خبر المؤتمر يتسلل إلى أحلام الأطفال والمنكوبين في غزة

الساعة 10:56 م|01 مارس 2009

فلسطين اليوم: غزة

تحلم الطفلة ألماظة التي استشهد 30 من أفراد عائلتها بينهم والدتها وأشقاؤها الأربعة، بأن يعاد بناء بيتها ومزرعة عائلتها الصغيرة التي دمرها جيش الاحتلال “الإسرائيلي” في حي الزيتون شرق مدينة غزة.

 

وتقول ألماظة السموني (12 عاماً) التي تقيم مؤقتاً في منزل صغير لجدتها وهي تشير إلى بقايا ركام منزل عائلتها “نريد أن يعيدوا بناء بيتنا ومزرعتنا ويعيدوا الحياة الجميلة إلى منطقتنا لنلعب وندرس هنا”.

 

وتصر الطفلة التي تتحدث بطلاقة على المجيء كل يوم مع والدها الجريح إبراهيم والبقاء لساعات طويلة في خيمة أقيمت فوق أنقاض منزلهما المدمر بين ركام عشرات المنازل والمزارع التي دمرها الاحتلال خلال المحرقة.

 

وتقول ألماظة التي تطفح عيناها العسليتان بالطفولة “نعرف أنهم مهما فعلوا لن يرجعوا لنا الشهداء، لن يعيدوا أمي ولا إخوتي ولا أعمامي وأولادهم الذين قتلهم اليهود في الحرب”.

 

ويأمل محمد أبو جهل (54 عاما) أن توفر قمة شرم الشيخ المال لإعادة بناء منزله المدمر، ويقول “نتمنى أن يدعمونا ويساعدونا بالأموال لنعيد بناء منازلنا”.

 

ويعتقد هذا الرجل الذي أصيب وابنه وحفيده بشظايا صاروخ في غارة جوية انه يتوجب على المشاركين في المؤتمر “أن يجبروا “إسرائيل” على فتح المعابر، لأنه من دون فتح المعابر وإدخال مواد البناء الأساسية لا فائدة للدعم والأموال”.

 

وكان منزل أبو جهل دمر كلياً بعدما استهدفت طائرة حربية مقر جمعية الأسرى المحررين في منطقة تل الهوى في جنوب غرب مدينة غزة، ويرفع الرجل يديه إلى السماء “كفانا حروباً، نريد السلام والأمن”.

 

ويصف سميح عبد ربه (40 عاما) قمة شرم الشيخ ب “المهمة جدا لأنها ستقرر الدعم لإعادة إعمار البيوت والمصانع والمزارع”، ويقول “نريد أن يكون الدعم واضحاً وان يصل إلى أصحاب البيوت المدمرة، ونتمنى أن تنتهي الخلافات بين حماس وفتح كي لا نكون ضحية لهذه الخلافات المدمرة”.

 

وفي منطقة عزبة عبد ربه في جباليا في شمال قطاع غزة تقيم عشرات العائلات في خيام فوق ركام المنازل المدمرة، وهي لا تقوى على مواجهة برد الشتاء والرياح.

 

ويقر منير البرش رئيس لجنة الإغاثة والطوارئ في الحكومة الفلسطينية المقالة بأن “هناك إشكالية حول من سيدير المال لعملية الإعمار”، ويقول “نقترح اقتراحا أكثر واقعية بأن تدير الدول والمؤسسات المانحة بنفسها عملية الإشراف على الإعمار كي لا يكون الناس المتضررون هم الضحية لهذه الاشكاليات”.

 

لكنه يعتقد انه من المهم جدا ليكون الدعم المالي مجديا بأن “تتوفر مواد البناء عبر فتح المعابر بشكل طبيعي”، مشيراً إلى انه حسب تقديرات لجنته “يمكن أن تتم العملية خلال عام أو عام ونصف عام كأبعد تقدير”.

 

ويقول مؤمن العطار (36 عاما) وهو مزارع من منطقة العطاطرة في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة هدم منزله ومزرعته، “نريد أن يقدموا لنا الأموال مباشرة حتى نستطيع أن نبني نحن بأنفسنا”.

 

ويعتقد الشاب انه إذا توفرت الأموال “يمكن أن تنتعش الحياة في غزة ويمكن أن نعيد بناء كل ما تم تدميره”، إلا انه لا يخفي خشيته من معاودة “اسرائيل” لعدوانها.

 

ويعتقد كمال الدحدوح انه ينبغي على الدول المانحة فهم أن آلاف الدونمات التي جرفتها “إسرائيل” تحتاج إلى وقت طويل ربما لعدة سنوات حتى تعود كما كانت، وذكر أن الاحتلال اقتلع “آلاف الأشجار التي يمتد عمر بعضها إلى أكثر من 100 سنة”، وأوضح أن أوضاع المزارعين “مأساوية أصلا، ويجب على هذه الدول أن تقف وقفة جادة إلى جانبنا وان تخصص مبالغ حقيقية تتناسب مع حجم الكارثة التي حلت بالمزارعين”.