خبر غزة: انقطاع التيار الكهربائي المتكرر يلغي « الجدولة » ويشوش الحياة اليومية

الساعة 06:14 ص|02 مارس 2009

فلسطين اليوم : غزة ( محمد البابا)

"يصل التيار الكهربائي البيت ثم ينقطع بعد أقل من نصف ساعة، وهكذا طوال ساعات النهار"، بهذه الكلـمات وصف الـمواطن علاء شتات الوضع الكهربائي في منطقة سكناه خلف مدرسة عباد الرحمن بغزة، مشيراً إلى أن جدول توزيع التيار الكهربائي لا يتم العمل به نهائياً رغم وجود الوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء.

وأشار شتات إلى أن جدول التوزيع كان قبل الحرب منتظما لكنه اختلف بعد انتهاء الحرب، لافتاً إلى أن ذلك خلق حالة من العشوائية في الحياة اليومية للسكان الذين تأقلـموا مع الفترات الـمخصصة لهم.

وأوضح جاره أبو محمد بركات أن مجموعة من السكان توجهوا لشركة الكهرباء لتقديم شكوى، فتمحور الجواب حول تدمير أعمدة الكهرباء، ونقص الـمعدات ولوازم الطاقة، مشيراً إلى أن الأسباب التي طرحها العاملون في الشركة كانت واقعية وحقيقية، ما جعل السكان يعودون آملين أن يتم فتح الـمعابر، وتسمح قوات الاحتلال بدخول معدات وإمكانات جديدة للشركة كي تستطيع ترميم وإعمار ما تم تدميره.

وحذر جمال الدردساوي مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع الكهرباء بمحافظات غزة من توقف أعمال الصيانة والتأهيل التي تقوم بها الشركة لشبكات الكهرباء التي دمرها العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، بسبب نفاد الـمواد اللازمة لإصلاح الشبكات وإعادة تأهيلها، وخاصة محولات وكوابل الضغط الـمنخفض.

وأوضح في تصريح صحافي أن ذلك أدى إلى حرمان مئات الآلاف من سكان القطاع من الكهرباء، وتوقف الكثير من الـمرافق العامة والخاصة عن تقديم خدماتها للـمواطنين وفي مقدمتها مرافق الـمياه والصرف الصحي ومراكز الرعاية الصحية والـمستشفيات.

وأوضحت أم حازم من سكان الـمنطقة أنها لا تستطيع إكمال أي عمل في بيتها، منوهة إلى أن التيار يأتي ثم ينقطع الأمر الذي خلق حالة من العشوائية والارتباك في الحياة اليومية للأسرة.

وأشارت إلى أنها باتت تخشى على الأجهزة الكهربائية في البيت من التعطل جراء انقطاع التيار بشكل فجائي كل نصف ساعة على الأكثر، لافتة إلى أن أجواء البرد والشتاء خففت من تلف الـمواد الغذائية ما جعلها تفصل الثلاجة تماماً خوفا من تعطلها.

وأكد الـمواطن أبو أحمد الكرد من سكان الـمنطقة أن الوضع الكهربائي الصعب غير مقصور على منطقة سكناه فقط، مشيراً إلى أنه اكتشف أن الابتلاء عام وأن نقص الإمكانات والـمعدات جعل الأمر صعباً أمام الشركة التي تنتظر دخول مستلزماتها من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه ورفع قيمة وقوة الطاقة كي لا تنقطع كل ساعة عن الـمواطنين.

وقال الدردساوي: "إن عدداً كبيراً من الـمشاريع الكهربائية الخاصة بقطاع الـمياه والصرف الصحي توقف العمل على إتمامه لنفاد الـمحولات وكوابل الضغط الـمنخفض الخاصة بها"، مؤكداً أن هذه الـمواد تم توفيرها للشركة ولكن سلطات الاحتلال تمنع إدخالها إلى غزة حتى الآن.

وأكد أن ما ينشر ويبث في وسائل الإعلام الـمختلفة حول تسهيلات وإجراءات لإيصال الـمساعدات العاجلة إلى قطاع غزة لا يجد ما يؤيده على واقع الوضع الكهربائي الذي يعاني وما زال من الإجراءات الإسرائيلية الـمستمرة.

وأشار الـمواطن أبو محمد النجار إلى أنه يضطر إلى تشغيل الـمولد الكهربائي خشية على مثلجاته التي لا يمكن أن تحفظ بلا كهرباء، مشيراً إلى أنه أصبح يشغله طوال ساعات النهار بغض النظر عن الساعات البسيطة التي يصل فيها التيار.

وناشد الدردساوي الجهات الـمسؤولة والهيئات الدولية ومؤسسات العمل الإنساني التدخل لدى الجانب الإسرائيلي للسماح بإدخال تلك الـمواد والتجهيزات في أسرع وقت ممكن، منوهاً إلى أن كثيرا من الـمناطق السكنية حرمت من الكهرباء منذ بداية العدوان بسبب الـمنع الإسرائيلي.