إجماع شعبي على رفضه

حوار قيادي بحريني: اتفاق التطبيع يهدد البحرين ويخدم مصالح "الأعداء"

الساعة 07:27 م|18 سبتمبر 2020

فلسطين اليوم

أكد القيادي في المعارضة البحرينية فاضل عباس أنَّ اتفاقية التطبيع بين المنامة و"تل أبيب" لا تصبُّ في مصلحة البحرين مطلقاً، فلن تحقق أمناً ولا استقراراً ولن تجلب عائداً مادياً، بل إنها تضرُ بالمصالح البحرينية على أكثر من صعيد.

ويرى عباس في حديثٍ لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أنَّ اتفاقية التطبيع تخدم المصالح الإسرائيلية والمصالح الشخصية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ أنَّ الأخير يسعى لتحسين حظوظه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لاسيما أنه يواجه مَأزَقَ داخلية عدة منها، فشله في السيطرة على جائحة كورونا، وقوة منافسه من الحزب الديمقراطي جو بايدن.

وأوضح عباس أنَّ الاحتلال الإسرائيلي سيحقق مكاسب عديدة من وراء اتفاقيتي التطبيع مع الإمارات والبحرين، إذ ستساهمان في نمو الاقتصاد الإسرائيلي المُثقل بالمشاكل، إضافة إلى أنَّ التطبيع يمنح الاحتلال فرصة للاستفراد بالفلسطينيين، وارتكاب جرائم جديدة بحقهم.

ويرى أنَّ عوامل عدة مجتمعة دفعت الحكومة البحرينية للتطبيع، في مقدمتها الخوف من سقوط ترامب بالانتخابات الرئاسية المقبلة، ونجاح منافسه جو بايدن، الذي من المحتمل أن يسير على خطى أوباما في قربه من المعارضة البحرينية وموقفه الضاغط على الحكومة، ما دفع الحكومة للتطبيع مع العدو الإسرائيلي ليكون بديلاً حال اختلال الموازين في السياسة الأمريكية.

وفي ثاني الأسباب التي يرى عباس أنها دفعت البحرين للتطبيع، هو التقاء المصالح بين الاحتلال والبحرين في الخلاف مع إيران، مع إشارته إلى أنَّ أي تصور للمصلحة الأمنية من وراء التطبيع مع الاحتلال "إنما هو مجرد وهم"، مستدلاً على ذلك بفقدان الاحتلال القدرة على حماية نفسه أو حماية أعوانه لدى هروبه من الجنوب اللبناني عام 2000.

ولفت إلى أنَّ التطبيع الذي تمارسه الأنظمة مرفوض من الشعوب العربية، قائلاً: "التطبيع هو تطبيع أنظمة فقط، ولنا في مصر والأردن خير دليل، والحالة في البحرين ستكون مشابهة، في ظل رفض الشعب البحريني بجميع مكوناته لأوجه التطبيع".

ويرى عباس أنَّ التطبيع قد يترك آثاراً سلبية وأضراراً مؤقتة على القضية الفلسطينية، لاسيما مع عزيمة الشعب العربي والفلسطيني الذي يواجه اتفاقيات التطبيع، مع توقعاته بزوال تلك الاتفاقيات مع حدوث تغيرات في المنطقة؛ قد تسقط الرهانات الساعية لعزل المقاومة.

 

وفيما يلي نص الحوار:

1. كيف تلقيتم كأحزاب وقوى ومثقفين بحرينيين إعلان المنامة التطبيع مع العدو الصهيوني؟!

-نحن لم نستغرب هذه الخطوات في مجال التطبيع، فقد كانت الحكومة البحرينية تمهد لذلك من خلال زيارات قام بها بعض رجال الدين المحسوبين على الحكومة، هذا بالإضافة لزيارة وفود صهيونية للبحرين ومشاركات لهم تم كشفها من قبل القوى المعارضة الوطنية الرافضة للتطبيع، ولكن الحكومة لم تتوقف وواصلت نفس المسار التطبيعي.

