرر لوجوده. في المعارضة سيكون له هدف مشترك: اسقاط الحكومة. كما ستكون هناك مراتبية واضحة. في المعارضة قد يكون اليأس اقل راحة، ولكن مدى الحياة سيكون اطول.

التناوب كان سيمنح قيادة كديما هدفا، اطارا، مراتبية. ليس أن التناوب "يستحقه" كديما: ففي السياسة لا يوجد يستحقه او لا يستحقه. المسألة هي ما هي مصلحة نتنياهو، ما هي مصلحة لفني، وهل يوجد لقاء بينهما.

لفني سعت الى اتفاق يقسم الولاية الى قسمين متساويين: النصف لنتنياهو، والنصف الاخر لها.  نتنياهو رفض الفكرة رفضا باتا، على فرض أن انتصار الكتلة اليمينية في الانتخابات منحه التفوق، يحتمل أن يكون حان الوقت للاقتراح على لفني منحها ربع الولاية. هذا يبدو سخيفا، ولكن يوجد في هذه التسوية فضائل لا بأس بها: تسوية كهذه ستمنحه هدوءا داخليا لثلاث سنوات – أكثر بكثير مما سيكون له في حكومة يمينية – نقطة بداية اكثر راحة في العالم وفي الرأي العام في البلاد، وحكومة يشكل هو فيها الرمز المركزي  وليس الرمز اليساري.

نتنياهو بالغ مبالغة عشوائية حين شبه الوضع الحالي بوضع الدولة في العام 1948. ومع ذلك، فان سلسلة المشاكل التي يتعين على الحكومة القادمة ان تعالجها صعبة ومركبة: القنبلة الايرانية، حماس، الازمة الاقتصادية، العلاقات مع الولايات المتحدة. الدولة ستوجد في كل حكومة: فهي اقوى من حكوماتها.

ولكن نتنياهو سيتعين عليه أن يجري حسابه للنفس: هل هو يفضل التصدي لهذه المشاكل وهو متعلق بصوت الكهاني بن آري والاستفزازي ليبرمان ام هو مستعد لان يتخلى قليلا عن الفخامة والسماح لكديما بعيش حياته في الحكومة. العبء لا يقع فقط على كتفي لفني. فهو يقع اولا وقبل كل شيء على كتفيه.