قائمة الموقع

تقرير "الجريشة".. أكلة فلسطينية تحتضن الفقراء في ظل كورونا

2020-09-18T17:31:00+03:00
فلسطين اليوم

تأبى عائلة "أبو طعيمة" شرقي مدينة خان يونس أن تتخلى على عاداتها المتوارثة عن أجدادها في إعداد (الجريشة- الفريكة)، وتتمسك بها كأحد الطقوس المهمة التي تقوم بها العائلة طوال العام، وتركز عملها لا سيما في ظل تفشى فيروس كورونا في قطاع غزة

وكخلية نحل تعمل في جد واجتهاد داخل المكان المخصص لإعداد (الجريشة- الفريكة)، فيتسابق كبار السن في العائلة إلى جانب الشباب في تحضير المكونات يدًا بيد، أحدهم يجهز الموقد وآخر يقوم بسكب القمح داخل وعاء كبير، فيما يقوم أخر بتحريكه.

 

يقول جهاد أبو طعيمة أحد القائمين على "الجريشة"، إنها أكلة شعبية فلسطينية وأحد العادات التي توارثها من أباءه وأجداده منذ نحو ربع قرن، مشيرًا إلى أنهم يستهدفون فئة الفقراء والأسر المحتاجة في المنطقة.

ويضيف أبو طعيمة لـ"فلسطين اليوم"، أن وجبة "الجريشة أو ما يسمونها التكية" تتكون القمح البلدي المحمص، اللحم، والبهارات، والملح، ويتم طهوها بخلط المكونات في وعاء كبير، ويتم تحريكه على نارٍ هادئة، حتى تتماسك المكونات وتنضج بشكلها النهائي، حيث تعتبر من بين الأكلات المشهورة جداً، والتي تحرص كثيراً من الأسر الفلسطينية على أكلها.


 

ومع تفشى فيروس "كورونا" في قطاع غزة، قامت عائلة أبو طعيمة بزيادة كمية "الجريشة" جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة، ليستفيد أكبر عدد ممكن من العائلات المستورة.

و"الجريشة" عبارة عن حبوب حبوب القمح القاسي الكاملة المقشرة، ويُستخدم في المطبخ العربي، خاصة في العراق وبلاد الشام (الأردن، وفلسطين، وسوريا)، كما يُصنع في الماضي من الشعير والقمح على حد سواء.

أما موسى أبو طعيمة، فيقول، إن مئات الاسر الفلسطينية المتعففة ينتظرون أكلة الجريشة في ظل انتشاء فيرس كورونا، لصعوبة الأوضاع جراء حالة الطوارئ المفروضة على قطاع غزة، فيما يشير الطباخ ابو الرائد إلى أن "الجريشة" تعتبر أحد العادات والتقاليد التي اعتادوا عليها الفلسطينيين، وخاصة جنوب قطاع غزة منذ عقود من الزمن، ورغم الإقبال الكبير عليها الا انها لا تكفي لسد حاجات الفقراء.

ويلفت أبو طعيمة لـ" فلسطين اليوم"، أن "أجواء الفرحة تختلط في ظل أجواء كرونا وأكلة الجريشة أو ما تسمى التكية على الفقراء والاسر المتعففة، مضيفًا أن هذه الاكلة تشتهر بمذاقها الشهي والصحي".


 

ويتابع "أعددنا اليوم كمية كبيرة من الجريشة وتكفي لنحو 250 شخص للمحتاجين ولأهالي الحي"، مشيرًا إلى أن هذه هي المرة الثانية يقومون فيها بإعداد وجبات الجريشة منذ بداية انتشار فيروس كورونا في قطاع غزة لتعزيز روح التعاون والمحبة".

وختم قائلًا: "توارثنا الجريشة من أباءنا وأجدادنا، كما أننا نوصى أولادنا من بعدنا بالسير واتباع طريق الخير الذي نسلكه وتوريثه للأجيال القادمة.   

ويعاني أكثر من مليوني نسمة أوضاعا معيشية صعبة للغاية في قطاع غزة، جراء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من 13 عاما، ناهيك عن تزايد نسبة الفقر والبطالة في صفوف الخريجين، إضافة إلى تردي الحالة الاقتصادية للكثير من العائلات التي تعمل بنظام اليومية بسبب حالة الطوارئ ومنع التجوال في قطاع غزة عقب تفشي فيروس كورونا في داخل المجتمع.















 

اخبار ذات صلة