2. ما هي ظروف هرولة نظام الحكم في البحرين تجاه العدو الصهيوني في أعقاب الاتفاق الاماراتي – الإسرائيلي؟ وما هو دور الولايات المتحدة الأمريكية في دفع البحرين للتطبيع؟

- هناك عدة عوامل دفعت الحكومة البحرينية للتطبيع وفي مقدمتها الخوف من سقوط ترامب بالإنتخابات الرئاسية القادمة ونجاح بايدن وبالتالي عودة سياسات أوباما القريبة من المعارضة والضاغطة على الحكومة لذلك فالعدو الصهيوني بالنسبة لهم هو البديل في حالة حدوث ذلك، وهناك أيضا البحث عن قوى إقليمية لمواجهة ايران التي تعتبرها الحكومة البحرينية عدو لها فهذه العوامل مجتمعه دفعت الحكومة للتطبيع.

3.ما أسباب الكشف عن اتفاق التطبيع، لاسيما أن العلاقات في السابق كانت قائمة ولكن تحت الطاولة؟ وهل يحمل الإتفاق أي مصلحة للبحرين؟

-قيام دولة الامارات العربية المتحدة بالتطبيع قد سرع من تطبيع الحكومة البحرينية لما للعلاقات بينهم من تكامل كبير، وكذلك حاجة الرئيس الامريكي ترامب لدعم بعد التقدم الكبير لمنافسه بايدن في استطلاعات الراي العام وفشله في مواجهة كورونا فهذا التطبيع شكل رافعه لحملته الانتخابية وبالتالي هذا التطبيع أعطاه دعم أكبر انتخابي من قبل اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الامريكية.

4.   يواجه اتفاق التطبيع رفضاً بحرينياً واسعاً.. هل نستطيع القول إنه من الصعب عملياً تطبيع الاتفاق وسيجد الإسرائيليون ونظام الحكم صعوبة في تطبيقه؟ وما هي أوجه صعوبة تطبيق الاتفاق؟

-هناك دول عربية عديده كان التطبيع هو تطبيع أنظمة فقط ولك في مصر والاردن دليل وأتصور بان البحرين سوف تكون الحالة مشابهه فالشعب البحريني رافض للتطبيع بكل مكوناته.

5.   ما هي تداعيات الاتفاق المشؤوم على البحرين من جميع النواحي خاصة من الناحية السياسية والاقتصادية، وهل هناك أي إيجابية تذكر لهذا التطبيع؟

- كل عمليات الترويج للتطبيع السابقة قد ثبت فشلها فلا مصر ولا الاردن تقدم بالتطبيع وأي تصورات أخرى هي مجرد أحلام حتى في قضية الخلاف مع ايران فهذا الكيان الصهيوني قد شاهدنا كيف هرب جنوده في جنوب لبنان وتخلي عنهم ومنهم من مات بمرضه ومنهم من أصبح يبيع الفول في الشوارع وهو كان عقيد في جيش لحد فالرهان عليهم خاسر هذا ما يقوله التاريخ ولكن من الناحية الاقتصادية هناك ما أشار له نتنياهو بان استثمارات الخليج سوف تأتي للعدو الصهيوني وتشكل رافعه للاقتصاد الصهيوني المثقل بالمشاكل وهنا تكون المأساة العربية فنمو الاقتصاد الصهيوني يعني تشجيع العدو لقتل الفلسطينيين وزيادة الاستيلاء على الاراضي الفلسطينية.

6.   ما خطورة الهرولة العربية المتسارعة تجاه الكيان الصهيوني على القضية الفلسطينية؟

-خطورة الهرولة بانها تضيق الخناق على الشعب الفلسطيني وتوسع الدائرة للكيان الصهيوني المعزول في المنطقة وتعطي فرصة للكيان الصهيوني للاستفراد بالفلسطينيين لوحدهم بدون محيطهم وعمقهم العربي وهذا خطير على المدى القريب ولكنه قد يكون ضرر مؤقت مع تغييرات في المنطقة تسقط هذه الرهانات الساعية لعزل المقاومة في نهاية الطريق بالإضافة لعزيمة الشعب العربي والفلسطيني بإسقاط مثل هذه التصورات الخطيرة في المنطقة.

كلمات دلالية