"جهاز التعقيم الذكي" .. صُمم بجهود ذاتية وبأدوات محلية لمكافحة "كورونا"

الساعة 08:24 م|23 سبتمبر 2020

أنور العامودي

"الحاجة أم الاختراع".. طبق مبتكرون في قطاع غزة هذا المثل الشائع في إنتاج آلة "التعقيم الذكي" بأدوات محلية، في وقت يشعر فيه سكان غزة بحاجة ماسة لها في مواجهة فيروس "كورونا".

جهاز التعقيم الذكي المتواضع يهدف إلى حماية المواطنين من الإصابة بعدوى (كوفيد-19) المنتشر داخل محافظات القطاع الخمس، إذ يَفقد معظم سكانيها الرعاية المطلوبة في مكافحة الوباء؛ لقلة الإمكانات المتوفرة لدى الجهات الرسمية.

ففي فترة قصيرة، تمكن المبتكرون من صناعة الآلة التي نالت إعجاب الكثير من أصحاب المحلات التجارية وغيره، بقدرتها على تعقيم جسم وأيدي الأشخاص أوتوماتيكيًا، بمجرد الوقوف أمام الجهاز، عبر تقنية تعرف بـ"المستشعرات".

وأطلقت العديد من المؤسسات الحقوقية وغيرها، تحذيرات من خطورة تفشي المرض داخل غزة، تزامنًا مع تشديد حكومة (إسرائيل) من حصارها على القطاع، وتمنع إدخال الأدوات والأودية الطبية، متجاهلةً كافة الردود المحلية والدولية بإنهاء الحصار.

مارس الماضي، توجهت وزارة الصحة بغزة، بنداء عاجل إلى العالم بشأن المنظومة الصحية شبه المنهارة، في توفير الأدوية اللازمة لعلاج المرضى، إذ بلغت نسبة العجز في الأرصدة الدوائية 47%، و33% عجز في المستهلكات الطبية.

"جاءت فكرة إنشاء آلة التعقيم الذكي، للمساعدة في الحد من انتشار فيروس كورونا"، كما تقول المشرفة على اعداد الجهاز هبة الهندي لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية".

وتضيف الهندي، أن فكرة الجهاز أخذت أنواع وأشكال متعددة، ويقوم على تعقيم الجسم واليدين، بالإضافة إلى قياس درجة حرارة الاشخاص من خلال ثلاث مستشعرات  تعمل في آن واحد.

وحول فكرة تشغيل الجهاز الجديد، توضح انه عند وضع الشخص يده للتعقيم داخل الجهاز يتم عمل المستشعرات وترسل الأوامر (الإشارات) من اللوحة الرئيسية المصُنعة لتنفيذها، بأريحية تامة، حيثُ تعقم يداه بشكل جيد ومناسب.

5676ed01-fd13-4677-ae67-a0d22e92de66


ولم يقتصر جهود الأربعة مصممين على ذلك، إذ عمل هؤلاء على ربط جهاز التعقيم بالبوابات والمصاعد الكهربائية، بحيث لا تسمح بدخول الأشخاص إلا بعد اكتمال عملية التعقيم، وهي تقنية تساعد في اكتشاف الحالات المرضية من الفيروس.

وتتابع المشرفة، إنّ " المصممين وضعوا تقنية إنذار عند تسجيل درجة حرارة مرتفعة للأشخاص، وتطلق الانذار بعدم السماح له بدخول المصاعد أو الإمكان"، وهو ما يحد من تفشي الوباء.

وتشدد وزارة الداخلية بغزة، من إجراءاتها الوقائية والاحترازية بما فيها فرض الاغلاق الشامل وحظر التجوال في محافظا ت القطاع، وتلزم كافة المواطنين بها، في إطار الجهود المبذولة لمحاربة الوباء، وحصره.

وما يميز جهاز التعقيم الذي بيع إلى العديد من المحالات التجارية والمؤسسات منها حيوية، أنه صنع بأدوات محلية صرفة، ورغم ذلك، حقق هدفه المراد في تعقيم الأشخاص بتكلفة بسيطة جدًا، وبجودة عالية.

وتؤكد الهندي، أن تكلفة الجهاز الواحد "تتراوح من 500 دولار؛ حتى 1500".  

وفيما يتعلق بتطوير الآلة الذكية مستقبلاً، فإن المبتكرين ذوي التخصصات المختلفة، يواصلون تطويره وفق خطة واضحة لديهم، بحيث تكون مناسبة في الأداء والشكل المطلوبين، وتساعد في عودة حياة المواطنين بشكل طبيعي، دون قلق وتوتر.

وتشير الهندي، إلى أن اعداد آلة التعقيم كان "بجهود ذاتية دون أي دعم على مستوى رسمي أو خاص".

ولم يخلو أي عمل أو ابتكار جديد في قطاع غزة الذي تحاصره (إسرائيل) منذُ عام 2007 بحرًا وجوًا وبرًا، من التحديات، إذ واجه القائمين على صناعة الجهاز صعوبات عدة، أبرزها ارتفاع تكلفة بعض الدوائر الكهربائية المستخدمة في الآلة، وتقول الشرفة: إن "الفريق تغلب عليها بصعوبة".

ولتطوير الآلة، طالبت من الجهات المانحة "تبني الفكرة  في المستقبل".

وفي أحدث إحصائية لوزارة الصحة بغزة، حتى صدور هذا التقرير،  فقد بلغ اجمالي الإصابات منذُ مارس، 2518حالة، بينما وصلت أعداد الحالات النشطة 1763 حالة ، والمتعافين 738، 17 حالة وفاة.

إلى جانب ابتكار مشروع جهاز التعقيم الذكي، خرج العديد من الابتكارات العلمية الأخرى في غزة،  إلى النور، التي تقوم على نفس الفكرة في المساعدة في مواجهة فيروس "كورونا"، لكن بخصائص متنوعة.

الصحفي/ انور العامودي

كلمات دلالية